عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Dec-2019

الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في الأردن ..حالة من الزخم في عام 2019

 

عمان- الغد- ذاع صيت الأردن مؤخراً كموقع تصوير فريد ومتميز يجذب قطاعي السينما والتلفزيون من حول العالم. وتطول لائحة الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي صُوّرت في المملكة في سنة 2019 لتشمل ثلاثة عشر فيلما روائيا طويلا وستة وعشرين مسلسلا تلفزيونيا وثلاثة وتسعين فيلما قصيرا من أعمال محلية وعربية وأجنبية.
 
وقد اتسمت هذه السنة بزخم غير مسبوق في الإنتاج السينمائي الأردني. فلأول مرة، تم انتاج وتصوير ثلاثة أفلام روائية طويلة لصناع أفلام أردنيين في عام واحد. تحديدا في الشهرين الأخيرين، شهدت المملكة حراكا ناشطا في تصوير الأفلام والمسلسلات التلفزيونية.
 
فمع الفيلم الأردني “فرحة”، تدخل المخرجة الشابة دارين سلام عالم السينما الروائية الطويلة وهي تحمل في رصيدها السابق أربعة أفلام قصيرة. جالت كاميرا سلاّم عمّان وعجلون والبلقاء لتصوير فيلمها الذي تدور أحداثه في فلسطين عام 1948 عن “فرحة”، فتاة تبلغ 12 ربيعا، تحلم بإكمال تعليمها رغم القيود المجتمعية، إلا أن حياتها تنقلب وتتعرض للخطر إثر صراع وشيك. يلعب الممثل الفلسطيني أشرف برهوم دور والد “فرحة” في الفيلم الذي استمر تصويره 32 يوما وبطاقم عمل يتضمن حوالي 50 فردا.
 
أما فيلم “الزقاق” فهو العمل الروائي الطويل الأول لمخرجه باسل غندور، كاتب ومنتج الفيلم الأردني “ذيب” الذي ترشح لجائزة الأوسكار سنة 2016. صُوّر “الزقاق” في مناطق مختلفة من العاصمة على مدى أربعين يوما وبطاقم عمل فيه حوالي 80 شخصا وتجري أحداثه في حيٍّ من أحياء شرق عمان المكتظة الضيقة الذي يحكمه منطق العنف والشائعات. يتتبع الفيلم علاقة سرية تجمع بين علي المحتال وطالبة جامعية اسمها لانا، لتكتشف أمرهما والدتها، أسيل، الدور الذي تؤديه الممثلة الأردنية نادرة عمران.
 
وفي فيلمه الروائي الطويل الأول “بنات عبد الرحمن”، يُعرّفنا المخرج الأردني زيد أبو حمدان على عائلة عبد الرحمن وبناته الثلاث. يتحمل الأب مسؤولية بناته بعد وفاة زوجته في حادثة مأساوية. الا أن الأخوات الثلاث يتفرقن ليجمعهن لقاء بعد زمن طويل يعكس اختلاف أنماط حياتهن ومحاولة الأب الحفاظ على الذكريات الجميلة. الفيلم من بطولة الممثلة الأردنية صبا مبارك، وقد صور في مناطق مختلفة في العاصمة.
 
هذا وقد زارت الأميرة ريم علي، عضو في مجلس مفوضي الهيئة الملكية للأفلام، مواقع تصوير الأفلام الطويلة الأردنية الثلاثة، حيث التقت بالمخرجين وأفراد طواقم العمل المحلية. وعلقت قائلة: “هذه السنة هي سنة انتعاش بالنسبة للسينما الأردنية؛ نتشوق لمشاهدة تلك الأعمال على الشاشة الكبيرة ولعرضها للجمهور والاحتفاء بصانعيها متمنين لهم دوام التقدم والنجاح.” وأضافت: “في ظل زخم تصوير الإنتاجات المحلية والعربية والدولية في المملكة مؤخرا، لم تتوان الهيئة عن تقديم كل ما يلزم من تسهيلات لوجستية وخدمات إنتاجية متكاملة لتوفير بيئة مواتية ومريحة للعمل من شأنها مساعدة تلك المشاريع أن تبصر النور.”
 
