عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Mar-2020

أنا صهيوني.. وهذه المرة سأصوت للقائمة المشتركة - يونتان ديكل

 

هآرتس
 
أحد الكليشيهات المحببة علي هو افتتاحية فيلم، حيث يوجد شخص في وضع غريب وهو يسبح، ربما يكون مكبل في قبو للتعذيب – عندها الموسيقا توقفت فجأة وسمعت نداءات “نعم، هذا أنا. أنتم بالتأكيد تسألون انفسكم، كيف وصلت الى هذا الوضع. هكذا…”. موسيقا ونعود الى الخلف لنشرح ماذا حدث. هذا الوضع حدث لي قبل اسبوع عندما دخلت لاجراء لقاء عفوي في مقر القائمة المشتركة، وقلت لهم بصوت هادر: “اسمعوا، أنا في طريقي الى خدمة الاحتياط الآن، ولكن اعرفوا أنني للمرة الاولى أفكر بالتصويت لكم، وحسب رأيي أنا لست الوحيد في ذلك. هكذا، اخذوا فكرة لفيلم قصير”.
لقد كانوا لطفاء، اصغر مني بعقد، غير معتادين على أن يقتح أحد مكاتبهم، على الأقل ليس من اجل أن يقدم لهم الافكار. لقد استمعوا لي وأنا أردد بتلعثم سيناريو قصير، وأتوقف كل بضع ثوان واهتم بالاشارة الى “انظروا، أنا صهيوني. عدد من اعضاء الكنيست لديكم يقولون أمور مخيفة. لقد ارتكبنا اخطاء، لكن كانت هناك كارثة”. مثل كاريكاتير شخص متزوج يحرص على القول لعشيقته كم هو يحب زوجته.
بعد اسبوع على ذلك، الفيلم القصير نشر، ولم أرغب في نشره باسمي. أن أكون وراء الكواليس اشعرني بأن ذلك خطوة مرضية في هذه المرحلة. اذا كان هذا سيساعد في تحقيق الهدف، فهذا جيد. ولكن أن اكون في المقدمة، هذا مخيف جدا بالنسبة لي.
فقط بعد 24 ساعة على ذلك استجمعت قوتي، ليس فقط بسبب الاعجابات والمشاركات، وتوقفت عن الخوف عندما بدأت تصلني بيانات من اصدقائي، بمن فيهم المجموعة التي خفت منها كثيرا – اصدقائي اليهود، محبي دولة اسرائيل، الذين عدد منهم سيستمرون في تأدية خدمة الاحتياط (طالما يستمرون في استدعائنا). اعلانات بصيغة “هذا ما افكر فيه منذ زمن، لكن باختصار أنا لم أتجرأ على قول ذلك”، “لقد جعلتني أفكر”، “في اعقاب الفيلم القصير، أنا للمرة الاولى أقوم بمحادثة جدية مع محيطي” وهكذا دواليك.
اذا كان هذا هو الوضع، وهذا سيساعد في جلب الاصوات، أنا سأستجمع الشجاعة وسأشارك في ذلك ايضا هنا. وآمل أن يكون ذلك معضلة تمس المزيد من الاشخاص. أنا اشعر بأن الوضع عالق، وبصورة شخصية، سئمت من الاعتذار والقول بأن التجربة الصهيونية ما تزال تثيرني الى درجة البكاء، لكن في المقابل، الشراكة بين العرب واليهود هي الأمل الوحيد بالنسبة لها. لقد سئمت من تجاهل أنني منذ فترة طويلة لا أجد بيت سياسي لدى الممثلين الذين يتقوقعون اليوم، الامر الذي اوضحه لي تواصل الجولات الانتخابية بصورة سريعة. كنت بحاجة الى التغيير. وفي هذه المرة، لاول مرة، سيتم التعبير عنه في صناديق الاقتراع.
عندما ستضعون الورقة في المغلف ويدكم ترتجف، توقفوا للحظة واملأوا لانفسكم وللتاريخ الذي يتطلع اليكم: “نعم، هذا أنا. أنتم بالتأكيد تسألون كيف وصلت الى هذا الوضع. هذا جيد…”.