عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Feb-2025

الأردن في العلاقات الدولية.. دبلوماسية متميزة على الساحة العالمية*انديرا غاندي حدادين

 الراي 

منذ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، برز دورها الفاعل في السياسة الدولية. يتمتع الأردن بموقع استراتيجي يجعله نقطة تواصل رئيسية بين الشرق والغرب، مما أكسبه أهمية خاصة في الساحة الإقليمية والدولية. رغم التحديات التي تواجهها المنطقة، ظل الأردن يسعى إلى تبني سياسة خارجية تعتمد على التوازن والحياد الإيجابي، ما جعله لاعبًا أساسيًا في العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
 
الموقع الجغرافي للأردن وأثره في السياسة الدولية
 
يعد موقع الأردن الجغرافي أحد أبرز العوامل التي ساهمت في دوره المؤثر على الساحة الدولية. فالمملكة تقع في قلب منطقة الشرق الأوسط، بين دول عربية محورية مثل فلسطين وسوريا والعراق، ولها حدود مع السعودية التي تعد من القوى الكبرى في المنطقة. هذا الموقع جعل من الأردن نقطة تواصل حيوية بين الدول العربية، وبين القوى الكبرى في الغرب مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
 
السياسة الخارجية الأردنية
 
تسعى السياسة الخارجية الأردنية إلى تحقيق توازن دقيق بين مصالح المملكة الوطنية وبين تعزيز التعاون الدولي. يرتكز هذا التوازن على مبدأ الحياد الإيجابي، حيث يسعى الأردن إلى إقامة علاقات متينة مع القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا، وفي الوقت ذاته يحافظ على علاقات وثيقة مع دول الجوار العربي. هذا الموقف المتوازن سمح للأردن بالمشاركة بفعالية في القضايا الإقليمية والعالمية دون أن يتورط في صراعات مع الأطراف المتنافسة.
 
دور الأردن في حل النزاعات الإقليمية
 
من أبرز ملامح السياسة الأردنية هو دورها الحيوي في حل النزاعات الإقليمية. فقد كانت المملكة دائمًا في طليعة الدول التي تعمل على إيجاد حلول سلمية في مختلف الأزمات. على سبيل المثال، في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، كان الأردن دائمًا المدافع الأبرز عن الحقوق الفلسطينية، ويسعى لتحقيق حل عادل من خلال حل الدولتين. كما يواصل الأردن المشاركة في محادثات السلام ودعمه للمفاوضات التي تؤدي إلى إنهاء الصراع في المنطقة.
 
في الأزمة السورية، استضاف الأردن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، ليقدم نموذجًا في الدعم الإنساني رغم محدودية موارده. وعلى الرغم من تأثير الصراع السوري على أمن المنطقة، فإن الأردن تمكن من الحفاظ على استقرار حدوده من خلال دبلوماسية متوازنة.
 
العلاقات الأردنية مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية
 
لا تقتصر علاقات الأردن على الدول العربية فحسب، بل تشمل أيضًا علاقات وثيقة مع الدول الكبرى. فالعلاقات مع الولايات المتحدة تعد إحدى الركائز الأساسية في السياسة الخارجية الأردنية، حيث تشهد هذه العلاقة تعاونًا في مجالات الأمن والتجارة والتعليم. كذلك، يسعى الأردن إلى تعزيز شراكاته الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي ودول آسيوية مثل الصين والهند، لتوسيع آفاق التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار.
 
من جهة أخرى، يسعى الأردن إلى تعزيز دوره في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية. المملكة تعتبر جزءًا لا يتجزأ من محاولات حل الأزمات الإقليمية، سواء من خلال التوسط في المفاوضات أو من خلال دعم القرارات الدولية المتعلقة بالأمن والتنمية.
 
التحديات والفرص في السياسة الخارجية الأردنية
 
على الرغم من الدور الإيجابي الذي يلعبه الأردن في الساحة الدولية، فإنه يواجه تحديات عدة. أبرز هذه التحديات هو استمرار الأزمات الإقليمية، مثل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي والأزمات في سوريا والعراق. ومع ذلك، يظل الأردن يواجه هذه التحديات بمرونة، حيث يسعى دائمًا لتحويلها إلى فرص دبلوماسية.
 
في الوقت ذاته، تتمثل الفرص التي يمكن أن يستفيد منها الأردن في تعزيز دوره كداعم للاستقرار في المنطقة، مما يعزز من مكانته على الصعيد الدولي. كما أن المملكة تسعى جاهدة لتطوير علاقاتها الاقتصادية مع دول جديدة، مما قد يساهم في تقوية الاقتصاد الأردني من خلال استثمارات جديدة في قطاعات متنوعة مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
 
الأردن نموذج دبلوماسي في المنطقة
 
في الختام، يبقى الأردن مثالًا بارزًا للدبلوماسية المتوازنة التي تسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. من خلال سياسته الخارجية الحكيمة، استطاع الأردن أن يكون جسرًا يربط بين مختلف القوى الدولية والإقليمية، ويُظهر قدرة على التأثير الإيجابي في معالجة الأزمات الإقليمية. وفي ظل التحديات التي يواجهها، يظل الأردن محافظًا على دوره كداعم رئيسي للسلام، ويسعى لتحقيق المصالح الوطنية مع الحفاظ على علاقات متميزة مع العالم العربي والدولي.