عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Feb-2021

موجة جديدة من الحرب على الإرهاب.. هل العالم مستعد؟ *سامح المحاريق

 الراي

لماذا تراجعت الأعمال الإرهابية في زمن الكورونا؟ الإرهابيون الذين يعتدون حتى على أماكن العبادة بالتأكيد لا يمتلكون الحس الإنساني ليمنحوا العالم هدنة بسبب الوباء، والأمر ببساطة أن اجراءات الحظر والإغلاقات نتيجة الوباء قيدت سلاسل الإمداد والتزويد الخاصة بهم، وجعلت حركتهم أصعب إلى حد كبير، ولكن هذه الإجراءات لن تستمر، وغالباً سيشهد العالم إعلاناً جديداً بالحضور خلال الأشهر القادمة، هذه ليست نبوءة ولكنها توقعات تستند على مقدمات منطقية، وكان الإرهاب الذي ضرب في بغداد قبل أسابيع يعلن عن نيته في الحضور.
 
لن نُمَكِّن داعش من استئناف عملياتها والتجمع من جديد، هكذا خاطب الرئيس الأميركي مجموعة السبع الكبرى، وفي الوقت نفسه، أعلن التراجع عن عمليات انسحاب مبرمجة للقوات الأميركية من ألمانيا ودول أخرى كان أقرها الرئيس السابق دونالد ترامب، وأمام هذه الإعلانات فإن رداً للفعل يمكن أن يكون محتملاً ووارداً.
 
أين هي «داعش» اليوم؟ هل أخذت تتلاشى وتتراجع خاصة بعد التدخل الروسي ومساندة الجيش السوري في مهامه، وماذا بخصوص العراق وليبيا؟ أم أن داعش أخذت فرصة للالتقاط الأنفاس في الأشهر الأخيرة؟ هذه أسئلة أمنية بالدرجة الأولى، والمشكلة أن أحداً لا يمكنه أن يتحصل على الإجابة الكاملة، ولذلك يبحث الأميركيون عن الحلفاء في هذه اللحظة، خاصة أن خصوم أميركا يعلمون أنها لم تحقق التعافي من الأزمات الاستراتيجية المرتبطة بفترة حكم ترمب.
 
في الحرب على الإرهاب هناك حرب دولية، وهناك حرب تخوضها كل دولة على حدة، وما يمكن التيقن منه أن خريطة الإرهاب في العقد الأخير جعلت جميع الأيدي في النار على السواء، والإرهاب الذي ضرب في بالي أندونيسيا، وفي مطارات اسطنبول وبروكسل، وفي شوارع باريس، يمكن أن يضرب في سيشل أو جزر القمر، وكل ما يحتاجه الإرهابيون هو ثغرة أو فرصة، والولايات المتحدة مع إعلانها الأخير تتحدث عن عودة لساحة الحرب على الإرهاب، وذلك يعني أن عليها أن تستمع جيداً للآخرين، فهذه الحرب ليست فيلماً في هوليود، ولكنها خريطة واسعة من التفاعلات والتحركات التي يجب الاعتراف أنها ذكية ومباغتة في العادة.
 
على الأغلب ستعيد داعش إنتاج نفسها، فـ «داعش» في الأساس علامة تجارية أخرى استولت على جزء من مشروع القاعدة، ويبدو أن القفز إلى الأمام هو خيار داعش إذ لن تعود إلى نفس الحيز المكاني الذي كانت تشغله سابقاً، ولا لنفس استراتيجية العمل، والمتوقع أن تكون الجولة القادمة صعبة بالفعل، مرهقة وغير اعتيادية، ويبدو أن دولاً قليلة مستعدة لهذه المواجهة الجديدة وتستطيع أن تستفيق من ضربات الوباء وأن تتخلص من ايقاعه الاسترخائي.