عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Sep-2023

البشاعات الخمس*بلال حسن التل

 الراي 

حادثة مقتل العريس حمزة الفناطسة رحمه الله، ليلة عرسة في معان، برصاصة طائشة، أطلقها من جاء ليشاركه فرحه فحوله إلى مأتم، هذه الحادثة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، لكنها لمناسبة وقوعها، وعلى من وقعت عليه، القت الضوء مجددا على الكثير من بشاعات مجتمعنا، وأولها اننا مازلنا نتعامل مع مشاكلنا بأسلوب الفزعة وردات الفعل الأنية التي سرعان ما تزول، ففي أكثر من مناسبة، وفي اكثر من حادثة مماثلة، كررنا الدعوة لعدم إطلاق الرصاص في مناسبات الفرح، وأعلن الكثيرون مقاطعتهم لاية مناسبة يطلق فيها رصاص، لكن أحدا لم يستجب، كما أن أحدا لم يلتزم، الا من رحم ربي، وهم قليل.
 
ثاني البشاعات التي كشفتها حادثة مقتل العريس ليلة زفافه هي بشاعة الانتهازية والشعبوية الرخيصة، فخلال ساعات قليلة من وقوع الحادثة غصت وسائل التواصل الاجتماعي بالإعلان عن العديد من المبادرات، لمواجهة ظاهرة إطلاق الرصاص في الأفراح، وزعم أن بعض هذه المبادرات تضم اعضاء من مناطق مختلفة في المملكة، والسؤال هو هل إعداد مبادرة لمواجهة ظاهرة إطلاق الرصاص في الأفراح بهذه البساطة؟، فهي ظاهرة لها اسباب تربوية واجتماعية، تنعكس سلوكا يتبهى به البعض، ومن ثم فان اي مبادرة لمواحهتها تحتاج إلى خبراء تربويين وعلماء نفس واجتماع، ولا تسلق هكذا سلقا، من طلاب شعبوية في بعض الأحيان، مع احترامنا لأصحاب النوايا الطيبة.
 
 
البشاعة الثالثة التي كشفتها حادثة مقتل حمزة الفناطسة رحمه الله، هي استفحال الأنانية والفردية في سلوكنا، ذلك أن أولئك الذين سارعوا إلى اعلان المبادرات لمواجهة ظاهرة إطلاق الرصاص بالأفراح، لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتذكر بأن في بلدنا الكثير من المبادرات، الأكثر نضوجا وشمولا لمواجهة هذه الظاهرة، فلو مارس هؤلاء فضيلة الذكر بدلا من رذيلة «الأنا»، وتواصلوا مع أصحاب المبادرات الموجودة، فانضموا إليها ونشطوها لكن ذلك أنفع. لكنه البحث عن الشعبوية، وركوب الموج.
 
بشاعة الأنانية والفردية تنتج بشاعة رابعة، هي بشاعة الشرذمة في الجهود وفي كل شيء، مما يؤدي إلى عدم الوصول إلى أي نتيجة، مما يعني تفاقم مشاكلنا.
 
البشاعة الخامسة التي اكدتها حادثة معان، هي التجزئة في تناولنا مشاكلنا، والترقيع في مواحهتنا لهذه المشاكل، فاطلاق الرصاص في الأفراح، هو جزئية من سلوك اجتماعي منحرف يسود مجتمعنا، منه الإسراف في تكاليف هذه المناسبات، رياء ونفاقا واستسلاما لعادات غير سوية، ومنه إغلاق الطرقات بمواكب هذه الأفراح أو بصواوينها، مما يشكل اعتداء على حقوق الآخرين، وعلى حريتهم بالتحرك. وهذا السلوك الاجتماعي المتكامل الغير سوي، لا يعالج بردة فعل أنية، ولا مبادرات تسلق على عجل، لكنه يعالج باجتثاث أسبابه وأولها التراخي في تطبيق القانون، واخفها سرعة البعض بلحسه للمبادرات التي يطلقها على عجل.