عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Mar-2025

الإعلام و«التواصل».. مسؤولية التصدي للإشاعات

 الراي - د. فتحي الأغوات

في زمن أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي تهيمن على المشهد الإعلامي، باتت الإشاعات تنتشر مهددة استقرار المجتمعات، مسببة حالة من الارتباك بين أفراد المجتمع.
 
من هنا تبرز عدة أسئلة مهمة يجب التنبه لها، حول ماهية الشائعات؟، وخطورتها على الأفراد والمجتمعات؟، وكيف يمكن مواجهتها؟
 
وبحسب مختصين في علم الاجتماع وعلم الجريمة والتربية، الذين تحدثوا لـ«الرأي»، فإن الإشاعة هي خبر أو معلومة غير مؤكدة يتم تداولها بين الناس دون التحقق من صحتها، وقد تكون هذه المعلومات ملفقة بالكامل أو تحتوي على جزء من الحقيقة، لكنها مشوهة أو مضخمة بطريقة تخدم أجندات معينة.
 
وأشاروا إلى أن الإشاعات تنتشر بسرعة، خاصة في أوقات الأزمات، حيث يكون الناس أكثر عرضة لتصديق المعلومات غير الموثوقة بسبب الخوف والقلق.
 
وقال الباحث المختص في علم الجريمة، الدكتور خالد الجبول، إن الإشاعات تنتشر بسرعة في أوقات الأزمات، مثل الكوارث الطبيعية أو الأوبئة أو الاضطرابات السياسية، ما يؤدي إلى حالة من الهلع بين المواطنين، مشيرًا إلى أن ذلك قد يدفعهم إلى تصرفات غير عقلانية مثل التهافت على شراء السلع الأساسية، ما يؤدي إلى نقصها وارتفاع أسعارها، وحتى تبني مواقف عدائية تجاه شخصيات عامة.
 
ولفت إلى أن الإشاعات كثيرًا ما تستهدف السمعة الشخصية والمؤسساتية، حيث تكون موجهة ضد شخصيات عامة أو شركات أو مؤسسات بهدف تشويه سمعتها، منوهًا إلى أنه غالبًا ما يكون الضرر الناتج عن هذه الأخبار الملفقة أكبر من القدرة على تصحيحه، حتى بعد تكذيبها أو نفيها.
 
وأشار إلى أن تأجيج النزاعات والخلافات قد تُستغل من بعض الجهات عبر الإشاعات لإشعال الفتن داخل المجتمع، ما يهدد السلم الاجتماعي.
 
وعن كيفية مواجهة الشائعات، ترى المختصة التربوية الدكتورة مها سالم، أن مكافحة الإشاعات مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الأفراد والمؤسسات والمجتمع ككل، مشيرة إلى أهمية التحقق من المصادر قبل تصديق أي معلومة أو إعادة نشرها، وضرورة التأكد من مصدرها، والاعتماد على وسائل الإعلام الموثوقة والمؤسسات الرسمية.
 
وأضافت إن تعزيز الوعي الإعلامي يعد أمرًا ضروريًا، ويجب نشر ثقافة التفكير النقدي بين الأفراد، وتعليمهم كيفية تحليل الأخبار والكشف عن الأخبار الكاذبة من خلال مقارنة المصادر ومتابعة تصريحات الجهات المختصة.
 
كما أشارت إلى أهمية تفعيل القوانين الرادعة وتشديد العقوبات على نشر الإشاعات الكاذبة، خاصة تلك التي تهدد الأمن القومي أو السلم الاجتماعي.
 
وقالت إن استخدام الإعلام والتواصل الفعّال هو مسؤولية مهمة، ومطلوب من الجهات الرسمية أن تكون أكثر سرعة في نشر المعلومات الصحيحة وتوضيح الحقائق، حتى لا تترك مجالًا لانتشار الأخبار الزائفة.
 
وأشارت إلى أن الإشاعات تكون سلاحًا ذا حدين، يُستخدم في نشر الفوضى والتأثير على العقول، مؤكدة أن مسؤولية التحقق من صحة المعلومات قبل تداولها تقع على الجميع، وأن المعلومة الكاذبة قد تكون أكثر خطورة وأشد تأثيرًا من أي سلاح آخر.