عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Nov-2021

عزيزنا الرئيس*عبدالهادي راجي المجالي

 الراي 

بالرغم من كل ما يقال عن بشر الخصاونة, بالرغم من الهفوات... التحالفات التي لم تكن مرضية أبداً.. إلا أنني ما زلت أحب هذا الرجل... أعرف أنه سيغادر الموقع, وأعرف أنه سيجلس في منزله ذات يوم, ولكن الحقيقة تقتضي منا أن نكتب عن الأصدقاء في لحظاتهم الصعبة وليس في لحظات الرخاء..
 
في ذات الوقت أعرف أني حين أضع هذا المقال على صفحتي في «الفيسبوك", سينشر ألف تعليق يهاجمني.. وسأقرأ من بين التعليقات كلمات من شاكلة: (مستوزر, مصلحجي, سحيج... كم قبضت) كل ذلك أعرفه, واحترم الحراب إن انغرست في جسدي على الأقل تبقى أردنية.. وأنا بطبعي أحب بلدي كثيراً, واحتمل سكاكينه لأنها تحمل هوية..
 
صديقي العزيز..
 
أسجل لك أنك رئيس الوزراء الوحيد في الأردن, الذي يحفظ نصف قصائد حبيب الزيودي ونصف قصائد عرار, وأسجل لك أنك تجيد النحو بأكثر مني... أسجل لك أيضاً, أنك تعرف الأردن من قطر تلك القرية النائية في أول العقبة وحتى عقربا, وأسجل لك أيضاً... أنك لم تفتح مكتبك في الرئاسة لمقابلات الناس, بل فتحت شقتك في أم أذينة... واستقبلت الجميع وسمحت لنا أن نقول مالا كنا نجرؤ على قوله في حضرة رؤساء عبروا, اعتبروا أنهم وحدة القياس في السياسة والاقتصاد... وتعاطوا مع لقاءاتنا في إطار المجاملة...
 
أسجل لك أنك تهاتف الجميع في عطلك ولا تنسى من أصدقائك أحد, فأنا لم أرسل لك رسالة على الواتساب إلا وقمت بالرد عليها... وأسجل لك, أنك تسمعنا حين نغضب لأجل الهوية.. وتقر بهذا الغضب الوطني المشروع, في حين أن غيرك قام بتصنيف غضبنا على أنه راديكالية وسوداوية.. وإقصاء متعمد..
 
أعرف أنك ستعبر, إن طال الزمن أو قصر فثمة حكومة أخرى ستأتي, وهذه من سنن السياسة, وأعرف أن السهام التي وجهت لك كانت جارحة جداً, واحتملت ما لا يحتمله أحد.. أتدري يا صديقي, أني ذات يوم جن جنوني.. حين قام مشفى في عمان, بإعطاء تشخيص خاطئ لي.. عن فحوصات الكوليسترول, أضاف صفراً مجرد صفر... بالخطأ, على ورقة الكشف... أنا ذاتي جن جنوني, حين قرأت التشكيك بسلامة وعيك.. وخذها من صديق لا يخذل صديقه, أنت تمتلك أجمل العقول الأردنية... على الأقل لم تأت للسلطة بعقل تشبع بالليبرالية المخادعة, ولم تأت إليها بعقل حقن بالشعبوية... وظن أن جدران جامعات لندن أهم من جدران القلب الأردني, وعقلك ما زال يحفظ... إيدون بشجرها وحجرها ووجوه الناس..
 
أكتب لك لأني أعرف.. أن ما حدث مؤخراً تجاوز حدود الخصومة, ونحن شعب حتى الخصومات لدينا فيها حب.. وخيط من الود..
 
أنا لا أرتجي منك مطمحاً أو مغنماً, لكن دائما أقول للناس.. أنك من الرؤساء الذين أقاموا للقلم وزناً, ومن الرؤساء الذين أطلوا من الأبواب ولم يقفزوا من الشبابيك.. وأنك الرئيس الوحيد الذي لم يمارس الانتقام.. على الأقل ذات يوم كسبت (20) ألف دينار في قضية رفعتها ضدي ومن ثم أسقطتها, وجئت لتصالحني.. مع أن الحق يستلزم مني مصالحتك..
 
صديقنا العزيز..
 
لا تعتقد أني أكتب لك مدحاً, لقد اعتدت في هذه المهنة على الحراب... وما كتبته اليوم, هو رغبة مني أن نتشارك الألم.. فقد شكك أحدهم قبل عامين في أصلي, وكتب عني أحدهم... حين انتقدت موقف الناس من أزمة عصفت بالبلد..بأني مخبول وأحتاج لمصحة... وكتب آخر من أحفاد أميركا, وصفاً أوجعني وبلعت وجعي يومها حين قال: أني أمثل عبئاً على مجتمع عمان.. ويجب أن يتم التعامل معي أمنياً.
 
كل ما وددته أيها العزيز عبر هذا المقال فقط: أن أشاركك الألم... فنحن ضحايا اللحظة والموقف والغضب... وليكن سنحتمل الناس, فصدقني إن كانت الحروف التي تهاجم أردنية... سنحتملها, ذاك أن غضب هذا الشعب.. لا يوجد له مثيل في الدنيا.. فهو غضب أردني وهل يوجد أجمل من غضب الوطن والناس..