عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Jun-2019

بعد الغارة على ال T4 بحمص : ‏”إسرائيل” ليست مستعدة لقبول “حزب الله” إيراني آخر في الجنوب السوري

 

انطاكيا – القدس العربي”: - الغارة الإسرائيلية على قاعدة T-4 في حمص هي الهجوم الثاني على الأراضي السورية في غضون أسبوع، في الهجوم الأول، ادعت إسرائيل أنها ترد على إطلاق النار استهدف مرتفعات الجولان المحتلة، ويُذكر هنا أن نظام الأسد يتمتع بالسيطرة الكاملة على جنوب سوريا وليس هناك قوة مؤثرة تتحداه، وتشير التحليلات الإسرائيلية إلى أن هناك قوة وراء قوات النظام، هي التي أطلقت الصاروخ باتجاه منطقة حرمون في الجولان، قد تكون فيلق الحرس الإيراني، أو أحد الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في جنوب سوريا.
‏أما هذه المرة، وفقا لتقديرات صحافية، فكان الهدف هو المصالح الإيرانية. وأشارت تقارير إلى أن القاعدة العسكرية التي كانت مستهدفة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في الماضي، تستخدمها قوات النظام السوري، وكذلك كتيبة الحرس الثوري الإيراني والقوات الجوية الروسية، وأن طائرة شحن إيرانية 747 حطَت بالقاعدة السورية ثلاث مرات في الأيام العشرة الماضية.
‏ووفي هذا السياق، أفاد المعلق السياسي الإسرائيلي في صحيفة “هآرتس” العبرية، عاموس هاريل، أن “فيلق الحرس الثوري الإيراني نقل نشاطه الرئيسي من مطار دمشق الدولي إلى قاعدة أبعد في الوسط السوري، مطار T4، الذي يقع بجوار حمص، وهذا على خلفية الهجمات الإسرائيلية المستمرة، ورأى المحلل الإسرائيلي أنه “في الماضي، استهدفت الهجمات الإسرائيلية شحنات الأسلحة الإيرانية عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان، كما عملت على إحباط تأسيس مركز عسكري للحرس الثوري الإيراني في سوريا، بنشر طائرات من دون طيار وأنظمة دفاع جوي من مواقع أنشأها الإيرانيون لأنفسهم داخل القواعد السورية”.
‏وتشير هذه الحوادث، وفقا لـ”هاريل”، إلى أنه “على الرغم من استعادة الأسد السيطرة على المنطقة، إلا أن المنطقة الحدودية ليست مستقرة تمامًا. ولا تزال القيادة الإسرائيلية تقول إنها لا تستطيع قبول المؤسسة العسكرية الإيرانية في سوريا، ومن وقت لآخر، تدعم الكلمات بالأفعال. ومع ذلك، فإن الاحتكاك بين الجيشين أقل حدة من العام الماضي، ويعزى ذلك جزئياً إلى أن إيران أصبحت أكثر حذراً من السابق، لكن التوتر الأساسي لا يزال قائما”.
‏وقد شهدت مدن وبلدات محافظتي درعا والقنيطرة انتشارا واسعا للأذرُع العسكرية والميلشيات التي رعتها إيران، وأشارت تقديرات إلى وجود المليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني إمّا في قواعد عسكرية تتبع لقوات النظام السوري، أو من خلال تشكيلات خاصة بها معروفة أو مستحدثة، وتنتشر في عموم الجنوب، خصوصا قرب المناطق الحدودية مع الأردن وفلسطين المحتلة.
يتحدث مراقبون عن محاولات إيران لزرع “حزب الله” آخر في الجنوب السوري، ربما أقرب إلى ذراع عسكري لها هناك وقاعدة متقدمة حماية لمصالحها واتقاء لأي استهداف مباشر لها وإلهاء إسرائيل عن التفكير في نقل الصراع إلى ما هو أبعد من الحدود. فإيران عملت بالفعل، على إنشاء كيانات شيعية سورية منظمة استنادا إلى أنموذج “حزب الله”.
‏وربما تدرك إيران، وفقا لتقديرات محللين، أن اللعبة الأهم في هذا السياق هي لعبة الأرض، تحتاج إلى تغلغل في المجتمعات، بالتغلغل الفكري والمذهبي والخدماتي، وتحتاج إلى بناء وجود وتكون جزءًا من الاقتصاد والبنية التحتية المحلية، وهذا الوجود، إضافة إلى لبنان، سيكون نقطة ارتكاز الصراع المقبل.
 
‏وقد كتب “فيليب سميث” الباحث في معهد واشنطن، والمتخصص في الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، أنه “طيلة عقود من الزمن، غيّرت الجماعات المسلحة الشيعية المشهد الاجتماعي والسياسي والعسكري في المنطقة. واعتباراً من عام 2019، تعمل في العراق ولبنان وسوريا أكثر من 100 جماعة وجماعة فرعية شيعية مختلفة، وهي المحركات الرئيسية للنفوذ الإيراني”، وأشار إلى أسلوب التمويه الذي تمارسه إيران للتغطية على أنشطتها وصرف الأنظار عما تؤسس له على الأرض، “غالباً ما تُصوَر أنشطة الميليشيات الشيعية ضمن خطاب أوسع يتمحور حول “القوات الموالية للحكومة”. فحتى إذا اضطلعت هذه الجماعات بأدوار مهيمنة في نزاع ما، وسعت إلى تحقيق أهداف تختلف عن تلك التي وضعتها القوات الحكومية، فلا تزال توصف على أنها أكثر من مجرد عناصر دعم. ويساهم هذا الأمر في أحداث تمويه أكبر للتطورات الإقليمية والإيديولوجية البارزة المرتبطة بالميليشيات وبشبكات المحسوبية الخاصة بها. ولا تزال إيران المحرك الرئيسي للميليشيات الشيعية في الشرق الأوسط وداعمها الأكبر”.
 
‏وربما يراهن الإسرائيليون، من بين رهانات أخرى، على احتمال التباعد بين إيران وروسيا، وهذا يخدم إسرائيل في تكثيف الضغط على إيران منعا لأي تمركز في الجنوب السوري، اعترف به الباحث “فيليب سميث”، بقوله بانه وبالرغم من انه يجري الحديث عن توترات بين روسيا وإيران داخل سوريا، إلا أن الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران في سوريا تتجاوز مثل هذه الخلافات، خاصة أن روسيا لا تزال تعتمد على القوات الإيرانية في السيطرة على الأراضي وتوفير القوى البشرية لقوات النظام السوري، وبالتالي، يبدو الرهان الإسرائيلي على الانفصال الروسي الإيراني في سوريا خاسر، ويبقى خيار تل أبيب استهداف التمركز العسكري الإيراني في سوريا بالقصف والضربات والعمل على منع أي تحرك لإنشاء “حزب الله” آخر في الجنوب السوري.