عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Oct-2019

دفاتر الشوق بللها المطر - طلعت شناعة

 

الدستور - «رجعت الشتوية»
قالتها فيروز قبل عشرات السنوات .وكلما جاء آخر «أيلول» وبداية تشرين عدنا لنتذكرها ونرددها.. «رجعت الشتوية ضل افتكر فيّ»،
وكأن عودة الشتوية يثير فينا الأشجان لتاريخ مضى من دفاتر الشوق وكأن رجْعِة الشتاء سوف يعيدنا الى دفاتر الماضي والى ذكريات قطرات المطر الأُولى. هاهي دائرة الأرصاد والراصد الجوي ينبئنا أن «زخات متفرقة من المطر سوف تسقط في مناطق مختلفة من المملكة». وعلى الفور، تحذر «الأرصاد» من أعراض هذه «الشتوة»، وادارة السير من جانبها «تهيب» بالمواطنين «توخي الحيطة والحذر تجنبا للانزلاقات التي قد تحدث نتيجة للمطر المبكّر».
تحيلنا الشتوة الاولى الى جيل الآباء والأجداد والأرض والمزاريب التي تعود إليها المياه بعد جفاف عام. والى أحاديث الجدّات والمفردات والمصطلحات والاغنيات والتراث الغنيّ بما قيل في» أول الغيث». فعلى سبيل المثال: الفلاحون يسمون أول المطر (شتوة المساطيح)، ومفردها (مسطاح)، لأنهم كانوا إذا ما جادت السماء بباكورة نعمتها فجأة وعادة ما تكون في أواخر أيلول، وبوابة تشرين أول، هبوا إلى الزبيب (العنب المجفف) والقطين المنشور على أسطح البيوت، وجمعوه بسرعة كبيرة، خوف أن يتلفه المطر المنهمر، ولكنهم بهذه الشتوة الأولى المابغتة، يتوسمون خيراً بموسم طيب قريب.
إذن هي «بشارة خير»، مغمّسة بالشوق لموسم مطري يمنح الأرض الخصب والنماء ويُخرج الحبّ من بين ذرّات التراب الناشفة. فيروز ظلت تغني لـ « المشاوير»
و»قصص الهوى» التي تغدو مثل « العصافير» في جيئتها وإيابها.
إنها اول شتوة
واول الحب واول عشقنا لاغاني فيروز ..!