عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Mar-2020

«الدُّستور»... الشَّمعةُ الرّابعـةُ والخَمسُونَ - مصطفى الريالات
 
الدستور- في ظرف استثنائيٍّ يلفُّ العالمَ أجمع، تُضيء «الدستور» اليومَ شمعتَها الرابعةَ والخمسينَ، واقفةً بحزمٍ خلفَ الوطنِ وخلفَ القائدِ الهاشميّ جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله، حارس وحامي الوطن، الذي قادَ سفينةَ الوطن دومًا إلى برِّ الأمان في أصعبِ الظروف وأحلكها. واليومَ يقودُ جلالةُ الملك الوطنَ في معركته ضدّ وباءِ «كورونا»، قيادةٌ شهدَ لها العالمُ أجمع، وأصبحت مضربًا للمثلِ. 
 
بدايةٌ مشرقةٌ وُلِدت من رَحِمِ توأمٍ تاريخيٍّ صامدٍ، هي «الدستور» اليومَ وغدًا. بداياتٌ سطَّرنا بها الإنجازَ والعطاءَ، ولا نزالُ حتى هذا اليوم نُسطِّرُ أجملَ الملاحمِ الفكريّة وأعمقَها أثرًا في عيدِ اتحادِنا الرابعِ والخمسين، وصوتُ «دستورنا» اليوم: "كم يكبر قلبُ الإنسان فداءً لهذا الوطن"، إنه يتدبرُ نبضًا أكبر كي يُحارب «الكورونا». 
 
اليوم، الثامنُ والعشرونَ من آذار، ميلادٌ متجدّدٌ لجريدةِ الدستور العَريقة، أُمُّ هذا الوطن، ملامحُ وجهِ هذا الوطنِ وعَيناه. في هذا اليوم نُجدِّد العهدَ والصّمودَ في وقفةِ عزٍّ والتحامٍ لمحاربة السيدةِ القبيحةِ «كورونا». ليكنْ يومُنا هذا، هو يومُ البيعةِ من أجل الوطن، شعبه ومليكه، جنده وأرضه. 
 
الرابعُ والخمسونَ نُسطِّره بوعيٍ واتحادٍ كبيرينِ بينَ الوطن والمواطن، يدًا بيدٍ نحاربُ بصمودنا خبثَ هذا الفيروس فنشفَى ويُشافى بالإرادةِ الواعيةِ وطنُنا العزيز. الرابعُ والخمسونَ هو عهدُ "الدستور" أنَّ البدايةَ هي شعبٌ ووطنٌ، وكلُّنا على العهدِ ماضون.  
 
بالأمس كان شعارُ المسؤوليةِ الكبيرةِ الذي حَمَلناه: أنا أتعهدُ، أنا ألتزمُ، لا تستهترْ. كي يبقى الأردنُّ معافًى وسليمًا. واليوم عندما نُضيء شمعةً «الدستور» الوقّادةَ دائمًا نرفعُ الشِّعار المقدّسَ: أنا لأجلِ الوطنِ، ليسلمَ الوطنُ دائمًا. 
 
  «الدستورُ» كانت وسَتبقى كلمةَ كُلِّ الأردنيين، وصوتَ كلِّ مواطنٍ على ترابِ هذا الوطن، وهي قلبُ الأردنِّ النابضُ حينما تَئِنُّ إربد.. إربد التي نامَ على أكتافِها أسودُ اليرموك. إربد الشمّاءُ الشّهباء، إربد الحرّاءُ والوشمُ والخرزاتُ.. لن نخلفَ بكِ العهدَ والأنفاسُ تتصلُ. 
 
أربعةٌ وخمسونَ عامًا قد مضتْ على ميلادِ جريدةِ الدستورِ الأردنيّة، نُجدِّدُ بها اليوم موقفَنا ونؤكّدُ بأنَّ ثقتنا بمليكنا وجيشنا وحكومتنا وشعبنا راسخةٌ صلبةٌ لا يشوبها تردّدٌ ولا يَعتَريها شكٌّ لنبقى مُستظلينَ بظلِّها عيداً بعد عيدٍ ظافرينَ شامخينَ رافعِي رؤوسِنا عنانَ السّماء، داعينَ المولى عزّ وجلّ بأنْ يحفظَ أُردننا من كلّ مكروهٍ وأنْ تظلَّ قيادتُنا تاجًا عاليًا فوق الرؤوسِ والهِمَم.
 
ستظلُّ «الدستور» على الدّوام أرشيفَ الوطنِ، ومُستودعَ أحداثِهِ وإنجازاتِهِ، تُسجِّلُ بكلِّ مهنيّةٍ وحرفيّةٍ يَومياتِ هذا الوطنِ الغالي، وأحداثَ العالمِ المفصليّةِ، تُنيرُ بأقلامِ كُتّابها وتَقاريرها وتَحليلاتها ما يَدلَهمُّ من خطوبٍ، وتحملُ مشاعلَ النّور؛ لتُضيء زوايا مظلمةً هنا أو هناك، تؤشِّر إلى مَكامنِ الخللِ والتقصيرِ، وتُبرزُ إنجازاتِ ونجاحاتِ المُخلصينَ من أبناءِ وَطننا العَزيز.
 
في كلِّ زاويةٍ من صفحاتِها الورقيّةِ، أو عَبر موقعِها الإلكترونيّ، أو عَبر صفحاتِها على منصّات التواصلِ الاجتماعي، نلمسُ أصالةَ الأردنِّ وعَبَق تاريخِه المَجيدِ، وفي نفسِ الوقتِ نُحلّقُ معها في فضاءاتِ التكنولوجيا الحَديثةِ.
 
سَتبقى «الدستور» دائمًا ذاكرةَ الوَطنِ، ومع الوَطنِ، نِبراسًا للحريّةِ المَسؤولةِ، ومَنارةً للعَملِ الصّحفيِّ المُبدعِ.