عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Nov-2020

الكرسي الرئاسي بين الضوابط والموازين*د.حازم قشوع

 الدستور

بين البيت الابيض وبيت القرار، بشقيه السنت والكونجرس اضافة الى السلطة القضائية تكمن معادلة الضوابط والموازين في صناعة كرسي الرئاسة الامريكية، والوصول الى هذا الكرسي بحاجة الى موهبة خاصة، وكريزما تاثير، وسياسية ماكرة، هذا لان النجاح بهذه المعادلة بحاجة الى دهاء إداري وسياسي يمكن صاحبه من التعاطي والتعامل مع هذه المؤسسات المستقلة، هذا ما قالة احد السياسيين واضاف، على ان ياتي ذلك من على ارضية عمل لا تقوم على الاحتواء القيمي او الاختراق المنفعي، لكن ضمن سياسة تعتمد على ضوابط الرؤية وموازين النفوذ، والا فان المشاريع الكبيرة ستبقى رؤية ولن يكون بالمقدور تنفيذها، ان لم تمر بمعادلة الضوابط والموازين، كتلك التي يحملها جو بايدن في برنامجه الخاص في الضرائب وتوسيع المحكمة الدستورية ومشاريع البيئة الكبري والتي لن تنال الموافقة او ختم الترسيم الا اذا مرت بمعادلة الضوابط والموازين حتى تنال التعميد او المشروعية التي كان قد اخذها من شرعية الناخب الامريكي.
 
فان مسألة التنقل بين منازل القوى النافذة بحاجة الى اتباع الخطوط العامة في تشكيل الموازين، وهي مسالة بحاجة الى تدخل من المكتب السياسي في الحزب الديموقراطي وليس فقط الى فريق عمل جو بايدن حتى يتحقق النجاح المراد تحقيقه، كما ان مسالة الانتقال من مكانة الشرعية الشعبية الى مشروعية المؤسسات الدستورية لغايات التعميد بحاجة ايضا الى اتباع سياسات واليات عمل ليس مستقيمة ولا مباشرة حتى لو كانت كتلك التي يحملها جو بايدن قيمية ونبيلة، فان الغاية هنا قد تبرر الوسيلة في تحقيق الاهداف النبيلة.
 
فلقد شكل دونالت ترامب احد اهم العوامل الرئيسة في انجاح بايدن من خلال سياساته التي كان يتخذها بردات فعل تجاة المسلمين والملونين والمهاجرين الامريكان حتى حرك (حزب الكنبة )الذي كان في الغالب لا يشارك في الانتخابات، كما حملت تدخلاته في مسائل خلافية اخطاء كارثية عندما تدخل بشكل فج مناصرا الشرطي القاتل الابيض على المقتول المواطن الاسود، هذا اضافة الى توبيخه الدائم لفريق عملة والتعامل مع فريقه باستخفاف غير مبرر، وعبر توتير يقوم بالاستغناء عن هذا الموظف او ذاك مهما كان قربه منه او من بيت القرار، كما انه عمل على استخدام الحزب الجمهوري له وسيلة لتمكينه في الحكم وليس من اجل تحقيق استراتيجية تنموية او سياسية، فاخذ العامة يصوتون لبايدن ليس محبة فيه بل كرها في ترامب على حد تعبير احد السياسيين.
 
ولان رئيس الولايات المتحدة منصب اممي وليس وطنيا فحسب فان شرعنة الدخول الى البيت الابيض بحاجة الى اعتبارات كثيرة توائم بين عمق الدولة العالمي وعمق الدولة الامريكي، وهذا ما يعزوه البعض من ظروف تاخير إعطاء المشروعية لتلك الشرعية الشعبية التي حصل عليها بايدن من صناديق الانتخاب، الامر الذي يتطلب اعادة تشكيل منظومة الطوق الاستشاري والتنفذي ليكون اكثر قدرة ودهاء على الاشتباك مع الجزء الثاني من المعركة الانتخابية الذي يبدوا انه لا يقل اهمية عن مسرح الانتخابات الشعبية.
 
ونحن نتابع الانتخابات الامريكية فاننا نتابع معها الاليات الموصلة الى بيت القرار بالشكل الانتخابي وبمضمون الموازين كما نقرا كتابة الظاهر والفكر الباطن عبر المشهد السياسي وكذلك كيفية بناء الجملة السياسية المفيدة حتى لو لم تكن صحيحة، وهي علوم معرفية مهمة يمكن الاستفادة منها في كيفية التعامل مع مخرجات مشهد عالمي وليس امريكيا محليا فحسب وكيفية تقديم امريكا لرئيس امريكا الجديد عبر اختبار قد يؤهله ان تجاوزه على شرعنة مشروعية الشرعية التي تم تحقيقها انتخابيا عبر المؤسسات النافذة والدستورية، والى ذلك الحين فان النتائج لن تقر ولن تعلن.