عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Oct-2019

استطلاعات الرأي - ضحی عبد الخالق
 
الغد- وبأعلى الصوت عن الم ّ بتدئ الجاھل الذي قام بقص لو ذھبت إلى الصالون عندنا فسیسألك الحلاّ ُ ھذا الشيء (أي رأسك) من قبل. والدكتور والمھندس ومعھما خبیرة التجمیل سیطعنون بإجراء من ّ سبقھم. ولا بد وأن یُشیر الصانع إلى سوء المصنعیة ووصف عمل من قبلھ بأنھ (غیر نظیف). ومن ّ السھل على عقل الكاتب والصحفي والشاعر والسیاسي وطالب العلم لدینا نفي أي من الروایات التي ُ ھ المؤسس.
حدثت قبل تاریخ ولادتھم! ویُسعد أي رئیس ومدیر ووكیل ووزیر إقناعك بأنّ ُ ولو أخذت أحدا لمعاینة أرض أو بضاعة فسیصعب الشراء بعد الانتھاء من الاستماع إلى السلبیات ّ التي تم ُ وضعھا وبكثافة على الطاولة. وبالاجتماعات تظھر عندنا الخلافات لا القواسم. ولو سألت ُ الأردني عن أي حال فسیبتدئ بعد ترسیم الحدود، بالنقد اللاذع ولكن لتكتشف (بعد حسن استماع) ّ بأن ّ العمل والصح ّ ة والزوجة والأولاد والمال والسیارة وبالواقع الدنیا وكل شيء آخر، ھو بالحد المعقول والطبیعي بخیر.
وأعتقد أن ھذا ھو نوع من البرمجة العصبیة التي تلتقي باللغة لدینا لتُنتج ردود أفعال واستجابات ُمعلّبة وجاھزة ومصدر ذلك التربیة التي ما تزال تعمل بعُ ُ قد الم ُ قارنات غیر الم ُ نتجة بالمؤسسات.
ُ وباللغة یتم التركیز على الاستثناء لا على القواسم المشتركة من مثل: (أحسن رئیس وأفضل مدیر ّ وأذكى طالب وأبدع ملحن وأغنى تاجر) لتلصق بالدماغ فكرة أن من یقومون بالعمل ھم فقط الابطال، ولن یوجد بعدھم وتلك نظریة خاسرة وفاشلة بالتربیة. ولھذا قامت مدارس أوروبا بإلغاء (الامتحان) واستبدلتھ بتعریف آخر وھو (الاستمرار بالأداء.).
ُ نُمارس المناكفة اللفظیّة بسعادة فإن أردت نعم أجاب لا حتى بوجود الاتّفاق، وھي خصیلة بالواقع ُ  تُعترض ُّ النقاشات والتعاملات كثیرا بكلمة لا وتلك عادة. باختصار شدید یتم تناول جلیّة بالتحاور.
وتعبئة الاستبیانات لدینا مثل فحص للغضب أو مثل امتحان فیحدث الكثیر من الاسقاط.
ّ ولھذه الأسباب لا أعول على استطلاعات الرأي. في القانون تعلّمنا عند استجواب الشھود ألا تسأل ُ الشاھد س ُ ؤالا تجھل أو لا تعرف إجابتھ، وغیر ذلك فعلى المحامي أن یعود إلى بیّناتھ وإلى استحضار الدلیل لأنك لو سألت البعض عن التُفاحة فسیُجیب مضروبة ما لم یلتقطھا ھو وبیدیھ الاثنتین من أعلى الشجرة المجھولة. باختصار لو سألت إنسانا عن أي إنسان آخر لدینا بالذات ُ بالعمل العام فسیصفھ إما بعدم الكفاءة أو أسبغ علیھ م ُ طلق البطولة، لا شيء بالمنتصف.