عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Sep-2020

ماذا ينتظر دمشق؟!.*محمد سلامة

 الدستور

لأول مرة ترسل واشنطن قوات إضافية ومدرعات ثقيلة إلى الشمال السوري لمواجهة ازدياد احتكاكها مع القوات الروسية،في مناطق المراقبة،ويترافق هذا مع رفض تركي إقتراح روسي بتخفيف نقاط مراقبتها في الشمال السوري،كما أن هناك حشودا للاكراد ولتنظيمات مسلحة،بما يعني أن حالة تسخين تتم بهدوء في الشمال استعدادا لجولة جديدة من الاقتتال..والسؤال ماذا ينتظر دمشق؟!.
 
التوافق الهش على وقف إطلاق النار يتم اختراقه يوميا، فقبل أيام أصيب أربعة جنود أمريكيين بعد أن أطلقت قوات روسية النار عليهم، مما اضطر قائد الدورية إلى إخلاء موقعه،كما قامت ميليشيات مسلحة بقتل أربعة جنود سوريين، وهناك من يتحدث عن عودة داعش بقوة،واللافت أيضا أن غارات سلاح الجو الإسرائيلي زادت على مواقع الجيش السوري وحلفائه،وكل التقارير تؤشر على جولة اقتتال جديدة تهيئ الأطراف لتنازلات جديدة في مسارات الحل السياسي المتعثرة في جنيف. 
 
دمشق أعادت نقاط إستراتيجية من مناطق الاكراد لسيطرتها وتواصل مشاغلة القوات التركية فيما القوات الروسية تتولى حصر تحركات الامريكيين وتحاول فرملة نقاط سيطرتهم بالنار أحيانا، كما يتم مساعدة الجيش السوري في رصد أماكن تمركز القوات الأمريكية والتركية وتحركات المسلحين وأحيانا بتوجيه ضربات جوية لهم. 
 
المسار الأمني متحرك، وما زالت إدلب وريف حلب وحماة تحت سيطرة الجماعات المسلحة، كما أن ريف القامشلي والحسكة ما زالتا تحت سيطرة الأكراد وأمريكا،والاشتباكات بين القوى المتحاربة تتزايد، والحشودات تأخذ طابعا هجوميا، والمسار السياسي مجمد بسبب وصول الفرقاء إلى نقاط يرفض أحدهما التنازل للآخر، مما يؤشر على أن الكل يتجهز لمعركة محدودة وعاصفة تغير خرائط ونقاط المراقبة، وتدفع بالطرف المهزوم لتقديم تنازلات حقيقية في المسار السياسي. 
 
والسؤال الأهم..ماذا ينتظر دمشق؟!،كون الانتخابات الرئاسية الأمريكية اقتربت، وربما أن الرئيس ترمب يريد إشعال حرب محدودة لإعادة الهيبة لجيش بلاده،وكسب الرأى العام،وإرضاء إسرائيل وابعاد تركيا عن مشاغلة اليونان،وتكثيف مراقبة الحدود العراقية السورية،بعد انتهاء احتفالات التطبيع في البيت الأبيض والتي أحدثت تقاربا متسارعا في إعادة تقريب المسافات مع منافسه جو بايدن النعسان.
 
ويبقى السؤال الصعب..هل يفعلها الرئيس ترمب قبل الانتخابات ويدفع الأطراف إلى الاقتتال ويكسب رهانه بالفوز على منافسه كما يحلو لحلفائه الصهاينة تزيين ذلك له؟ الأيام القليلة القادمة تكشف ذلك.