عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Sep-2025

خنزوانة نتنياهو*رمزي الغزوي

 الدستور

إذا كانت الإمبراطوريات العظمى ذات الجذور والبذور، والتي لا يغيب عن أرضها قرص الشمس، قد ماتت وتموت بالتخمة والبدانة والشراهة، كما أشار إلى ذلك نابليون، فلا بد إذن للكيانات المارقة العدوانية والعقد السرطانية الغاشمة أن تضمحل وتتلاشى بجرثومة طغيانها وسمومها وغطرستها، حتى وإن علت في تكبرها وتجبرها، فإنها لن تخرق الأرض، ولن تبلغ الجبال طولاً. ولن تقلب الباطل حقاً. والعدو الإسرائيلي بكيانه المصطنع لا يبتعد عن هذا الوصف الذي يتمثل أبشع تتجلٍ له في حربه البربرية على قطاع غزة تحت بصر وسمع العالم. 
 
قيل قديما إن العرب لا يصلح لها إلا ما يصلح للإبل، فقد أفادوا منها وتعلموا بقدر ما خدمتهم في طعامهم وتنقلاتهم، فكثير من الأشياء التي تخص الإبل سحبت ونقلت إلى بني الإنسان، فالجمل تصيبه النعرة، وهي ذبابة زرقاء نشيطة تعضه وتجعله من شدة الألم يرفع رأسه كالمتكبر، وأنتم ترون معي، أن تلك النعرة كثيراً ما تضرب الدول والكيانات المارقة منها. 
 
وأحيانا تدخل في أنف الجمل حشرة تسمى «الخنزوانة»، تجعله من وجعه يشمخ بأنفه عالياً، وكأنه يتيهه كبراً وتعجرفاً، ولذلك قالت العرب عن المتكبر، بأن في أنفه خنزوانة، وفي رأسه نعرة‍‍.
 
يبدو أن سربا من النعرات يستطون الآن رأس المارق نيتنياهو، فإسرائيل منذ تسرطنها في أجسادنا، ودخل في أنفها آلاف الخنزوانات، فصعّرت خدها ليس علينا فقط، بل على العالم، وكأن ما من كيان طارئ عابر قد شاط وتطاول في العلو والطغيان ودامت له الدولة. فالوهم الزائف لحضارة القوة لن يتغلب على قوة الحضارة.
 
إسرائيل اليوم تبدو في صورة الوحش الذي يخاف ظله. تضرب في كل اتجاه، لا لتؤمّن نفسها، بل لتسكت الصوت الداخلي الذي يهمس لها: أنت عابرة، مهما سفكت من دم. من غزة إلى الضفة، من لبنان إلى سوريا، من قطر إلى تونس، تسابق نفسها في إعلان العنف كأنه إنجاز. تستعرض قبحها أمام العالم، متوهمة أن الرعب سيصنع لها خلودا. 
 
من قبلها تجبر النمرود تكبير وعتا وعلا في الأرض، فكانت نهايته مفجعة وتليق به بعد أن دخلت في رأسه تلك الخنزوانة، جعلت ألمه لا يهدأ عليه إلا إذا ضُرب.