ھآرتس
ھناك شيء ما شاذ في الانشغال العلني لرئیس الحكومة بتشریع قال عنھ قبل اسابیع من ذلك بصورة واضحة جدا، وفي اطار وعوده الانتخابیة، إنھ لا یفكر بالانشغال بھ. لیس عبثا أن نسمي الاستجابة العاطفیة للكثیرین على معرفة أن نتنیاھو كذب على ناخبیھ عن قصد ویرید الآن التصرف بكل قوتھ لسن قانون الحصانة ”الغضب الضعیف. للحظة ظھر أن كل شيء قد تجمد من الخوف والاحباط، لكن عندھا جاء جدعون ساعر والمخاوف الصعبة جدا لنتنیاھو من خصمھ تحققت في وقت ذروة المشاھدة.
الانفعال من استقامة ساعر مبالغ فیھ، ھو لیس صدیق، بل سیاسي یسعى الى أن یحل محل نتنیاھو.
ولكن ساعر قام بعمل واتخذ موقف في الوقت الذي فیھ اعضاء حزبھ قرأوا من صفحة الرسائل،
وبھذا اثبت من ھو القائد في بحر الضعفاء. ما قالھ ساعر فعلا ھو أن قانون الحصانة كما ھو موجود الیوم واسع بما یكفي لاغراض نتنیاھو. وھذا في الحقیقة یعني ”اذھب وجرب حظك مع القانون القائم. ونتمنى لك النجاح“.
یجب رؤیة ما یراه ساعر: فقرة الاستقواء لا تعني فقط الغاء صلاحیات المحكمة العلیا في الغاء قوانین، بل ایضا الغاء صلاحیتھا في الغاء قرارات لسلطات اداریة وقرارات كنیست التي لا تشكل قانون، مثل قرار عدم رفع الحصانة. ساعر لا یرید أن یؤید خطوة كھذه، ولانھ یعرف الأشخاص العاملین فھو سیكتفي بجلعاد أردان وآفي دیختر ویوفال شتاینیتس، ومعا ربما ینجحون في تشكیل جیب معارضة في الحزب.
ولكن اكثر من عقد وبصورة جذریة وثابتة وبواسطة الاضعاف والتخویف وتحدید الاعداء عالج نتنیاھو الدیمقراطیة الحزبیة والحكومیة. الآن وھي تحتضر ھو فقط یجب أن یضع لھا وسادة على وجھھا. ماذا إذا تبقى في الحقیقة لعملھ؟ اجل، عندما اسأل نفسي كیف یدیرون الصراع، أنا دائما أفكر بزعماء حركة المستوطنات. ”اخلاء یمیت. عراك بالایدي مع الجیش. تسللات الى منطقة عسكریة مغلقة. خرق للنظام بشكل كبیر. مشاركة آلاف الاشخاص. اعتقالات واسعة“. ھذه ھي قائمة المخزون الخاص التي قام بھا النشیط الیمیني الیكیم ھعتسني ”بانوراما من عدم الخضوع في اسرائیل“ التي تصف الاعمال التي قام بھا المستوطنون، ویضیف ما ھو معروف منذ زمن ”حركة الاستیطان على اراضي دولة تمت في عدد من المستوطنات بدون الحصول على ترخیص. في كثیر من الحالات تم اصدار التراخیص فقط بأثر رجعي“.
أجل، صحیح أن عدم الخضوع للقانون لاسباب سیاسیة یرتبط بالذاكرة الجماعیة للیسار ولرفض
الخدمة، لكن ایضا الیمین القومي المتطرف فعلھ في وقت أسبق وافضل. وعلینا أن نعترف بأن الانجازات الكبیرة لحركة الاستیطان لا یجب نسبھا الى خرق قانون متواصل یشمل التنكیل بالفلسطینیین واقتلاع الاشجار وقطع الطرق الى المناطق الزراعیة والسیطرة على موارد طبیعیة.انظروا أین ھم الیوم: یجلسون عند قدمي نتنیاھو ویمسكون بأیدیھم من جانبي العرش.
بتسلئیل سموتریتش، ایتمار بن غفیر، ویمكن الافتراض ایضا رافي بیرتس، سیعملون غانتس واصدقاءه اضحوكة، وأن التفكیر الجريء ھذا بعدم الخضوع یخیف غانتس واصدقاءه، ھو متطرف جدا من الصعب استیعابھ، وھو یبدو سیئا. المعارضة وحتى زعماء الاحتجاجات تحولوا الى فتیات خجولات یحرصن على القول ”سنحتج فقط في اطار القانون“.
عندھا ربما یجدر تذكیرھم بأن المفكرین اللیبرالیین الكبار یوافقون على أن المس بالمبادئ الاساسیة
للعدل بواسطة تشریع وسیاسات تبرر عدم الخضوع المدني. وأنا أتحدث ھنا، من بین آخرین، عن جون رولز، عن التیار العام. عدم الخضوع المدني كوسیلة للحفاظ على حدود الدیمقراطیة لا یعرضھا للخطر. السلبیة واللامبالاة والغضب العاجز والسیر في التلم، بالتأكید نعم