الدستور
(1)
كُلُّ المنافي عليهِ، فَهْيَ تُسْلِمُهُ
منها، إليها.. سجيناً.. غَيْرَ مَسْجونِ
إنْ أَفْلَتَ الصَّدْرُ من سَهْمِ العدا، فَلَهُ
في الظَّهْرِ: من أَهلِهِ مليونُ سكّينِ!!
لقد أَرادوهُ حيّاً لا حياةَ بِهِ
وقد أرادوه مَيْتاً، غَيْرَ مَدْفونِ!
حتّى تَظَلَّ الدكاكينُ التي انْفَتَحَتْ
على عذاباتِهِ.. ذاتَ الدّكاكينِ!
يا صَبْرَ أيّوبَ، صَبِّرني على زَمَنٍ
تجاوَزَتْ حَدَّها فيه قرابيني!
إنْ أَجْدَبَتْ في مكانٍ، قيلَ لَعْنَتُهُ
حَلَّتْ.. وإنْ أَخْصَبَتْ، راحوا وخَلُّوني!
إنيّ لأُعْلِنُ: أنّ الأرضَ عاقِلةٌ
وليس ينقذُها غَيْرُ المجانينِ!!
(2)
يا أحبّاءَنا الذينَ افْتَدَوْنا
بدماهُمْ.. قد خابَ فينا الرّجاءُ!
لا تُبالوا بنا.. ولا تسمعوا منّا
فَكُلُّ الذي نَقولُ «هُراءُ»!
وافْعلوا ما تَشاءُ هذي القُلوبُ
البيضُ لكنْ لا تَفعلوا ما نشاءُ
أَنتمُ الرائعونَ، لا نحنُ، فالصَّبْرُ
ابتداءٌ لديكمُ.. وانتهاءُ
ودمٌ طاهِرٌ يَسيلُ.. وأمّا
عندنا.. فَهْوَ دمعةٌ خرساءُ
أَيُّها الطَّيِّبون.. لن تَستجيبَ
الأرضُ.. لكنْ سَتَسْتَجيبُ السّماءُ!!