عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Nov-2024

انطلاق فعاليات المؤتمر الثاني للذكاء الاصطناعي ومناهج التعليم

 الغد-عزيزة علي

 انطلقت، أول من أمس، فعاليات المؤتمر الأردني الثاني للذكاء الاصطناعي بعنوان "الذكاء الاصطناعي ومناهج التعليم والتعلم"، وذلك في مقر مجمع اللغة العربية الأردني، وبرعاية رئيس المجمع الدكتور محمد عدنان البخيت.
 
 
وحضر فعاليات المؤتمر رئيس المجمع وأعضاؤه، والدكتور محي الدين توق رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج، إلى جانب نخبة من اللغويين والمتخصصين في علوم الحاسوب وأساتذة الجامعات، فضلاً عن جمهور من المثقفين والمهتمين.
 
وجاء هذا المؤتمر استكمالا لما عرض في المؤتمر الأول من أبحاث تتعلق بتكنولوجيا المعلومات وعلم الحوسبة، وما نتج عنها من تطور في مجال الذكاء الاصطناعي. وسلط المؤتمر، في نسخته الثانية، الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير محتوى المناهج التعليمية، وما رافقه من تطبيقات عملية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
وقال البخيت "نجد الغالبية العظمى من المختصين باللغة العربية وأصحاب الدراسات الحاسوبية يتحدثون حول هذا الموضوع في تجلياته وتحدياته وخطورته، وهو موضوع بحاجة ماسة للمتفرغين من العلماء المؤهلين في اللغة والذكاء الاصطناعي"، مشيرا إلى أن الحضارة العربية والإسلامية تمكنت من احتواء علوم الأمم التي وصلت إليها.
وأشار إلى علم الخوارزميات الذي استطاع علماء القارة الغربية أخذه وتطويره والإبداع فيه إلى أن وصلوا إلى ما وصلوا إليه فيما يعرف اليوم بالذكاء الاصطناعي، لافتا إلى أن مستقبل اللغة العربية في ميدان المصطلح العلمي، وتحديدا المختبرات العلمية والعلوم الكبرى التي تعمل على إطلاقها حاضنات اللغة العربية، مؤكدا أهمية عدم إضاعة الوقت في البحث عن غيرها، لأنها تعد المستقبل الحقيقي على مدى قدرة إبداع العلماء العرب.
من جانبه، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر د.عبد المجيد نصير، إن المؤتمر الأول "الذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية"، عقده المجمع في أواخر العام الماضي، وأشار إلى قرار لجنة اللغة العربية والتكنولوجيا المسؤولة عن المؤتمر في أن تكون مؤتمراتها المقبلة ذات طبيعة متخصصة، شاكرا كل من شارك في هذا المؤتمر وأضاف إليه من خبرته وعلمه حول هذا الموضوع.
تناولت الجلسة الأولى التي أدارها د.فتحي ملكاوي، وتحدث فيها المهندس محمد البشتاوي، منتصر الضمور، د.محمد زكي خضر، رئيس المعهد العالمي لحوسبة القرآن والعلوم الإسلامية، حول "مستقبل تعليم اللغة العربية في ضوء الذكاء الاصطناعي"؛ حيث قال: "في ضوء التقدم السريع في حقل الذكاء الاصطناعي ودخوله في مجالات الحياة كافة، فإن استعماله في تعليم اللغة العربية أصبح لا مجال للتغاضي عنه، بل ووجوب استخدامه بشكل كفء بما يخدم اللغة العربية وتعليمها بسرعة ودقة".
وأشار خضر إلى الاتجاهات التي يذللها الذكاء الاصطناعي لخدمة اللغة العربية، وأبرزها: حقل التعليم لمستوى المتعلم، وحقل المعالجة الآلية للغة بالتحاور بلغة طبيعية مفهومة، وحقل التشويق في التعليم، وخاصة للأطفال بتقديم وسائل تعليمية مناسبة، وحقل خدمة العملية التعليمية في المناهج والإدارة والتقويم والاختبارات والتطوير والتعاون والتحاور بين المتعلمين وتدريبهم، وغير ذلك مما يخدم العملية التعليمية بشكل عام.
