عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Mar-2020

كورونا والاستيطان والضم..! - د.عبد الرحيم جاموس

 

الدستور- في وقت ينشغل فيه العالم في مواجهة وباء وجائحة الكورونا التي تجتاح العالم ولم تستثني أيا من بقاعه ودوله، تواصل حكومة المستعمرة الإسرائيلية سياساتها الاستعمارية الاستيطانية العنصرية في الأراضي والأغوار الفلسطينية تنفيذا لما نصت عليه صفقة الثنائي (ترامب- نتنياهو) المعلنة يوم 28/02/2020م دون أية مراعاة لهذه الظروف الصحية الكارثية التي تجتاح العالم ومنه كيان المستعمرة والأراضي الفلسطينية المحتلة على السواء.
 
 فقد أفاد تقرير صادر عن دائرة المفاوضات الفلسطينية أعلنه اليوم في 24 آذار الجاري الدكتور صائب عريقات أن سلطات الاحتلال باتت تسيطر على 95 ٪ من مساحة الأغوار الفلسطينية وينتفع بها 12700 مستوطن في أربع مستوطنات مقامة على أراضي الأغوار كما سيطر الجيش على مساحة 100 ألف دنم بحجة دواعي عسكرية ومن بعد يتم تسريبها للمستوطنين للانتفاع بها، في حين يسكن الأغوار الفلسطينية قرابة 65000 فلسطيني باتوا لا يملكون سوى 5 ٪ من مساحة أراضي الأغوار بعد عمليات الضم والسرقة والاستيطان الذي تتعرض له أراضي الأغوار الفلسطينية، كما تهيمن وتسرق سلطات الاحتلال ما نسبته 94.5 ٪ من مياه الأغوار ولم يتبقى للفلسطينيين سوى ما نسبته 5.5 ٪ من المياه، تأتي هذه التطورات الاستعمارية في سياق تنفيذ ما نصت عليه مبادرة سرقة الأرض الفلسطينية الأمريكية الإسرائيلية (صفقة القرن) من ضم للأغوار الفلسطينية وللبحر الميت إلى كيان المستعمرة الإسرائيلية دون مراعاة للظرف الصحي والوبائي الذي يجتاح العالم وانشغاله به والذي تمر فيه أيضا البلاد ودون اية اعتبار للمواقف العربية والدولية الرافضة لهذه السياسات ولهذه الصفقة (الخطة الاستعمارية العنصرية التصفوية للقضية الفلسطينية والتدميرية لكل جهود السلام العربية والدولية).
 
إذا كان العالم مشغولا اليوم في مواجهة فيروس الكورونا فإن الشعب الفلسطيني يشغله اليوم بالإضافة إلى ذلك فيروس اخطر وأشد فتكا به وبحقوقه الوطنية وبمستقبله وهو فيروس معقد ومركب ثلاثي الأبعاد (الاستيطان والضم والاستعمار) الصهيوني الذى لم تنفع معه لغاية الأن كافة الأمصال والعلاجات المستخلصة من قواعد القانون الدولي ومن قرارات الأمم المتحدة وحتى من مواقف الدول المعارضة لسياساته الاستيطانية ولا من بيانات الشجب والإدانة والاستنكار التي تصدر شبه يومي من مختلف الدول والهيئات في حقه وفي حق سياساته العدوانية والتوسعية..
 
إذاً لا بد من اتخاذ جملة إجراءات رادعة فلسطينية وعربية ودولية بحق هذا الفيروس الصهيوني المعقد والمركب والخطير والمختص فقط بالاعتداء والتوسع والبقاء على حساب حقوق الشعب الفلسطيني ومستقبله ومستقبل الأمة العربية، حتى يتوقف استمراره وانتشاره وتفشيه في الجسد الفلسطيني والعربي، وقد تنتقل عدواه لابتزاز دول العالم فقيرها وغنيها، كان الله بعون فلسطين وشعبها في مواجهة كافة الأمراض والفيروسات وأخطرها فيروس الضم والاستيطان والاستعمار، الذي ستشفى منه فلسطين والأمة مهما طال الأجل شأنه شأن أي فيروس استعماري قد مرَّ عليها عبر التاريخ.