عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-May-2019

الأب يتقاضى معونة شهرية «191» دينارًا بالكاد تكفيه أدوية

 

 المفرق -الدستور - محمد الفاعوري - تلك هي بيوت الفقراء.. يتقلب اصحابها في فراش المرض والدين، يتلحفون فقرهم، ويفترشون الامهم وهمومهم فلا يعرف عنهم من حولهم ما يخفون من اسرارا عتيقة حول قصة الفقر في الدنيا، قصة اولئك القابضين على جمر المعاناة، تفر عيونهم الى السماء، لحظة غروب الشمس، بحثا عن امل، فلا يجدون الا «الظلام» ليبقى النهار حكرا على الاغنياء فقط وتحسبهم اغنياء من التعفف.
من قرية المطلة المنسية بقضاء السرحان تقيم «العائلة» في بيت من صفيح وكرتون وقطع الخيش والقماش بلا جدران ولا ابواب على ارض مؤجرة لاحد الاشخاص من اجل زراعتها بالقمح والشعير حيث سمح لهم بالاقامة فيها طالما انه يعمل على اجارتها. رب الاسرة لديه 5 اطفال ويتقاضى معونة شهرية تبلغ (191) دينارا بالكاد تكفيه ادوية ومتابعات علاج حيث يعاني من ضعف ابصار في كلتي عينيه نتيجة قرنيات مخروطية اجريت له زراعة حلقات في كلتيهما ويحتاج الى قرنيتين لضمان الحفاظ على ماتبقى من صحتهما وقدرتهما على بصيص الرؤية اضافة الى انه يعاني تضيقا في الفقرات القطنية ادى الى محدودية في حركة الظهر. توقف عن متابعة علاج اصغر ابنائه 4 سنوات بسبب الظروف المادية وهو يعاني من توسع بحوض احدى كليتيه ويحتاج الى رعاية علاجية ودوائية مستمرة في مستشفى الامير حمزه حيث عجز عن توفير نفقات رحلة التنقل والعلاج.
رب الاسرة ممنوع عن العمل لضمان الحفاظ على ماتبقى من صحة عينيه من خلال عدم تعرضهما للشمس او الغبار مايعد تهديدا مباشرا لسلامتهما حيث اجرى زراعة حلقات في كلتي العينين ويحتاج الى 15 سنة حتى يتمكن من تجاوز حالته في حال توفرت له قرنيات وتبلغ كلفتهما نحو ثلاثة الاف دينار على نفقته الخاصة حيث ان التأمين الصحي والاعفاءات الطبية لاتشملها.
تبعد المنطقة عن قرية المطلة نحو 3كم مايشكل معاناة حقيقية لاطفاله وصولا الى المدرسة وعلى مدارس السنة الدراسية حيث المعاناة واحدة سواء كانت صيفا اوشتاء وخطر التعرض للشمس او الزواحف والكلاب الضالة في الصيف وخطر السيول وانجراف التربة وشدة البرد جميعها خطر يهدد سلامتهم وصحتهم.
يصف الاب « للدستور « التي زارته في مكان اقامته حجم المعاناة فقال: «في فصل الشتاء نضع اكياسا في اقدام الاطفال عند ذهابهم الى المدرسة لضمان عدم تسرب المياه الى اقدامهم، لكن هذا لايمنع تبللهم من الاعلى حيث يمضون يومهم في المدرسة وهم يرتجفون من البرد بسبب وصول المياه الى ملابسهم واجسادهم «.
اطفاله يعيشون حياة العوز والحاجة فهم يحلمون بطفولة طبيعية لكنهم يفتقدون لكل مقومات الطفولة والعيش الكريم، ومستقبل مجهول وخوف يكاد يخنقهم على والدهم خشية ان يفقد الابصار وحلمهم بمنزل يأويهم يمنع عنهم برد الشتاء وحر الصيف يجدون فيه الراحة والامان.
يعيل والدته 70 عاما وتعاني جلطة دماغية واخرى قلبية تحتاج الى جملة من الرعاية والاهتمام الى جانب توفير الادوية ومستلزمات صحية لاغنى لها عنها.
« اسرة ابو موسى « بؤس وشقاء وصراع من أجل البقاء وتحلم بمنزل يأويهم ويحفظ كرامتهم فأين من يتق الله واين الرحماء واصحاب الايادي البيضاء واين من ينصف وينقذ ويحمي الضعفاء والفقراء.