عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-May-2025

ورقة موقف أمام الرئيس*مالك العثامنة

 الغد

كثير من مقالاتي حول المشهد السياسي الأردني تحديدا كان محورها التعليم، وإليه كنت أرد معظم أزماتنا التوالدية. وما زلت مؤمنا أن لا إصلاح على أي مستوى بدون النهوض بمنظومة التعليم والمعرفة في عالم قائم على تلك المعرفة بأدوات جديدة، وأن الوعي الجمعي "الممسوخ حاليا" لا يؤهله إلا التعليم.
 
 
وصلتني ورقة موقف صادرة عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني، وهو أكثر الأحزاب الأردنية التي أحمل لها احتراما بصراحة رغم أني غير منتسب له ( ولا لغيره).
 
هذا الحزب تحديدا تمت ولادته بفكرة حقيقية مؤمنة بالدولة، وتسلل إليه من تسلل لتطويعه كمنصة قفز لكنه استطاع أن يتجاوز "متسلقيه"، وتعرض لتكسير كثير وتجنٍّ وحملات ظالمة وصفته مسبقا "باليساري"  بعضهم جعل "ليبراليته" تهمة مع أن الليبرالية بمعناها الصحيح هي التقدم السريع.
في ورقة الموقف وفي بدايتها يضع الحزب الديمقراطي الاجتماعي عبارة لافتة وعميقة حين يقول إن (.. التعليم ليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة، بل عملية معرفية وسياسية بامتياز. تسهم في تشكيل الوعي الجمعي).
هذا ملخص كثيف وموجز وحاسم لكل ما حاولت أن أقوله عبر عشرات المقالات التي كتبتها.
التعليم مرتبط عند الحزب بمفاهيم سياسية أساسية ترسخ فكرة الدولة، فهو مرتبط بالمواطنة وتمافؤ الفرص وسيادة القانون.
وفي أدوات العصر الجديد، تركز الورقة على التحولات الرقمية كضرورة لتطوير المناهج.
أغلب مشاكل المواطن الأردني هي في منظومة التعليم بدءا من كابوس المنظومة المهترئة في المدارس الحكومية وليس انتهاء بكلفة المدارس الخاصة المقسمة على طبقات " حسب القدرة والمقدرة".
الورقة تقدم رؤية واضحة بعيدة عن الإنشاء، بل إستراتيجية قد نتفق أو نختلف معها لكنها واضحة بلا التباسات بلاغية وزوائد لفظية مبهرة، تتحدث عن روح التعليم في المناهج المطلوبة لتعزيز التفكير الناقد والإبداع، وقدرة التعليم على تمكين الإنسان وأن المناهج خريطة طريق ترسم ملامح المجتمع كله.
الورقة طويلة ومشوقة ولغتها بسيطة بعيدة عن التكلف، وتناولها في مقال هنا ليس محله. لكن على ضفاف الورقة أتذكر لقاءات جمعتني برئيس الوزراء من بينها لقائي به في أول أسبوع من حكومته الموقرة، حين تحدث لي عن رغبته بتطبيق الإصلاح السياسي في عمل حكومته فعليا، وأنه ينتظر من الأحزاب أن تتقدم برؤاها وخططها الحقيقية في أي قطاع من قطاعات الدولة.
حسنا يا دولة الرئيس..
لديك ورقة موقف في موضوع المناهج والتعليم أعدها شباب حزبيون وطاقات واعدة مفكرة وواعية.
هل يكفي هذا؟