عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Feb-2019

عمیرة: تحدید أولویات الحیاة بوصلة الإنسان لمجابهة التحدیات

 

 
مدرب متخصص بالیوغا والتطویر الذاتي یلھم الفرد لكیفیة اكتشاف القدرات
 
إسراء الردایدة
عمان–الغد-  السیطرة على الانفعالات.. والتخلص من التوتر لیسا بالأمر السھل، فزخم ونمط الحیاة
السریع یسحبان جمیع قوى الفرد الداخلیة ویتركانھ منھكا، وبین محاولة تحدید الأولویات في الحیاة والتركیز علیھا یذھب الوقت سدى، ویصاب الفرد بالإحباط بسبب التركیز الموزع ھنا وھناك.
وفي الوقت الذي یفقد بھ المرء بوصلتھ حول تحدید الأولویات، یأتي دور المدرب ”المتخصص بالیوغا والتطویر والتمكین الذاتي“ صلاح عمیرة، في مد ید العون لمن ھم بحاجة لذلك، لإدارة البوصلة في تحدید الأولویات واستعادة السیطرة على حیاتھ وإدارتھا، كما یرید رغم الظروف الصعبة. وفي لقاء مع ”الغد“، قال المدرب عمیرة ”إن الفرد حتى یغدو مؤثرا ویكتشف قدراتھ..
یلزمھ التركیز على ثلاثة أمور یحددھا ھو بذاتھ وفقا لأھمیتھا، بدلا من تشتتھ في المجالات وعلى الأصعدة كافة“.
ویضیف ”ینبغي أن یطلق العنان لاستخدام الفرد طاقاتھ كما یجب، وعلیھ یصل لما یریده، ویصبح نسخة أفضل مما ھي علیھ بعد حین، فتطویر الذات أمر حیوي للفرد، وأساسي كي یكون ناجحا وقادرا على مجابھة تحدیات الحیاة“.
التطویر وتحسین الأداء
یوضح عمیرة أن الحیاة تتضمن نتائج أو أعذارا، فمن یرید تحقیق أمر ما، سیعمل من أجلھ، ومن یختلق أعذارا وبشكل دائم لن یصل لأي مكان.
یستھدف عمیرة في ورش عملھ واستشاراتھ فئة الشباب الصاعد بین ”25 و39 ”عاما، الذین یشقون طریقھم في الحیاة وسوق العمل، الریادیین وأصحاب المشاریع، أولئك الذین یملكون طموحا وھم مستعدون للعمل بكل جد، ولكنھم لم یجدوا الأدوات الصحیحة التي تسھل مھمتھم وتمنحھم قوة دفع كبیرة للانطلاق.
النجاح في الحیاة، وفق عمیرة، مرتبط ببناء علاقات ناجحة، ویتطلب من الفرد أن یكون موجودا فیھا، حاضرا بكل كیانھ، كتأكید منھ على أھمیتھا لھ وھذا مرتبط بالأولویات التي یحددھا، والتي تنعكس على قدرة الفرد على إدارة وقتھ وتنظیمھ، فالناجح یدرك ماذا یفعل كل یوم، ویمنح كل شيء وقتھ اللازم.
ویضیف ”ففقدان التركیز فیما نفعلھ یقلل من الإنتاجیة ویضعف تحقیق الإنجاز، وبالتالي یتولد الشعور بغیاب الرضا الذي یسلب السعادة من الفرد ویتركھ محبطا، إذا ما الحل؟“.
یجیب عمیرة ”عندما ننشغل بأمور مختلفة، فإننا نفقد الوقت الذي كان مقدرا للإنجاز، ونخلق أعذارا مختلفة منھا: الخروج مع الأصدقاء، إضاعة الوقت بالألعاب، التخلف عن الوعود وغیرھا، وكأنھا إبر تخدیر نستخدمھا للتخفیف من حدة ووطأة الشعور بعدم الرضا والإحباط، فالانغماس بأمور صغیرة تجلب متعة لحظیة، وما ھي إلا إنجاز ”كاذب“ یفقد قیمتھ بعد فترة قصیرة، لیكشف مرارة الفشل وقیمة الوقت الذي أضعناه“.
الیوغا.. مساحة للاسترخاء للاسترخاء واستعادة واستعادة الصفاء الذھني ولتحقیق نتیجة، یؤكد عمیرة ضرورة التركیز على ما نرید تحقیقھ أولا والعمل من أجلھ، فالبعض یسیطر الخوف على تفكیره، ویشتت انتباھھ، وھنا على الفرد أن یحاول اختیار موضوع تركیزه، ویقیم أھمیة ھذا الموضوع من خلال ما یریده والذي ینعكس على تصرفاتھ كنوع من الاعتیاد، وإن أراد عكس ھذا، فسیعتاد الأمر ویتحول سلوكھ لـ“اللاوعي“، ونتیجة تلقائیة تمارس بدون تفكیر.
