عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jun-2019

موقف ثابت - كمال زكارنة

 

الدستور - كانت فرصة رائعة للسياسي الناشئ جاريد كوشنير مبعوث ومستشار وصهر الرئيس الامريكي دونالد ترامب ومهندس صفقة القرن، زيارته الاخيرة لعمان ولقاءه مع جلالة الملك عبدالله الثاني، ومن المفروض ان يكون حصل على فائدة كبيرة جدا وتعلم درسا مفيدا في السياسة والجغرافيا الخاصة بمنطقة الشرق الاوسط، التي يجهلها تماما كما يبدو من طروحاته ومقترحاته وافكاره.
وسمع كوشنير من جلالة الملك نفس الكلام والمواقف التي سمعها قبل ثلاث سنوات، في اول لقاء لجلالته مع الادارة الامريكية الجديدة آنذاك، وتكررت الزيارات واللقاءات والاتصالات بين جلالته والرئيس ترامب واركان الادارة الامريكية واعضاء الكونغرس وكبار المسؤولين الاميركيين، وتكررت معها نفس المواقف والثوابت الاردنية من القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وفي كل مرة ومناسبة وآخرها في اللقاء الاخير مع كوشنير، أكد جلالة الملك ضرورة تكثيف جميع الجهود لتحقيق السلام الشامل والدائم على أساس حل الدولتين، الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية، هذه المسّلمة والمبدأ والاساس، التي تشكل الارضية الصلبة لمواقف جلالة الملك، التي لا تتغير ولا تتبدل، ويفترض ان يكون المبعوث الامريكي قد فهم الرسالة الملكية بوضوحها وتفاصيلها، وان يجمع قصاصاته المتعلقة بصفقة القرن كما يسمونها، ويتلفها او يضعها جانبا وان لا يضيّع مزيدا من الوقت والجهد عبثا، فهو من جانب، يتحدث عن صفقة لا تعني غير الاحتلال الصهيوني في فلسطين المغتصبة، ولا تلامس المبادئ الاساسية للحلول المطلوبة، ولا تستجيب للحدود الدنيا من الحقوق والمطالب العربية والفلسطينية، فوجد نفسه في واد سحيق بعيد كل البعد عن المنطق السليم والطرح الواقعي والافكار المعقولة والمقبولة لحل الصراع، واذا اراد ان يصنع مستقلا سياسيا لنفسه، عليه ان يتفهم ويفهم جيدا كل كلمة سمعها من جلالة الملك بعد اصغاء جيد، وان يعمل بها، كي ينجح في مهته، والا، فان الفشل والرفض سوف يكونان حليفيه الدائمين.
موقف جلالة الملك الحازم والصارم والحاسم، يجب ان يكون نبراسا عربيا جامعا وشاملا، تبنى عليه مواقف جميع القادة العرب، لتشكل الصخرة المنيعة التي تصطدم بها وترتد جميع المؤامرات والمشاريع والمحاولات الهادفة للالتفاف على الحقوق والقضية الفلسطينية، الى نحور اصحابها.
تعي سلطات الاحتلال والادارة الامريكية، ان الموقف الاردني وبالتحديد موقف جلالة الملك، من كل الافكار والطروحات، التي يجري الحديث عنها والتسويق لها، الخاصة بحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، مفصليا ومهما ومحوريا ومركزيا، وهو الاكثر تأثيرا الى جانب الموقف الفلسطيني، ولذلك نجد التركيز والضغوط تتجه صوب الاردن، لكن جلالة الملك يسطر ملحمة حقيقية في الثبات على المواقف والمبادئ الراسخة التي لا تتزعزع ولا تتزحزح قيد انملة.
 الاردن وفلسطين قالاها بوضوح، الطريق السالك والمفتوح والسهل والاقصر، لانهاء الصراع في المنطقة، مبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، ولا توجد اية حاجة لصفقات ولا مبادرات ولا مشاريع جديدة.