عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Jul-2020

أم أحمد وعائلتها “خلية نحل” بإعداد المأكولات البيتية في مادبا

 

أحمد الشوابكة
 
مادبا –الغد-  تنهمك الخمسينية “سحر أبو نصار”، في مطبخ منزلها لتحضير وإعداد وجبات من المأكولات الشعبية والحلويات، حسب طلب الزبائن.
“أم أحمد”، إنسانة مكافحة، اتخذت من مهنة إعداد وطهي المأكولات، طريقاً لنجاح مسيرة حياتها وأسرتها المكونة من خمسة أفراد، فهذه المهنة أسهمت بتخريج بعض أبنائها من الجامعات، وتوفير الاحتياجات لمنزلها وأبنائها، ومنهم من تعلم مهنة الحلواني “صانع الحلويات”.
وتشعر “أم أحمد” بسعادة كبيرة عندما تبدأ بعملية تحضير وإعداد الفطائر وأطباق المأكولات الشعبية؛ حيث تمضي بهمة عالية وإبداع وتميز بمنتجاتها لتحرز تقدما في مشروعها البيتي، كما تصفه، وتطوره للأفضل، متكئة على خبرة امتدت أكثر من أربعين عاماً قبل الزواج من العمل في إعداد المأكولات وتطريز الملابس وحياكتها.
أم أحمد، المنغمسة بتعب السنين، أبت أن تقف مكتوفة اليدين، فهي تمتلك مهنة تساعدها على العيش الكريم وتعتاش منها أسرتها المكونة من ستة أفراد، وعليه لجأت إلى تكريس مهنتها في تحضير وإعداد المأكولات بمحتلف أصنافها، وبحسب طلب الزبائن، على أرض الواقع من خلال إنشاء مطبخ خاص في منزلها لتزاول فيه طقوسها في فن الطبح الذي تجيد فيه كافة أنواع المأكولات بما فيها التراثية والشعبية، إضافة إلى الحلويات وخصوصاً “المعمول”، الذي يزداد عليه الطلب مع اقتراب موسم الأعياد والمناسبات.
أربعون عاما، والخمسينية “أم أحمد” تعمل في تحضير وإعداد المأكولات والحلويات المنزلية، بدون كلل أو ملل؛ إذ أجادت المهنة وعمرها (18 عاما)، على يد والدتها التي جعلتها تمتهن الطهي.
كالعادة تستهل “أم أحمد” يومها بتحضير وإعداد وجبات الزبائن، وخصوصاً الفطائر، كما تقول “أستيقظ باكراً للتحضير وإعداد المعجنات؛ حيث أقوم بعجن الطحين جيداً، وتبسيط العجينة بدي، لتغدو بعد ذلك رغيفاً”.
تتم عملية حشوة الرغيف بالسبانخ الطازج أو الجبن البلدي أو بشيء من اللحم والخضار أو ما تقتضيه الحاجة، ثم ترشق قطرات زيت الزيتون فوق الرغيف وطيه وفرده وإدخاله في بيت النار “الفرن”.
ويحتوي مطبخ “أم أحمد” على فرن وأدوات بسيطة ومستلزمات العمل، وبشيء من الماء والطحين وإضافات قليلة من السكر والزيت تتحوّل “العجينة” بين يديها لأرغفة وفطائر متعددة الشكل والحجم، وهو عمل يقيها العوزة، ويدفعها لمزيد من الأمل والإنجاز.
وتشير “أم أحمد” إلى الطقوس الجميلة التي تشعر بها، عندما تبدأ في عملية تحضير منتجها الغذائي، مؤكدة أن ما يتوج هذه الطقوس عونة العائلة، فكل فرد له مهام يعمل بها، على اعتبار أنه تحد مع الذات قبل الآخرين.
وتلاقي العون والمساعدة من زوجها لإنجاز مهامها في كافة عمليات الطهي والتحضير، وفق ما قالت أم أحمد “زوجي الذراع اليمنى لعملي، فهو الذي يثابر دوما بتوفير كافة المستلزمات، فأنا أركن عليه كثيرا”، وتؤكد أنها من تحضير المأكولات، استطاعت تدريس ابنتها الصغيرة في الجامعة، وهي الآن تعمل بعد أن تخرجت من الجامعة، كما أنني ومن خلال عملي أوصلت رسالة إلى أبنائي بالاعتماد على الذات، والابتعاد عن الاتكالية، مشيرة إلى أن عملي لاقى تشجيعا من صديقاتي اللواتي يواصلن بحثي عن الاستمرارية في صنع وإعداد المأكولات والحلويات.
وتبدأ أم أحمد وعائلتها في إعداد وتحضير المأكولات، منذ ساعات الصباح الأولى، تستيقظ عند الساعة السادسة عندما من نومها ويساعدها زوجها وأولادها لإنجاز الكم المطلوب للزبائن.
وتشارك “أم أحمد” في جميع الفعاليات والمعارض والبازارات التي تقيمها وزارة السياحة ووزارة الثقافة والجمعيات الخيرية، وفق ما قالت لـ”الغد”.
وتمتلك رخصة مهنية تخولها في إعداد المأكولات في منزلها. متطرقة إلى مساعدة زوجها الذي يتولى إحضار المواد ولوازم العمل وخبز المعجنات وتغليفها، وهناك مهام أخرى تناط بكل واحد من الأبناء.
ومع اقتراب المناسبات والأعياد، تنشغل “أم أحمد” بتحضير حلوى المعمول، نتيجة للتزايد على طلبه، مضيفة أن “المعمول شيء كبير في مجتمعنا، خصوصاً في عيد الفطر”، وتؤكد بالقول “يبقى المعمول الحلوى المفضلة”.