عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Nov-2020

الغرف المظلمة..!*راكان السعايدة

 الراي

برزت في الآونة الأخيرة فئة محدودة، تعمل في غرف مظلمة، على خلق مناخات معادية لفكرة الذهاب إلى الانتخابات النيابية، وتسعى لذلك، أولاً: لإحباط الناخبين سياسياً، وثانياً، إثارة مخاوفهم الصحية.
 
لا يختلف اثنان على أن مجالسَ نيابية عدة لم يكن سِجِلُّها حافلاً بأداء متميز ومثالي، ففيه نجاحات وإخفاقات، ولهذا أسبابه الذاتية والموضوعية. لكن، وللإنصاف، فإن طبع أداء المجالس كلها بالضعف، فيه ظلم كبير وإجحاف.
 
ولا يختلف اثنان، أيضاً، في أن جائحة كورونا تضربنا كما تضرب العالم، ومن الطبيعي أن تثير المخاوف والقلق، وتستوجب الحذر والتمسك بأسباب الوقاية.. غير أن الحياة لا بد أن تستمر ولا تتعطل، والالتزام بالاستحقاقات الدستورية يجب أن نَفيها حقها.
 
أما المبالغة والتضخيم، أكان حيال أداء المجالس النيابية، أو المخاوف الصحية، فهو مدعاة للتفكير في خلفيات وحيثيات كامنة عند تلك الفئة وفي سعيها للتأثير على مسار الانتخابات، وكذلك التفكير في من يقف خلفها وأسبابه وبواعثه.
 
تلك مسألة حساسة، وتصبح مهمة وأكثر حساسية، إن ثبت أن ما يتم تسويقه وتمريره للناس، وعليهم، في اليومين الأخيرين، تقف خلفها مجاميع لا يعنيها نجاح العملية الانتخابية، وربما لا يعنيها البلد كلها، ولديها حساباتها الخاصة.
 
لقد وُضِع بروتوكول صحي حازم وصارم ليوم الاقتراع، وعشرات الآلاف من رجال الأمن ممن كُلفوا بحماية الانتخابات، وأنيط بهم التأكد من التزام الجميع بالإجراءات الوقائية داخل مراكز الاقتراع والفرز وخارجها.
 
الأكيد أن الدولة، بكل مؤسساتها، معنية بصحة الناخبين والمواطنين، ولن تفرِّط بذلك، ولن تتهاون حياله، وهي تضع نجاح العملية الانتخابية في ذات دائرة أهمية حماية الناس من الوباء.
 
رغم ذلك كله، ورغم اقتناع تلك المجاميع القليلة بأهمية الانتخابات للأردن، وقناعتها أن الإجراءات المتخذة لحماية صحة الناس يوم الاقتراع جدية وحقيقية، إلاّ أنها تتعامى عن ذلك، ولا تريد أن تراه أو تُقرَّ به.
 
والسبب؛ أن هناك من يشعر أن فُرص فوزه في الانتخابات محدودة، وبالتالي؛ لا يريد أن يدع المركب الانتخابي يسير بنجاح، وهناك من يريد بث اليأس والإحباط بين فئة من الناخبين لتثنيهم عن الذهاب للاقتراع، لأن مشاركتهم تضعف فرصَهُ لصالح منافسين لديهم قدرة حشدٍ تصويتي وازنة.
 
إن الوعي الوطني، والتقاط هذا الوعي الكامن في حِيَل البعض وألاعيبهم، سيفوّت الفرصة عليهم، وسيزيد الحرص على المشاركة والاقتراع، واختيار أقوى النواب وأفضلهم، لتكون السلطة التشريعية كما يجب، قادرة على المراقبة والتشريع ومحاسبة الحكومات على أدائها.
 
فالأردن يواجه تحديات جمة، وتُمارَس عليه ضغوطات كبيرة في شؤون كثيرة، وهي تستلزم من الجميع أن يتماسكوا خلفه لحمايته من الأخطار.. نفعل ذلك، بتنحية خلافاتنا واختلافاتنا جانباً لتفويت الفرصة على مَن�' الوطنُ في آخر سلم أولوياته ولا يُضيره أن يراه ينزِف..