ویلفت عمیرة الى أن قرار الفرد، والاقتناع بخیاراتھ الخاصة ھما اللذان یقرران الاتجاه الذي سیسیر بھ في حیاتھ، ففھم كل شيء لا یلزم ولا یعني أن الأمور یجب أن تكون معقدة وصعبة، حتى تكون جدیرة بالاھتمام وصحیحة، ففي معظم الحالات الحس السلیم والبساطة ھما أقصر المسارات لتحقیق الأھداف.
كما تلعب البیئة التي تحیط بالفرد، بحسب عمیرة، دورا في تحقیق الأھداف، فمن أراد بلوغ شيء علیھ أن یحیط نفسھ بمن یحفزه على ھذا، فالسلبیون یمتصون الطاقة ویؤثرون في سلوك الفرد، والإیجابیون ومحبو النجاح یلھمون الآخر لمواصلة طریقھ.
الیوغا والتنفس بطریقة صحیحة
أن نحصل على حیاة متوازنة لیس بالأمر السھل، وفي ظل الضغوطات الیومیة یفقد الفرد تركیزه، ویصاب بالخیبات أحیانا نتیجة التوتر والخوف وكثیر من الأمور، التي یمكن مجابھتھا خلال ممارسة الیوغا التي تمنح صفاء الذھن، بحسب عمیرة.
خبرة عمیرة كمدرب للیوغا، تنطوي على تنظیم التنفس واستعادة التوازن والصفاء الذھني، وھي تمرین یجمع بین حركات الجسم والتنفس والتأمل، بدءا من عملیة التنفس ومن ثم تحریك الجسد وتصفیة الذھن لاستعادة الھدوء والاسترخاء.
ویمكن لأي فرد ممارسة الیوغا التي یوصي بھا عمیرة لمن یعاني من التفكیر الزائد، لتشحذه بالطاقة والسكینة والھدوء، فھي تنظم عملیة التنفس الصحیحة التي تخلص الجسم من التوتر، وأیضا توفر الاستطالة للعضلات وتمرنھا بدلا من شدھا.
ویلمس الفرد النتیجة من خلال الجلسة الأولى فیما یتعلق بالراحة ویحقق تحسنا ملحوظا بعد 4-5 حصص، فیما یتعلق بالانسجام والتوازن والتركیز الذھني الأكبر.
ویوضح عمیرة أن التنفس بطریقة صحیحة یقلل من التوتر، وللوصول لحالة من الاسترخاء وصفاء الذھن یجب أن یكون التنفس من منطقة البطن، وھو ما یعرف بـ“التنفس الحجابي“ الذي یعزز الدورة الدمویة وإرسال الأكسجین للدماغ، وتحرر الناقلات العصبیة وإطلاق ھرمون الاتدروفین الذي یمنح الشعور بالسعادة.
ویتابع ”یكون مفیدا خاصة حین نكون في حالة توتر، ومع أخذ نفس عمیق وبأریحیة نشعر بقلیل من الراحة؛ إذ یعمل التنفس ببطء وعمق على تمدید الحجاب الحاجز، الذي یشكل مجموعة من العضلات المتینة تحت الرئتین تتحرك نحو الأسفل من أجل المساعدة على إدخال الھواء الغني بالأكسجین، وتتحرك نحو الأعلى من أجل المساعدة على طرد ثاني أكسید الكربون“.
كیف تتنفس بطریقة صحیحة؟
ھناك تنفس صدري وتنفس بطني، بحسب عمیرة، والبطني ھو الأصح، أو ما یعرف بالتنفس الحجابي، ویكون بإخراج الھواء من سقف الحلق، وھي طریقة فعالة وفاعلة عبر استنشاق الھواء ببطء من الجزء السفلي للبطن لثوان عدة، ومن ثم إطلاق النفس مرة أخرى بعد ثوان أیضا، وعبر تطبیقھ لبضع دقائق؛ یتم التخلص من التوتر واستعادة الھدوء ویتیح للدم التدفق إلى العضلات ویحملھا بالطاقة.
والقرار دائما بید الفرد، فلا یمكن التوقف عن القلق، ولكن یمكن التفكیر بطریقة مختلفة، لتجاوز كل شيء، فالملل یخلقھ الفرد ذاتھ، من خلال سعیھ لیكون شخصا أفضل ساعیا وراء طموحھ وأحلامھ التي یحدھا الخوف أحیانا وراء جدران تبقیھ محصورا بھا، لذا فإن كسرھا یحتاج إلى إرادة للتغییر والوقوف والثبات.