عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Jul-2024

سكان قطاع غزة يشعرون أن العالم نسيهم

 الغد-هآرتس

 
بقلم: جاكي خوري   16/7/2024
 
في الوقت الذي يحاولون فيه في إسرائيل حل لغز مصير قائد الذراع العسكرية في حماس محمد ضيف، وكيف سيؤثر الهجوم على المفاوضات حول صفقة إطلاق سراح المخطوفين، فإن سكان قطاع غزة يرون الأمور بشكل مختلف كليا، هذا ما يتضح من شهادات من القطاع. بالنسبة إليهم، فإنه بعد تسعة أشهر من الحرب تواصل إسرائيل الهجوم من دون قيود، وهم تم تركهم وحدهم.
 
 
"لم يعد أحد يتحدث عن عشرات القتلى، من بينهم نساء وأطفال مع جثث محترقة"، قالت في محادثة مع هآرتس امرأة من مخيم النصيرات. "في الولايات المتحدة الأذن النازفة لترامب أكثر أهمية، في أوروبا أصبحوا ينشغلون بنتائج الانتخابات في فرنسا وبريطانيا، الاحتجاجات والمسيرات في أوروبا هي أحداث في نهاية الأسبوع، ناهيك عن العالم العربي وحتى الضفة الغربية – هل سمع أحد عن احتجاج حقيقي يتجاوز الشعارات؟".
حسب قول هذه المرأة، فإنه حتى قبل أسبوع كان هناك شعور أنه يوجد ضغط حقيقي لإنهاء الحرب. "قبل بضعة أيام أخذت بناتي عند جارتي كي يلعبن مع حفيداتها. بدأنا نتحدث عن إنهاء الحرب وكيفية العودة إلى روتين الحياة بالتدريج. هي قالت لي: "لا تقلقي، هذا سينتهي في القريب. أول من أمس جارتي قتلت هي وحفيداتها بصاروخ إسرائيلي"، قالت وهي تبكي. "حياتها انتهت ولكن الحرب لم تنته. وعن ذلك لم يسمع أي أحد".
الانتقاد في أوساط سكان القطاع والشعور أنهم تم تركهم لمصيرهم بدأ منذ بضعة أشهر في أعقاب عدم نجاح المجتمع الدولي في وقف الحرب. في الفترة الأخيرة هذا الشعور تعزز بشكل كبير في أعقاب الهجمات الشديدة في المواصي في خان يونس جنوب القطاع، النصيرات في وسط القطاع، وفي مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة.
الاهتمام الدولي، كما يشعر سكان القطاع، موجه لمصير الضيف، وبشكل أقل للثمن الذي دفعه السكان. "هذا الشعور يرافقنا منذ فترة، كل يوم ولا سيما، في هذا الأسبوع شعرنا أكثر بذلك"، قال مصطفى إبراهيم، الباحث في المجتمع الفلسطيني والذي تم تهجيره من مدينة غزة إلى دير البلح وبعد ذلك إلى رفح. "بالنسبة للعالم العربي، فإنه توجد حرب في غزة، لذلك، هناك الكثير من التعبير عن الألم والتضامن في وسائل الإعلام، لكن ليس أكثر من ذلك. غزة بقيت وحدها.
"في الضفة الغربية حتى مظاهرة أو مسيرة لم يعد يوجد، إذا لم تكن جنازة لشهيد بنار الجيش الإسرائيلي"، قال إبراهيم. "في العالم العربي تقريبا يوجد صمت. وفي صنعاء يخرجون في مظاهرة كبيرة أيام الجمعة. ولكن واضح للجميع أن هذا لا يتسبب بالضغط على أي أحد. ولا نريد التحدث عن الأنظمة العربية التي لم تعد تظهر أي اشارة للضغط على إسرائيل".
حسب قوله الشعور هو أيضا القطيعة بين الفلسطينيين في قطاع غزة وبين القيادة في رام الله. إعلان مكتب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أول من أمس، الذي ألقى بالمسؤولية الجزئية عن الهجوم في خان يونس على حماس، اعتبره سكان القطاع محاولة من قبل السلطة لزيادة الانقسام بدلا من دعم المواطنين. "الردود والمناوشات بين الفصائل التي جاءت في أعقاب ذلك تدل على عمق الأزمة وعدم الثقة والشعور بخيبة أمل سكان القطاع من قيادة السلطة في رام الله"، قال.
في غزة يلاحظون أيضا تراجع الاهتمام الدولي، فقد شرح سمير زقوت، ناشط في مركز "الميزان" لحقوق الإنسان في القطاع. "قبل بضعة أشهر كان كل العالم يشخص نظره إلى غزة، مسيرات، اعتصامات، مظاهرات، في الجامعات وأمام البرلمانات"، قال في مقابلة مع راديو "الشمس" في الناصرة. "كان هناك ضغط دولي وتغطية واسعة وحتى جلسات في محكمة العدل الدولية. في إسرائيل خافوا من إصدار أوامر اعتقال ضد نتنياهو وغالنت وغيرهما. أين كل ذلك الآن؟"، تساءل. "صحيح أنه توجد مسيرات، لكن كم وبحق هذا يؤثر ويغير شيء في الأمر؟". وحسب قوله فإنه فقط في الأسبوع الأخير كان هناك "عشرات القتلى ومئات الجرحى وتدمير غير معقول وأناس جائعون. بالنسبة لنا هذه إبادة حقيقية والجميع ينتظرون ويتعلقون بما سيقرر نتنياهو. ما بقي لنا هو انتظار انتهاء هذا الأمر. الناس يخرجون إلى الشوارع ويتجولون بين الأنقاض وينتظرون مصيرهم، ربما تسقط قنبلة أو تأتي مساعدات جوية. لا يمكن معرفة ذلك".
إضافة إلى ذلك، قال زقوت: "إنهم في القطاع يدركون أن الحرب ستنتهي في مرحلة معينة. "الموضوع هو كيف سيكون العالم بعد هذه الحرب"، أوضح. "على المدى القريب هذا يبدو أنه غير مهم، لكن على المدى البعيد المجتمع الدولي ظهر على حقيقته. تعريفات مثل قانون دولي وحقوق إنسان وحقوق طفل، يتم سحقها كل يوم من دون أي رد"، قال. "أيضا محكمة العدل الدولية تبين أنها أداة محدودة جدا، ومؤسسات الأمم المتحدة أيضا على أنواعها. صحيح أن السكرتير العام للأمم المتحدة يتحدث، مجلس حقوق الإنسان يتحدث وأيضا مؤسسات مثل "الأونروا" ومنظمة الصحة العالمية، لكن كم هذا في الحقيقة يضغط على إسرائيل ونتنياهو؟ هذا يقتضي الضغط من الدول القوية في العالم، لكن في هذه الأثناء هذا لا يحدث. انظروا إلى الدعم والضغط في أوكرانيا، أما في قطاع غزة، فليمت ويدمر الفلسطينيون كل يوم. الجميع ينتظرون نتنياهو".