عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Jul-2020

إســرائــيــل تــنــتــظــر تــرامــب - حيمي شاليف
 
تنتظر إسرائيل دونالد ترامب. بحسب حسابات نتنياهو، كان من المفترض أن يتوصل الرئيس الأميركي إلى قرار بشأن حجم المنطقة الذي «سيسمح» صاحب العظمة لإسرائيل بضمها، كأنه قيصر روماني وإسرائيل دولة تحت وصايته. اعتقد نتنياهو أن تاريخ الأول من تموز يبدو معقولاً، لكنه لم يأخذ في حسابه، أنه لم يكن في مقدوره أن يعرف أن ترامب سيدخل في دوامة، ومكانته ستنخفض إلى الحضيض، وفرص انتخابه مرة أُخرى ستضعف، والنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني لن يعود معنياً به.
الرئيس لا يركز في هذه الأيام، كما يعترف مستشاروه. هو محاط بفضائح جديدة وقديمة، ووباء الكورونا يهدد بدهورته إلى الهاوية. صحيح أن ترامب احتفل، وعن حق، بالأرقام الإيجابية التي نُشرت عن نمو العمالة وانخفاض البطالة، لكن الخبراء أوضحوا أن هذه الأرقام جُمعت قبل الانتشار الجديد وغير المسيطر عليه للوباء الذي سيؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد من جديد، وسيمحو إنجاز الرئيس.
بهذا، بالطبع، لم تنتهِ مصائب الرئيس. فقط في الأسبوع الماضي تورط ترامب في قضية روسية جديدة، ربما هي الأخطر، بدايتها كانت مع الخبر الذي نشرته «نيويورك تايمز» عن كشف الاستخبارات الأميركية اقتراحاً روسياً للتنظيمات التي لها علاقة بـ «طالبان» في أفغانستان بتقديم مكافأة مالية في مقابل قتل أي جندي أميركي. رداً على ذلك، أصدر البيت الأبيض مجموعة إنكارات كاذبة جرى الكشف عنها فوراً عبر تسريبات من جهاز الاستخبارات.
هذه المرة، زعزعت الفضيحة أيضاً مسؤولين جمهوريين كباراً، يعتبرون أنفسهم الرعاة الوطنيين للجيش الأميركي، وضبطوا أنفسهم حتى الآن إزاء الهجوم المركّز الذي شنّه مسؤولون كبار سابقين في الإدارة ضد الرئيس، وبينهم جيمس ماتيس وجون بولتون. دعوة أعضاء في مجلس الشيوخ ونواب جمهوريين إلى إجراء توضيح شامل للقضية الجديدة، أُضيفت إلى مؤشرات متزايدة تدل على أن السيطرة المطلقة لترامب على الحزب آخذة في التراجع.
يتخوف كبار مسؤولي الحزب من أن يشكل تراجُع ترامب في استطلاعات الرأي خطراً على مرشحي الحزب في ولايات أساسية ليست جمهورية، ويمكن أن يجر الحزب إلى إحدى أقسى الهزائم في تاريخه. تصريح ترامب ربما أفرح النواة الصلبة والعنصرية في قاعدته، لكنه يتعارض مع شعور كثيرين من الجمهوريين الذين، بعكس ترامب، يدركون أنه حدث تغيّر تكتيكي لدى الرأي العام الأميركي في الأسابيع الماضية منذ مقتل جورج فلويد.
مؤيدو ترامب الكثر، خاصة في إسرائيل، لا يزالون مقتنعين بأن ما حدث سابقاً سيحدث. ويؤمنون بأن ترامب سيكرر فوزه الباهر في سنة 2016، مع الأخذ في الحسبان الوقت الطويل المتبقي - واحتمال انتعاش الاقتصاد على الرغم من التوقعات السوداء - ويجب ألّا نستبعد تماماً احتمال أن تتحقق أمنياتهم.
الأخبار التي تحدثت عن غضب الرئيس على كوشنر شجعت مؤيدي الضم في إسرائيل الذين يعتبرون صهر الرئيس العقبة الأساسية لتحقيق تطلعاتهم. يقولون عندما يصر ترامب على أن يبقى ترامب، تزداد فرص موافقته على خطوة استفزازية مثل الضم. موافقة رئاسية على الضم ستثير غضب الأطراف الأساسية التي تكره ترامب، بينها الأمم المتحدة وأوروبا والليبراليون أينما كانوا، وفي الوقت عينه، ستدفع حملته لتصفية كل ذكر لإرث سلفه باراك أوباما، وسوف تصفق له قاعدته، وضمنها أغلبية الإنجيليين.
يوفر الضم لترامب فرصة للاستهانة بالاتفاقات، ولكي يبدو رئيساً قوياً لا يقيم حساباً لأحد. أغلبية العالم المتنور ستبكي على الحلقة الجديدة في سلسلة خطوات جنون رئيس الولايات المتحدة، لكن أمام نتنياهو والإنجيليين فرصة حتى 3 تشرين الثاني. بالاستناد إلى كل المعطيات الحالية، هذا هو الموعد الذي سيذكره المستقبل بأنه «يوم الغفران» للسياسة الخارجية لنتنياهو، اليوم الذي سيتضح فيه أن الرهان الكلي على ترامب - وعلى الضم الذي سيسمح به - خلقا كارثة لأجيال.
«هآرتس»