فيما تحدث المهندس محمد البشتاوي من شركة الهدهد للمحتوى الإبداعي للأطفال في ثاني أبحاث المؤتمر الذي يحمل عنوان: "الذكاء الاصطناعي وأثره في تطوير مناهج تعليم العربية: تطبيقات عملية على تعليم العربية للناطقين بغيرها"، عن أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يمكن الاستفادة منها في مجال تعليم اللغة العربية وتعلمها، مع تسليط الضوء على تعليم العربية للناطقين بغيرها، إضافة إلى نماذج تطبيقية مبسطة عبر الذكاء الاصطناعي على مستوى التأطير والتحليل والتطوير، وتنفيذ المادة التعليمية والمادة البصرية، وبناء المادة التدريبية وغيرها.
وأشار إلى الفرص التي ستتأتى في مجال تصميم مناهج اللغة العربية للناطقين بغيرها وللأكاديميين في مجال المراجعة والتطوير، وفتح الآفاق أمام دمج منهجيات عالمية مختلفة في تعليم اللغات وتطبيقها على العربية، ذاكرا التحديات التي سيواجهها تطبيق الذكاء الاصطناعي على العاملين والمؤسسات العاملة سواء من ناحية التدريب على اللغة العربية وثقافتها، أو من ناحية عولمة اللغة العربية في ظل تطوير نماذج عالمية متقدمة ستطبق على جميع اللغات التي من غير المتوقع أن تعالج خصوصيات اللغة العربية بشكل كامل.
كما تحدث منتصر الضمور من وزارة التربية والتعليم في ورقته عن "تطوير المحتوى التعليمي باستخدام الذكاء الاصطناعي"، لافتا إلى التحديات التي تواجه تطبيق هذه التكنولوجيا في التعليم، ومنها: الخصوصية وحماية البيانات، وتكلفة التنفيذ، والاعتماد المفرط على التكنولوجيا الذي قد يقلل من التفاعل الإنساني في العملية التعليمية.
وأشار الضمور إلى النتائج الإيجابية التي ستؤدي إلى تحسين كبير في تخصيص التعليم وفقا لاحتياجات الطلاب الفردية، وزيادة كفاءة التدريس من خلال تقليل العبء على المعلمين في المهام الروتينية، مثل التقييم وإعداد الدروس، وتقديم محتوى تعليمي تفاعلي ومخصص في المؤسسات التعليمية، مما سيسهم في تحسين نتائج التعلم لدى الطلبة، لافتا في نهاية ورقته البحثية إلى التكلفة المرتفعة لتطوير وصيانة أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تمثل عائقا أمام العديد من المؤسسات التعليمية، خاصة في البلدان النامية.
من جهته، عقب مأمون حطاب من دار حوسبة النص العربي على ما جاء في الأبحاث السابقة بعرض موجز لآليات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية وتعلمها، وتحديدها بالنقاط الآتية، ومنها: طبيعة اللغة المجازية وعلاقتها بفهم واقع الذكاء الاصطناعي، وميزاته وحدوده، ودرجة محاكاته للقدرات البشرية، وبدائله، وتوظيفه في التعليم، والتحديات المرتبطة بتطبيقه، والاستفادة منه في التعليم والتعلم في الأردن.
وجاءت الجلسة الثانية التي أدارها د.عبد المجيد نصير، وتحدث فيها كل د.أكرم البشير من قسم المناهج والتدريس في الجامعة الأردنية، ورئيس فريق تأليف منهاج اللغة العربية المطور، عن المنهجية الجديدة التي اعتمدتها لجان التأليف المكلفة بإعداد منهاج اللغة العربية المطور "العربية لغتي"، للصفوف 1-12"، والفلسفة الفكرية التي انطلقت منها في بناء الوحدات الدراسية.
فيما تحدث د.عمار عودة، مدير مركز الاستشارات والتدريب في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، عن "خطط المركز الوطني لتطوير المناهج لإدخال الذكاء الاصطناعي في إعداد المناهج حاضرا ومستقبلا"، الذي أشار فيه إلى سعي المركز الوطني لتحديث المناهج الدراسية ومواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، إلى إدراج البرمجة والذكاء الاصطناعي ضمن منهاج المهارات الرقمية المطور للصفوف السابع والتاسع والحادي عشر؛ بهدف تعزيز القدرات الرقمية للطلبة، وإعداد جيل قادر على التعامل بفعالية مع التكنولوجيا الحديثة، مع التركيز على تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي وحل المشكلات. ثم اختتمت الجلسة الثانية بمداخلات وأسئلة متنوعة من جمهور الحضور للأساتذة المحاضرين.