عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Mar-2020

صراع على حبة الحياة - د.حازم قشوع

 

 الدستور- لن ادخل في مضامين الأسباب الموجبة لتطبيق عقوبة الحبس الزمني للبشرية جمعاء او أبين التهديد الضمني الذي  بينه المشهد العام جراء تهديد حياة الإنسان ، كما لن أقف عند الأدوات المحركة بدوافعها النفعية أو المنفعية ، لأنها معروفة ضمنيا وان كانت غير معرفة اسميا ، وهذا مرده لطبيعة المناخات السائدة التي تظهر ان العالم قد أدخل في إطار حرب جديدة تسمي الحرب الخضراء ، أو حرب امتلاك حبة الحياة . وبعيدا عن تفاصيل الإدخال والدخول والأحداث التي رافقت عملية العقر بين الشركاء ، الذين كانوا مجتمعين في الصين ، لكن يبدو أن هذه الشراكة كانت علي قاعدة (غافيلك وصاحيلك) فكلهم اخذوا جزءا من أجزاء التركيبة والصين أخذت كل الأجزاء إضافة إلي معرفة معادلة الخروج والإدخال في التركيبة البيولوجية لأنها طبعا صاحبة المكان . وإذا كانت البداية جاءت من اجل الحد من تنامي التمدد الاقتصادي لطرف على حساب آخر لكن عملية استخدام الأدوات كانت مفعمة بالسموم بين أطراف المعادلة ومساحات نفوذهم العالمية ، فإذا صحت هذه القراءة فان العالم يعيش أجواء حرب بيولوجية استخبارية وقودها مساحات النفوذ وأهدافها تغيير ميزان المرجعات الأممية والنظام الدولي لكن هذه الاستخلاصات تبقى تدور في دائرة الاستشراف المعرفي غير المستندة الى دلائل وقرائن علمية ، لذا يبقى يعرف في خانة الاستنتاج الانطباعي وليس الحقائقي الذي يقوم علي المعلومة المعرفة التي يمكن البناء عليها في اتخاذ قرار ، لكن ما يمكن استنباطه بموضوعية من المشهد العام ان البشرية تعيش فترة عقوبة ، تحمل مضمون سلبيا ودلالة ايجابية من واقع القراء الموضوعية لمجريات الأحداث التي توقفت فيها البشرية عن العمل وعن الحركة وحتى عن المشاهدة إلا عن بعد وحتى دور العبادة فلقد تم اغلاقها جمعيا لأول مره في التاريخ الإنساني ، والجميع بات منشغلا في كيفية تامين احتياجاته الضرورية ويراقب درجة التمدد الأفقي لهذه الجائحة ومقدار حجم تمددها والتي أصبحت مقلقة لبعض المجتمعات وخطيرة في مناطق أخرى فيما يترقب الجميع من الذي سيتوصل إلى إعلان اكتشاف حبة النجاة او حبة الحياة . إذن البشرية تعاقب وحياة البشرية تهدد ، لكن ما هو ايجابي في هذا المشهد ان الإنسانية تتوحد وان أصوات الدعاء باتت تسمع في الأردن، لايطاليا وبريطانيا وأمريكا وفرنسا والصين كما الدول العربية والإسلامية وللبشرية جمعاء ، وان هنالك أجواء من التعاضد الإنساني بدأت تخيم علي الأجواء علي أمل ان يعيد قادة العالم حساباتهم ويغلبوا صوت الحكمة علي سوط السلطة . فان الأحادية لن تصنع منجز وان كانت تتحكم بالحكم لكن التشاركية وحدها قادرة علي حفظ ديمومة الحكم بواقع معادلة الاتزان الجيوسياسي والاحترام الكامل للحضارة الإنسانية دون خطف أو اختطاف ، وبدلا ما يتصارع الجميع علي استحواذ حبه الحياة أو استملاك القوة من اجل فرض السلطة ، فان الجميع مطالب بالعودة إلي روح التشاركية والعمل المشترك من اجل الإدامة ، وإلا فان الإنذار الإلهي واضح بل ويذكرنا ببعوضة نمرود ، فهل من مدكر؟!