عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Jul-2020

الذكورية في زمن كورونا - د. محمد طالب عبيدات

 

الدستور- المجتمعات الشرقية ما زالت بطبعها ذكورية أكثر من أنثوية بحجة أن الذكر يحمل إسم الوالدين، وهذا غير عادل ولا منصف عند الكثير -وليس الكل بالطبع- وخصوصاً في مسائل الميول والمحبة والحقوق والاستثمار وغيرها، بالرغم من أن في ذلك مخالفة شرعية وخُلقية؛ وحتى في زمن جائحة كورونا ما زلنا نلحظ ذلك بشدّة عند البعض؛ وتالياً بعض الأمثلة الواقعية.
 
البعض ما زال يبتسم لمولوده الذكر أكثر من الانثى، وأعلمتني إحدى الطبيبات النسائية الفاضلة عن قصص ينأى لها الجبين في هذا الصدد شهدت عليها حال الولادة، حيث الكثير ما زال يحبذ ولادة الذكور على الاناث، وترى وجوههم مسودة إذا بشروا بالانثى، مع الاسف!
 
البعض ما زال ينظر بأن الذكور يحملون أسماءهم أكثر من الاناث، وهذا قمة الظلم للتمييز بين الذكر والانثى في زمن وصول العالم الاخر للفضاء، مع الاسف!
 
البعض ما زال يستثمر بتعليم الذكور أكثر من الاناث، وخصوصاً في التعليم الموازي والدولي والمسائي وغيره، حيث يعلم إبنه الذكر أنّى كانت الرسوم الجامعية والمدرسية بيد أنه يقتصر تعليم إبنته الانثى على شطارتها وتحصيلها في التنسيق الموحد وغير مستعد للصرف على تعليمها في هذه البرامج، مع الاسف!
 
البعض ما زال يؤمن بأن الجندرية يجب أن تميل لصالح الذكر في كل مناحي الحياة حتى في الميراث ليحرم الانثى من ذلك، مع الاسف!
 
المعظم ما زالوا يتكلفون لزواج أبناءهم الذكور، لكنهم لا يساهمون في تكاليف زواج بناتهم البتة بحجة الثقافة المجتمعية الذكورية الظالمة، مع الاسف!
 
البعض ما زال يؤمن بأن الانثى ضلع قاصر، لا بل يساهم بحرمانها حتى من حقوقها المدنية، بالرغم مما ساهمت وتساهم به المرأة من نمو ونماء وإطراد للمجتمع، مع الاسف!
 
هنالك الكثير من الامثلة الاخرى التي تؤشر لذكورية مجتمعنا، بالرغم من قناعة الجميع بأن الانثى ربما تكون أحن وأقرب وأطوع وأكثر مساعدة للوالدين، وكما يقال بالعامية ‹الانثى بتجيب زوجها كإبن جديد للعائلة، بيد أن الذكر تأخذه زوجته لاهلها›، مع الاسف!
 
وأخيراً؛ بالرغم من أننا وصلنا لزمن الالفية الثالثة ومرحلة النضوج الفكري والتكنولوجي، لكن الكثير منا ما زال لا ينصف الانثى ولا المرأة، ونحتاج لتغيير عقلية الكثير من الناس وثقافتنا المجتمعية صوب العدالة الاجتماعية على الاقل لانصاف الانثى والمرأة أكثر ومساواتها مع أخيها الرجل على الأقل؛ بالرغم مما تم إنجازه على الارض في هذا الصدد!
 
*وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق- رئيس جامعة جدارا