عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jan-2019

• ما الذي تغير فينا ؟.*عصام قضماني

 الراي-كنا فتية صغارا، كانت زيارة دور السينما تقليدا اسبوعيا للعائلات كل يوم خميس أو جمعة، يتأهب له الشباب بأبهى حلة والفتيات بزينتهن الكاملة، كنا نذهب الى متنزة جبل اللويبدة، ونرتاد الحفلات التي تقام في الميادين العامة، كانت الموسيقى لا تهدأ في الأسواق، وكنا نستمتع برؤية الشباب والفتيات في شوارع وسط البلد واسواقها , وكأنهم يتبارون في حلبة لعروض الجمال، والقيافة والأناقة .

 
كنا نحمل معنا عدة المشاوي، نتفيأ أشجار الرصيفة وطريق الجامعة وأشجار اللوز في الجبيهة ونبتعد كثيرا نحو متنزهات زي .كل عائلات عمان هناك .
 
كنا نصعد بين الصخور وأشواك النباتات البرية الى قمة جبل القلعة نراقب وسط البلد ونتنقل بين الأثار، ولو توفر لنا واسطة للنقل نذهب بعيدا الى جرش، وعلى الطريق نتوقف عند بسطات الرمان والليمون والبرتقال والكرز بألوانه وأنواعه.
 
ما الذي تغير، حتى نضيّق على أنفسنا , ونحرم ما هو حلال ونحلل ما هو حرام، نكدس كل أسباب التعقيد والإنطواء والإنغلاق بعضها فوق بعض، ونفتش عن أي سبب نشرع به إنغلاقنا وتقوقعنا .
 
ما الذي حدث، لننزل من عاصمة كادت أن تكون منارة للفن والثقافة والإنفتاح الى مدينة ينأى أهلها بأنفسهم عن كل متع الحياة، فينبذون الفن والشعر والموسيقى أكثر مما فعلت أوروبا في عصورها المظلمة عندما كانت قرطبة مدينة للحياة والعلم والفن تحت لواء الدين .
 
كنا ننتظر إن أطلت علينا الصحافة ولو بإشاعة أن عبدالحليم سيحيي حفلا في عمان أو أن أم كلثوم ستزورنا ذات صيف , ونتحضر لفيلم جديد لشادية أو فاتن حمامة قيل أن سينما الخيام في طلوع اللويبدة ستعرضه.
 
أصبحنا اليوم نهجم بشراسة على حفل قرر أن يقيمه مطرب عربي أو عالمي، ونشتم بأشد العبارات عارضة أزياء أو مغنية أجنبية قررت أن تغني على مسرح جرش أو على عتبات المدرج الروماني أو في جبل القلعة .
 
تخيلوا في السعودية حفلات موسيقية وعرض»أوبرا» ودور سينما في الطريق كل أسبوع .
 
في السعودية , تملأ الفضائيات إعلانات لمواقع سياحية وبرامج ترفيه في المملكة وتختتم بعبارة « لا تسافر « .
 
في السعودية برامج مكثفة لمواقع سياحية في الجزيرة العربية لم نرها من قبل
 
في السعودية حملة لتحفيز السياحة وأبواب تفتح للأجانب.
 
السعوديون لا يرغبون بمغادرة البلاد لأن كل ما كان يحفزهم على السفر بين أيديهم وها هم يوفرون الكثير من إنفاقهم على السياحة الخارجية وتبلغ نحو 24 مليار ريال وفق التقديرات.
 
في السعودية خطط لإنشاء مدن ترفيه عملاقة على ساحل البحر الأحمر، إضافة لمشاريع المسارح والمهرجانات الفنية والثقافية في مدن السعودية الكبرى.
 
ما الذي تغير فينا ؟.