عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Jun-2019

«فركش»....!! - عوني الداوود

 

الدستور - يبدو أن ترتيبات (صفقة القرن) حتى الآن لم تأت كما خطّط لها... جولات وصولات كوشنر في المنطقة لترتيبات صفقة ما بعد رمضان والتحضير لمؤتمر البحرين، ثم «كركبة» الأوضاع في منطقة الخليج ودق طبول الحرب... كل ذلك ( فركش) بعد أن أعلن عن حل الكنيست الاسرائيلي واجراء انتخابات جديدة 17 ايلول المقبل، بعد فشل نتنياهو بتشكيل حكومة في سابقة هي الأولى ربما عند الاسرائيليين. 
كل شيء تم تخطيطه من أجل فوز نتنياهو، وبذل «الصديق ترامب « ما لم يبذله غيره ممن سبقوه من رؤساء أميركيين من الحزبين كانوا حلفاء أيضا لاسرائيل، لكن هذا «الترامب « كان أكثر اخلاصا لاسرائيل التي أوصلته «لوبياتها» في امريكا لكرسي الرئاسة، فنفّذ كل وعوده بدءا من نقل السفارة الامريكية الى القدس، ثم اعلان اعترافه بضم اسرائيل للجولان، وكان مستعدا لاعلان اعترافه بضمّ الضفة لاسرائيل، واعلان الدولة اليهودية، وخطّط مع مستشاريه لصفقة القرن، وطي القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها الى الأبد... من الغاء لملف اللاجئين وشطب لوكالة «الاونروا «.. ولكن عوامل عدة أفشلت كل شيء.. كان أولها الموقف الأردني الصلب في مواجهة كل ما يحاك ضد القضية الفلسطينية، بدءا من مواجهة قرار نقل السفارة الأمريكية الى القدس، والتحرك الأردني بقيادة جلالة الملك ، عربيا واسلاميا ودوليا، وحشد موقف مضاد لكل تلك المخططات. 
..وآخرها اللاءات الثلاث المدوية التي أكد فيها الأردن موقفه المؤكد للعالم أجمع، أنه لم ولن يكون يوما إلّا نصيرا ومدافعا عن قضية العالمين العربي والاسلامي الأولى و المركزية، ألا وهي القضية الفلسطينية . 
سيناريو أحداث الواقع في رمضان (فركش) كل برنامج وسيناريو «ما بعد العيد»... فروسيا والصين اعتذرتا عن حضور مؤتمر المنامة.. ثم اعتذرت الامم المتحدة عن المشاركة.. ودخلت اسرائيل في فراغ سياسي بعد فشل نتنياهو بتشكيل حكومة واعلان حل الكنيست واجراء انتخابات اسرائيلية ايلول المقبل.. وحتى ذلك الحين، سيكون ترامب الذي سيعلن ترشحه مرة أخرى للرئاسة الامريكية منتصف حزيران الحالي منشغلا بهمومه ووضعه الانتخابي... ولذلك يبدو أن الأمور لم تأتِ على هوى مخططيها. 
الموقف الاردني الصلب بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني نجح في قراءة المشهد، وواجه التحديات بصلابة الموقف وثباته، وبجبهة داخلية موحدة خلف القيادة الحكيمة.. ثم اتصالات وجولات ومباحثات مع القادة العرب، وقادة العالم، نجح من خلالها الأردن بإعادة القضية الفلسطينية للمشهد من جديد كأولوية، وكقضية مركزية للعرب والمسلمين، فكانت كلمات جلالة الملك في قمتي مكة ( العربية - والاسلامية ) بارزة في البيان الختامي للقمتين مؤكدة بأن القضية الفلسطينية أولوية، وبإعادة توجيه البوصلة نحو القدس، وأن لا مساس بالوصاية الهاشمية، وضرورة استمرار دعم «الاونروا» بما تحمله من رمزية الابقاء على ملف اللاجئين. 
«فركشة» المخططات المدبّرة لهذه المنطقة، ولهذه الأمة لا تعني أن الطرف الآخر ألقى سلاحه... ولكنها تؤكد أن القضية الفلسطينية قادرة على توحيدنا مرة أخرى في مواجهة الأعاصير مهما كانت شدّتها.