الجولات الحكومية.. فرصة للوقوف على التحديات*د. احمد عبدالحميد الشرايري
الراي
في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها المملكة الأردنية الهاشمية، يواجه رئيس الوزراء جعفر حسان تحديًا كبيرًا في تعزيز الثقة مع المواطنين. تأتي هذه التحديات في وقت تحتاج العلاقة إلى مزيد من العمل لتعزيز التعاون بين الحكومة والشعب.
منذ توليه منصبه، اتخذ حسان خطوة غير تقليدية تتمثل في النزول إلى الميدان، حيث قام بعدة جولات ميدانية للتواصل مباشرة مع المواطنين. هذه الخطوة تعكس رغبة حقيقية في فهم هموم الناس والتفاعل مع مشاكلهم، وهو ما يعتبر تطويراً في النهج الحكومي للتفاعل مع التحديات على أرض الواقع. إذ يسعى حسان من خلال هذه الزيارات إلى كسر الحواجز بين الحكومة والشعب، ويؤكد على أهمية التواصل المباشر.
وتسعى الحكومات عادة إلى تعزيز الثقة مع المواطنين، ويدرك رئيس الوزراء أن هذه الثقة لا تُبنى فقط من خلال الكلمات، بل تتطلب أفعالًا ملموسة. ولذا فإن الخطوات الأولى في أي عملية إصلاح حقيقية هي النزول إلى الشارع ومواجهة التحديات بشكل مباشر. إن رؤية رئيس الوزراء يتفاعل مع المواطنين تُعد علامة إيجابية في طريق تعزيز الثقة.
ينبغي علينا أن نكون منصفين اتجاه الحكومة الجديدة ونمنحها الفرصة لإظهار نتائج ملموسة. فتعزيز الثقة ليست قضية تُحل بين ليلة وضحاها، بل هي عملية تتطلب وقتًا وصبرًا، ويجب على المواطنين دعم جهود الحكومة الجديدة.
إن تعزيز الثقة تحتاج إلى أكثر من الجولات الميدانية؛ فهي تتطلب أيضًا تقديم خطط فعالة تسهم في معالجة القضايا اليومية التي يواجهها المواطنون. لذا يجب على الحكومة التركيز على تقديم مبادرات تنموية تستجيب لاحتياجات المواطنين، وتعكس التزامها بتحقيق الإصلاحات المطلوبة.
إن الأمل يبقى في أن تتبع الزيارات الميدانية بخطوات عملية وحلول فعالة، ما من شأنه أن يحقق النتائج التي يتطلع إليها الأردنيون. خطوة إيجابية أن يكون هناك تواصل مستمر بين الحكومة والشعب لضمان فهم احتياجات المواطنين وتلبيتها.
لذلك، يتطلب الوضع الراهن منا جميعًا التفكير الإيجابي والداعم، إذ إن تعزيز الثقة هو مسؤولية مشتركة. يتعين علينا أن نتعاون كأفراد ومؤسسات لدعم الحكومة في جهودها الرامية إلى التغيير. إذا منحنا الحكومة الفرصة، قد نجد أن الأمل في تحقيق مستقبل أفضل ليس بعيدًا، بل هو على بعد خطوات من الالتزام والعمل الجاد.