وعلى صعيد التعاون العربي في إنتاج الأفلام، جمع الأردن ومصر وفلسطين انتاج الفيلم الروائي الطويل “سارة” للمخرج المصري محمد دياب (مخرج فيلم “اشتباك”، وهو عمل آخر تطل فيه النجمة صبا مبارك في دور بطولي. تنقل دياب بالتصوير بين عمّان والسلط والزرقاء، ليروي في فيلمه – الذي استغرق تصويره أربعين يوما – قصة “سارة” فتاة فلسطينية لم تر والدها الأسير منذ ولادتها.
 
وقد تكلّل مشهد الإنتاج المحلي بإتمام المسلسل الأردني “الرصد” من اخراج قيس الياس، الذي صور في عمان وجرش وعجلون، من بطولة الممثل الأردني اياد نصّار والممثل السوري عباس النوري.
 
وبات الأردن يستقطب المزيد من الانتاجات العربية، حيث وقع اختيار المخرج المصري ياسر سامي على السلط وقلعة الكرك ووادي بن حماد لتصوير مسلسله “النهاية”. يضم العمل باقة من الممثلين المصريين، من بينهم يوسف الشريف وعمرو عبد الجليل وناهد السباعي، في قصة تدور أحداثها في المستقبل البعيد بعد حرب عظيمة تدمر كوكب الارض.
 
أما المخرجان التوأمان عرب وطرزان ناصر من فلسطين، فقد اتجها الى مادبا وعمان لتصوير قصة غزاوية في فيلمهما الروائي الطويل الثاني “حبّ في 3 أميال فقط” على مدى 29 يوما. يصور الفيلم الحياة اليومية في قطاع غزة وواقعها من خلال عيون صياد خمسيني العمر يعيش قصة حب مع امرأة خمسينية تكافح من أجل قوت يومها. والعمل من بطولة الممثل الفلسطيني سليم ضو والممثلة الفلسطينية هيام عباس وعدد من الممثلين الأردنيين من بينهم نبيل الكوني.
 
ولا يزال وادي رم بوصلة تستقطب الانتاجات الأجنبية، حيث صور فيه الشهر الماضي أول انتاج صربي في الأردن بعنوان “A Cross in the Desert” وهو فيلم روائي طويل من اخراج هادزي ألكساندر ديروفيك، إضافة الى تصوير مسلسل خيال علمي أمريكي بعنوان “Away”، من اخراج ديفيد بويد، انتهي تصويره الشهر الجاري.
 
من الجدير ذكره بأن صندوق الأردن لدعم الأفلام – بإدارة الهيئة – قدم دعما ماليا الأفلام الأردنية الثلاث الطويلة. كما استفاد اثنا عشر فيلما أردنيا قصيرا من دعم الصندوق تم تصويرهم هذه السنة، إضافة الى تطوير اثني عشر مشروعا سينمائيا وتلفزيونيا أردنيا وعربيا. وقد أنشأت الهيئة الصندوق بهدف تمكين صناّع الأفلام من سرد قصصهم وتطوير السينما المستقلة والمساهمة في استدامتها، خصوصا في الأردن.
 
في وقت سابق من الشهر الجاري، نظمت الهيئة العرض الأردني الأول لفيلم الخيال العلمي الشهير
“STAR WARS: THE RISE OF SKYWALKER”، للمخرج الأمريكي ج.ج. أبرامز، بوجود طاقم العمل الأردني وبحضور ما يقارب 850 شخصا. نرى في الفيلم المناظر الخلابة لمنطقتي وادي رم والشاكرية حيث صورت مشاهد من الفيلم لتمثيل مجرة فضائية بعيدة، وقد عمل الطاقم الأجنبي فريق عمل محلي من 250 أردنيا في مختلف الأقسام. وكانت من أبرز محطات هذه السنة أيضا استضافة الأردن العرض الأول في المنطقة لفيلم “علاء الدين” المقتبس عن العمل التحريكي لاستوديوهات “ديزني” لسنة 1992. جاء العرض الأول – والذي حضره أكثر من 1000 شخص – من تنظيم الهيئة وباستضافة مخرج الفيلم غاي ريتشي وأبطال الفيلم الممثل العالمي ويل سميث والممثلين نعومي سكوت ومينا مسعود، وقد صورت أجزاء كبيرة من الفيلم في وادي رم العام الماضي.