عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Dec-2019

«خلص بكفّي» تحكي حال وطن ومواطن - نيفين عبدالهادي

 

الدستور- يمنح جلالة الملك لحناجرنا أصواتا، ويحكي بلسان كل مواطنة ومواطن، مسلّطا الضوء ليس فقط على الإحتياجات، إنما أيضا على ما تحكيه أفكارنا، بتعابير غالبا ما تكون صامتة، لكنه الملك الذي يسمع ويرى كل صغيرة وكبيرة تخص المواطنين، وقضاياهم.
عندما يقول جلالة الملك «خلص بكفّي» هي جملة تختصر حالة وطن ومواطن، ودراسات وأبحاث، يسعى كثيرون من خلالها للحديث بصوت الشارع، ليأتي جلالته متحدثا بصوت المواطن، ومعبّرا بجملة تكاد تحمل من عبقرية الوصف أعلى مفاهيمه، كونها شكّلت عنوانا لكل ما يدور في ذهن المواطنين، وقلوبهم وأفكارهم، ليؤكد جلالته من جديد أنه الأقدر على سماع صوت المواطنين وإن لم تنطق حناجرهم بما يجول بأذهانهم، والأقدر على الشعور بقضاياهم وحالهم.
الملك في لقائه أمس الأول، في الديوان الملكي الهاشمي وجهاء وممثلي أبناء وبنات عشائر بئر السبع، ضمن سلسلة لقاءات «مجلس بسمان»، وفي سياق حديثه عن ضرورة التخفيف على المواطنين، شدد على أن «الهدف هو التخفيف على المواطنين، وأنه لن يكون هنالك زيادة على الضرائب، قائلا جلالته «خلص بكفي، بدنا نخفف عليكم جميعا»، نعم سيدي «خلص بكفّي» بهذا الوضوح وهذه اللغة البيضاء التي تشبه الأردنيين كافة، بكفي، فقد آن الأوان أن يخفف على المواطنين، وينظر لواقع حالهم بصورة عملية.
لا يمكن تجاوز كلمات جلالته دون آلاف الوقفات، والأخذ بحرفيّتها ودلالاتها، فعندما يقول الملك «خلص بكفي بدنا نخفف عليكم جميعا» إذن هي حكمته في الإشارة إلى أن المواطن لم يعد قادرا على مواجهة صعوبات الحياة، سيما وأن جلالته أكد «أن الهدف الأساسي هو تحسين الوضع المعيشي للمواطنين، وأن الحكومة ستعلن عن الحزمة الثالثة لتنشيط الاقتصاد وتحفيز الاستثمار»، ليجعل من القادم ثريا بالأمل، بعيدا عن كمين الوعود البرّاقة دون حلول عملية وواقعية.
«خلص بكفّي» هذه الكلمات البسيطة، نقلت واقع حال الشارع الذي ينتظر إقرار موازنة الدولة للعام 2020 من حالة انتظار، وترقّب حذر، وهل سيتحمّل جيبه مزيدا من الأعباء المالية، إلى حالة من التفاؤل، والحسم الإيجابي، فلا ضرائب جديدة، ولا أعباء مالية إضافية، في ظل تأكيدات جلالته أنه «وجّه الحكومة لتخفيض الإنفاق الحكومي، بما يمكن من زيادة رواتب العسكريين والمدنيين بأسرع وقت»، فالمرحلة القادمة حتما ستكون مختلفة والأولوية بها عدم تحميل المواطنين أعباء جديدة، ولن تكون الحلول على حساب جيوبهم، وتخفيض الإنفاق توجيه ملكي حتما له نتائجه التي سيلمسها الجميع.