عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Oct-2025

التحركات العسكرية الأميركية نحو الشرق.. ادعاءات أم تأهب لفعل حربي؟

  الغد

عواصم- تشهد منصات التواصل الاجتماعي منذ مطلع الشهر الحالي موجة من الجدل بعد انتشار مقاطع مصورة قيل إنها توثق تحركا عسكريا أميركيا واسعا نحو الشرق الأوسط.
 
 
وتداولت حسابات رقمية هذه المشاهد بوصفها مؤشرات على حشد جوي غير مسبوق، في حين ذهبت بعض الروايات إلى وصف التحركات بأنها "مفاجئة وغير طبيعية"، لتثير بذلك سيلا من التساؤلات.
وربطت بعض المنشورات هذه التحركات بما زعمت أنه "مشهد مشابه لما سبق قصف المنشآت النووية الإيرانية في حزيران (يونيو) 2025".
في ظل تلك الأوضاع تسري تساؤلات فيما إذا كانت واشنطن تستعد لعملية عسكرية في المنطقة فعلا؟ وهل تلوح مواجهة وشيكة في الأفق؟ وما علاقة إيران بما يوصف بأنه "استعداد إستراتيجي" في الشرق الأوسط؟
مناورة قديمة في أميركا
في مطلع الشهر الحالي، نشر حساب موثق على منصة "إكس" مقطع فيديو يزعم أنه يوثق هبوط دفعة جديدة من طائرات التزود بالوقود التي أرسلتها الولايات المتحدة الأميركية إلى الشرق الأوسط.
لكن بالتحقق من الفيديو، تبين أنه يعود إلى مناورة عسكرية أجريت في قاعدة ماكونيل الجوية بولاية كانساس الأميركية بتاريخ 27 آذار (مارس) 2023، أي قبل أكثر من عامين، ولا علاقة له بالتحركات الحالية في المنطقة.
إقلاع "القاذفة الشبح"
في الوقت ذاته، نشرت حسابات أخرى على منصة "إكس" صورا ومقطع فيديو قيل إنها تظهر إقلاع القاذفة الأميركية "بي-2 سبيريت" التي تعرف أيضا بـ"القاذفة الشبح" من قاعدة دايس الجوية في ولاية تكساس باتجاه الشرق الأوسط.
لكن تبين لاحقا أن كل هذه المشاهد قديمة، إذ تبين أن نسخة لنفس الصورة المرفقة في المنشور بتاريخ 23 آذار (مارس) 2024 في تغريدة على "إكس"، مما يعني أنها ليست حديثة.
حرب وشيكة
لم يتوقف التضليل عند تداول صور ومقاطع قديمة، بل ساهمت حسابات وصفحات موثقة على "إكس" في تضخيم المشهد، مستخدمة عناوين مثيرة مثل: "عاجل وغير مسبوق"، و"حشد جوي هائل"، و"طائرات التزود بالوقود الأميركية تملأ أجواء الشرق الأوسط".
وتضمنت بعض المنشورات صورا من مواقع تتبع حركة الطيران، توثق تحرك طائرات تزود بالوقود، وأخرى مخصصة للاستطلاع، إلى جانب تحرك أضخم حاملة طائرات -ضمن الأسطول الأميركي- باتجاه منطقة الشرق الأوسط.
وفسر مدونون هذه البيانات والمعلومات التي رافقتها على أنها مؤشرات بقرب شن ضربة أميركية على إيران، بل ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، معتبرين أنها "ضربة قد تدفع بالنظام الإيراني إلى حافة السقوط".
تحركات مثيرة للجدل
كما ادعت حسابات أخرى تحرك أكبر حاملة طائرات في الأسطول الأميركي "يو إس إس جيرالد آر فورد" باتجاه البحر الأبيض المتوسط لأسباب مجهولة، وبرفقتها مجموعة ضاربة تشمل مدمرات صواريخ موجهة وسفنا حربية.
غير أن البيانات الملاحية لموقع "مارين ترافيك" رصدت حركة لحاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس جيرالد ر. فورد" قرب جزيرة مايوركا الإسبانية، وانقطعت إشارتها منذ يومين، قادمة من جبل طارق يوم 30 أيلول (سبتمبر) الماضي.
كما انقطعت إشارة الطراد الصاروخي "يو إس إس نورماندي" (CG-60) منذ التاسع من الشهر الماضي، عند قاعدة نورفولك الأميركية ولم يظهر لها أي بيانات ملاحية حتى الآن.
