عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Dec-2019

وثائق سرية.. مخاوف التدخل الروسي تخيم على آخر أيام الانتخابات البريطانية
 
الجزيرة نت-لندن - اتهامات تتأرجح بين موسكو وواشنطن فيما يتعلق بالتدخل في الانتخابات البريطانية المزمع إجراؤها يوم 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري، خاصة بعد الجدل الذي أثير بشأن محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل في الشأن الداخلي البريطاني.
 
ويأتي الدور هذه المرة على روسيا التي توجه إليها أصابع الاتهام بأنها تعمل على التأثير في سير الحملة الانتخابية وتوجيه الناخب البريطاني.
 
وزادت هذه المخاوف بعد تسريب وثائق حكومية سرية للمفاوضات بين الحكومتين البريطانية والأميركية، والتي قدمها حزب العمال للرأي العام وأحدثت ضجة بسبب كشفها عن رغبة أميركية في التفاوض على الاستثمار بالقطاع الصحي البريطاني.
 
وثارت كثير من الأسئلة حول كيفية وصول حزب العمال لمثل هذه الوثائق الحساسة التي تدخل في خانة "سري للغاية"، لتعلن منصة "ريدت" الأميركية أنها حذفت 61 حسابا من ضمنها حساب تحت اسم "كريكورياتور"، الذي نشر التقرير السري أول مرة قبل أن يصل لعدد من الصحفيين ولحزب العمال.
 
في هذا الصدد نشرت شركة الأبحاث "غرافيكا" المختصة في مواقع التواصل الاجتماعي دراسة تقول فيها إنها وإن لم تنجح في الربط بين الحسابات التي حذفت وبين السلطات الروسية، فإنها أكدت المنهجية المعتمدة في تسريب هذا التقرير.
 
وتبين لها أنها تشبه لحد بعيد المنهجية التي تم اعتمادها في عملية أطلق عليها "إنفكسيون" التي ظهر أن لها علاقة بروسيا، والتي تستخدم فيها مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أخبار زائفة.
 
تسريب لا قرصنة
من جهته، يستبعد أستاذ الأمن المعلوماتي في جامعة شرق لندن أمير النمرات أن يكون هناك فعلا قرصنة للمعطيات الحكومية وتسريبها من طرف موسكو، مؤكدا أنه من خلال متابعته لكل أطوار هذه القضية لم يجد أدلة ملموسة تؤكد تورط دولة خارجية في تسريب هذه الوثائق.
 
ويميز الخبير في محاربة الجريمة الإلكترونية في حديثه مع الجزيرة نت، بين السياق السياسي الذي يجعل من دولة مثل روسيا لها مصلحة في التدخل في الانتخابات البريطانية وتوجيه الناخب لما تراه في صالحها، "فموسكو لها مصلحة في انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي".
 
وأوضح أنه من خلال النظرة السياسية، هناك محاولة للربط بين جيرمي كوربن وروسيا، وذلك للرد على التهم الموجهة لبوريس جونسون بأن له علاقة صداقة قوية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
 
أما في الشق التقني، فيرى النمرات أنه من الصعب على روسيا أن "تغامر على مستوى قرصنة معطيات حكومية وتسريبها في المواقع"، مردفا بأن "حدود ما يمكن أن تقوم به موسكو هو التركيز على مواقع التواصل الاجتماعي لكن دون المخاطرة والإقدام على خطوة فاقعة مثل هذه".
 
ويبقى السيناريو القريب بالنسبة له أن ما حدث هو تسريب داخلي، يمكن أن يقف خلفه أحد أعضاء الحكومة، "فهناك الكثير من المحافظين والوزراء المعارضين لسياسات بوريس جونسون وطريقة تعامله مع البريكست ولهم مصلحة في دق ناقوس الخطر حول ما يحاك سرا من مفاوضات تجارية بين لندن وواشنطن".
 
ويشدد النمرات على أن الأجهزة الأمنية والمخابراتية مستنفرة لرصد أي محاولات تدخل أجنبي "خصوصا وأن درس استفتاء البريكست كان بليغا للمسؤولين في البلاد".
 
معلومات جدّية
هذه التقارير لم تمر مرور الكرام بالنسبة للمخابرات البريطانية، فحسب مصادر أمنية تحدثت مع صحيفة فايننشال تايمز، تتابع الأجهزة المخابراتية هذا الملف عن كثب وتحقق في طريقة تسريب ملف حكومي سري.
 
وأكدت الصحيفة أن المركز البريطاني للأمن المعلوماتي يحقق في احتمال وجود أدلة لتورط قراصنة روس في عملية تسريب الوثائق الحكومية السرية.
 
ورغم غياب أي اتهام رسمي لروسيا بمحاولة التدخل في الانتخابات، فإن وزيرة الثقافة نيكي موركان وصفت في حديثها مع إذاعة "بي بي سي" المعطيات التي تم الكشف عنها بأنها "جدية للغاية"، مضيفة أن ما وصلها من خلاصات الخبراء أن طريقة التسريب تحمل علامات تدخل خارجي.
 
جونسون يطمئن
في المقابل حاول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التهدئة من مخاوف التدخل الروسي، مؤكدا أنه "لا تتوفر أي أدلة حول نجاح روسيا في التدخل في أي مناسبة ديمقراطية في بلادنا".
 
محاولات الطمأنة من جونسون تأتي بعد تزايد الضغوط عليه من أعضاء في حزبه، وكذلك من حزب العمال، للكشف عن فحوى تقرير أعدته لجنة برلمانية عن التدخل الروسي في أحداث انتخابية سابقة، رغم مرور أشهر على الانتهاء من صياغة التقرير.
 
وجدد أكثر من قيادي برلماني، منهم من شارك في صياغة التقرير، دعوتهم للكشف عما توصلت إليه اللجنة البرلمانية، والكشف عن أسباب مماطلة جونسون في نشر التقرير.
 
غير أن زعيم حزب العمال جيرمي كوربن اعتبر استدعاء موضوع التدخل الروسي في الانتخابات في هذه الظرفية بالذات يندرج في إطار "نظرية المؤامرة"، ومحاولة لحرف النقاش عن مضامين الوثائق وسعي الأميركيين لوضع النظام الصحي البريطاني على طاولة المفاوضات التجارية بين البلدين.
 
المصدر : الجزيرة