يلاحظ في إسرائيل الآن وفي خارجها أيضاً أن هناك خوفاً يهودياً معلناً على المستقبل الإسرائيلي رغم مرور أكثر من 72 عاماً على إعلان قيام الدولة اليهودية في فلسطين..

 

فإسرائيل حتى الآن هي بلا حدود ثابتة وبلا عاصمة مستقرة ولم يعترف بها الشعب العربي الفلسطيني والشعوب العربية وكثير من شعوب العالم..

 

تؤكد ذلك صحف إسرائيلية ومنها هآرتس التي كشفت وفي استطلاع لها أن 50% من الإسرائيليين مرتعبون من المستقبل وأن 70% يتوقعون هجوماً عسكرياً مباغتاً لا يعرفون من أين يجيء كما أن هناك 70% فقدوا الثقة بقيادتهم وأن 37% يفضلون الهجرة للخارج، وأن 70% انعدمت ثقتهم بصورة إسرائيل السياسية والأمنية ووزنها السياسي عالمياً..

 

وعزا استطلاع إسرائيلي لصحفية هآرتس كل هذا التقهقر في الدولة العبرية إلى "التحجر" في السياسة الإسرائيلية والذي سيذهب بها عندما أصبح الاتحاد السوفياتي ليس سوفياتياً، وكذلك تلك الهوة الواسعة بين يهود الداخل والخارج وكل ذلك يشير إلى فشل المشروع الصهيوني كاملاً في تحقيق هدفه وهو إقامة وطن قومي آمن للشعب اليهودي كما كان يردد هيرتسل ورفاقه..

 

كشف كل هذا التردي للكيان الإسرائيلي المفكر اليهودي الأميركي نعوم تشومسكي الذي وصف إسرائيل بأنها تسير ضمن سياسة لا منطقية ومدمرة للذات.. فالبرنامج السياسي لحزب الليكود يرفض قيام "دولة للعرب" غربي نهر الأردن..!

 

ووصف تشومسكي عقلية "حكام إسرائيل" بأنها شبيهة لعقلية حكام جنوب أفريقيا قبل مجيء نلسون منديلا.. فقد راهنوا بأن أميركا ستكون معهم ولن تخذلهم، مشيراً تشومسكي بأن جميع الجرائم التي ارتكبها الإسرائيليون في قطاع غزة جاءت بايحاء أميركي.. فواشنطن تنظر إلى إسرائيل بأنها ذراعها العسكرية للحفاظ على المصالح العسكرية في الشرق الأوسط .. ودعا تشومسكي إلى مقاطعة إسرائيل كما فعل مع النظام العنصري في جنوب افريقيا..!

 

وذكر تشومسكي بأن العديد من المثقفين والنشطاء الاوروبيين ومنهم يهود قدموا مذكرة وقع عليها أكثر من ثلاثة آلاف أوروبي ومنهم يهود حذروا فيها من الدعم المنهجي الأوروبي لإسرائيل ..!