وبالبحث، تبين أن السفينة الحربية خرجت رسميا من الخدمة بعد 36 سنة في البحرية الأميركية، بعد تدشين حفل وداعي لها بقاعدة نورفولك يوم 26 الشهر الماضي، وستنقل إلى منشأة السفن غير النشطة في فيلادلفيا، وفقا لموقع (DVIDS) التابع لوزارة الحرب الأميركية.
ولم يسجل للمدمرة "يو إس إس راماج" (DDG-61) هي الأخرى أي بيانات ملاحية على موقع تتبع السفن منذ الخامس من نيسان (أبريل) 2024، مما يؤكد أن الأخبار المتداولة عن التحرك الأميركي في المنطقة غير دقيقة ولم تستند إلى معلومات رسمية.
يأتي هذا في ظل ما تناولته صحف أميركية وعبرية بتزايد الجاهزية العسكرية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط مع نشر طائرات التزود بالوقود وسط تصاعد التوترات الإقليمية.
تأتي أنباء استعدادات واشنطن وتل أبيب لفعل ضد إيران في وقت استبعدت فيه طهران استئناف المباحثات مع دول الترويكا الأوربية (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة) بشأن ملفها النووي، بعدما أعاد مجلس الأمن الدولي فرض العقوبات الأممية عليها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي أمس أن "لا خطط لدينا لمفاوضات في هذه المرحلة، وتركيزنا الحالي ينصب على دراسة تبعات وتداعيات الخطوات التي اتخذتها الدول الأوروبية الـ3 والولايات المتحدة".
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية موقف الدول الأوروبية الثلاث، كان موقفا غير مسؤول ومدمّرا لا سيما خلال الأشهر الـ3 الماضية، مضيفا أنهم استغلوا عمليا آلية تسوية الخلافات لفرض مطالب الولايات المتحدة.
وحسب المتحدث باسم الخارجية فإن شروط الدول الأوروبية الـ3 للدخول في حوار مع أميركا كانت غير منطقية، وتُظهر نفسها كطرف يمتلك الإرادة السياسية المستقلة، ولذلك ستكون الظروف المقبلة مختلفة و"نحن نؤمن بأن طريق الدبلوماسية لا يغلق أبدا، ومتى ما وجدنا أن الدبلوماسية مثمرة فلن نتردد في استخدامها، غير أن الدول الأوروبية الـ3 أثبتت أن الدبلوماسية معها غير مجدية".
وفي رده على سؤال بشأن لقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وأسباب اعتبار إيران إعادة فرض العقوبات أمراً غير قانوني، قال بقائي "يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن القرارات التي اتُّخذت سابقا بشأن الملف النووي الإيراني كانت تصدر بالإجماع، أما اليوم فالوضع مختلف، إذ عارض عضوان دائمان في مجلس الأمن الإجراء الأوروبي، ما يدل على غياب الإجماع.
وأضاف "ليس واضحاً ما الذي تمت إعادته فعلا، ويبدو أن هذا التحرك الأوروبي مجرد تصرف عناد استجابة لمطالب أميركا، من دون مراعاة مصالح أوروبا نفسها، ونعتقد أن ما قامت به الأمانة العامة للأمم المتحدة لا يمتلك أي شرعية قانونية، كما أن موقف إيران يحظى بدعم واضح من روسيا والصين، اللتين أكدتا صراحة عدم قانونية الإجراء الأوروبي.
وكانت طهران قد هددت بوقف التعاون مع الوكالة إذا سعت لإعادة فرض العقوبات، كما اتهمت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتقصير في إدانة الهجمات التي شنّها الاحتلال والولايات المتحدة على منشآتها النووية، على الرغم من كونها دولة موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي.-(وكالات)