عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Feb-2019

إسرائیل تفقد الشعب الیهودي - بینا باروخ
ھآرتس
 
الغد- رئیس الفیدرالیة الیھودیة في نیویورك، اریك غولدشتاین، تم اقتباسھ مؤخرا وھو یقول لوفد إسرائیلي بأن ”الناس الذین حتى قبل ثلاث سنوات كانوا ھم المؤیدین الأكثر لإسرائیل، یقولون لنا إنھم یریدون التقیؤ، وكل استثمارھم ومحبتھم لإسرائیل ذھبت ھباء“.
ھذه أقوال شدیدة وربما مبالغ فیھا، لكن الانفصال الذي یجري أمام ناظرینا بین إسرائیل وبین یھود الولایات المتحدة ھو أمر ملموس، من شأنھ أن یضر بالھویة العرقیة، الثقافیة لیھود الولایات المتحدة في العصر الذي فیھ كثیرون یعتبرون انفسھم ”أمیركیین غارقین“ (”افرو أمیركیون أو یھود أمیركیون“)، یمكن أن یمس بالقدرة على العمل بصورة مشتركة لاھداف یھودیة بالاجمال مثل مساعدة الجالیات في ضائقة في ارجاء العالم، ویمكن أن یبشر بخطر سیاسي ملموس لإسرائیل.
الیھود، الاساس الاكثر تقدمیة في الولایات المتحدة، سیجدون صعوبة في مواصلة الدعم التلقائي
لإسرائیل، طالما تتعمق فیھا الارثوذوكسیة واقصاء النساء واحتقار الجھاز القضائي وتوسیع المستوطنات على حساب میزانیة الرفاه والمس باحتمالات العملیة السیاسیة والعلاقة الوثیقة مع دول غیر لیبرالیة والدعم المحموم لترامب.
رغم صراخ ”الذئب الذئب“ الذي ینبئ باختفاء الجالیة بسبب الانصھار الواسع، عدد الیھود في الولایات المتحدة بقي 5 إلى 7 ملایین، معظمھم معنیین بالحفاظ على علاقة ما مع الھویة الیھودیة. الھویة الیھودیة – الأمیركیة لھا عناصر كثیرة منھا ”اصلاح العالم“، عدل اجتماعي وأخوة عمیقة مع إسرائیل. إلا أن التغییرات الكبیرة والسریعة لدینا تصعب على ھذه الأخوة. في إسرائیل من یقولون إنھ لا توجد مشكلة في ذلك وأن یھود الولایات المتحدة لم یعودوا ضروریین، وحتى انھم یباركون السحر السیاسي لنتنیاھو الذي نجح في تقویة العلاقة مع الجمھوریین.
زعماء كبار في إسرائیل یعتقدون أنھ طالما إسرائیل تحصل على دعم الیھود الارثوذكسیین والافنغلیستیین، نحن لسنا بحاجة إلى الاصلاحیین أو المحافظین أو العلمانیین (معظم الجالیة الیھودیة). في الحقیقة یجب عدم الاعتماد على دعم الافنغلیستیین، لكن ھذا غرام متعلق بشيء.
احیانا ھو متعلق برؤیة نھایة العالم ودور إسرائیل في تقریب ظھور المسیح. في المقابل، دعم الجمھور الیھودي لإسرائیل ھو تلقائي، مثلما ھو في العائلة.
اضافة إلى المسؤولیة الموجودة لإسرائیل، الجسم السیادي- القومي للشعب الیھودي في عصرنا،
لمنع الازمة مع الجالیة الیھودیة، یتطور أیضا خطر واضح لإسرائیل في مجال السیاسة.
إسرائیل ما زالت مرتبطة بدعم الولایات المتحدة. نحن بحاجة الیھا من اجل تطویر انجازاتنا كأمة رائدة، الحفاظ على مكانتنا الدولیة وتحقیق مصالحنا الاقلیمیة. من سیقف إلى جانبنا في ساحة الامم المتحدة اذا لم تكن الولایات المتحدة؟
”علاقاتنا الخاصة“ مع الولایات المتحدة كانت دائما شأنا یعني الحزبین، لكن الآن ھم یتحولون اكثر فأكثر إلى شأن جمھوري، والحكومات كما ھو معروف تتغیر. بخصوص الكونغرس، كان وما زال معقل قوي لدعم إسرائیل، مقاربتھ لنا ھي خلاصة مواقف الجمھور الأمیركي، وحتى الآن ھذا الجمھور یؤید اساسا إسرائیل (64 في المائة، حسب استطلاع غالوب، آذار، 2018.( ولكن عندما نفكك ھذا الدعم إلى عناصره (كما تم في استطلاع جامعة میریلاند) تتضح صورة اكثر تعقیدا وانتقادیة في مسائل مثل الطابع الیھودي الدیمقراطي لإسرائیل أو حل الدولتین. ھذا التعقید یلزم بمواصلة الاستثمار.
السفارة والقنصلیات تبذل جھود كبیرة في ھذا الشأن، ھي تجد صعوبة في الأداء عندما الحكومة
تخفض المعاییر وتقلص المیزانیة. الجالیات الیھودیة منسوجة جیدا في الحیاة العامة الأمیركیة.
المنظمات القطریة والفیدرالیة المنتشرة في ارجاء القارة ھي نموذج للنشاط السیاسي المزدھر، وحتى الآن وقفت دائما إلى جانب إسرائیل. لكن ھل ستقف إلى جانبنا عندما سنحتاجھم، حتى اذا
واصلنا ارتكاب الاخطاء؟ وفي زمن تولي رئیس لیبرالي وانتقادي مثل بیرني ساندرز مثلا؟ في الكونغرس یتزاید نواب جدد (لم یعرفوا یوسف)، وفي الكونغرس الـ 116 ،ھناك 100 عضو كونغرس و10 أعضاء في المجلس الشیوخ، جدد، من بینھم 66 عضوا من الحزب الدیمقراطي.
معظمھم ببساطة، غیر ضالعین في القضیة ویجب العمل معھم على قاعدة یومیة. دائما كان یمكننا الاعتماد على النواب الیھود في الكونغرس (29 في الكونغرس الجدید و9 في مجلس الشیوخ)، كي یعملوا على تعلیم الجدد، وبالأساس على محیط النواب في دوائرھم الانتخابیة التي فیھا نشاط یھودي، سیاسي نشط. ولكن ھل ھكذا ستكون الامور أیضا في المستقبل؟ المؤسسة الیھودیة ستعمل بقدر استطاعتھا، لكن لا توجد حصانة دائمة.
اقوال رئیس الفیدرالیة في نیویورك شدیدة، لكنھ لیس الوحید الذي عبر بھذه الصورة، بشكل عام من كان یخطر على بالھ اقوال كھذه قبل بضع سنوات؟ ھناك شيء ما خطیر وسیئ یحدث تحت اقدامنا، إلى جانب الضرر الذي یصیب الھویة الیھودیة الشاملة، إسرائیل التي تزداد تطرفا تتنازل عن اداة مھمة من ادواتھا السیاسیة، بدون النصف الآخر من الشعب الیھودي سنجد برودة شدیدة جدا في الخارج.