عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Feb-2020

الخطبة الموحدة - د.حسان ابوعرقوب

 

 الدستور- تختلف الآراء حول الخطبة الموحدة، بين مؤيد لها ومعارض، وأودّ بيان وجهة نظري في هذا الموضوع، علما أنّ خطبتي الأولى على منبر مسجد سيدي العارف بالله الشيخ محمد سعيد الكردي في الصريح كانت عام 1996م أي قبل 24 عاما.
الذي يخطب في نفس المسجد لفترة طويلة ومستمرة يعاني من العثور على المواضيع المختلفة كي لا يكرر نفسه وكلامه، وهذه مهمة صعبة لا يعرفها إلا من مارسها، وهكذا كانت حالي تماما، أعاني في بحثي عن موضوع جديد كلّ جمعة.
وبعد وجود الخطبة الموحدة، صار عنوان الخطبة جاهزًا، والشواهد من الآيات الكريمات والأحاديث الشريفة مقدمة على طبق من ذهب، ومحاور الخطبة واضحة وسهلة، وما على الخطيب إلا أن ينطلق بموهبته لإيصال الرسالة المطلوبة للناس، والخطباء بطبيعة الحال يتفاوتون في مهاراتهم وقدراتهم وأساليبهم، فمن كان قويا قبل الخطبة الموحدة فهو كذلك بعدها، ومن كان ضعيفا قبلها فهو كذلك بعدها، فالضعف ليس من الخطبة بقدر ما هو من الخطيب نفسه، مع احترامي لجميع الإخوة الزملاء؛ لأن الخطيب غير ملزم بقراءة نصها، بل بالعنوان والمحاور فقط، وأن نص الخطبة مقترح فقط.
كما أن الفسحة متاحة أمام الخطيب أن يُعرّج على بعض الحوادث التي تهم البلد أو الحي أو أهل المسجد نفسه.
وفي هذه الخطبة الموحدة غنية لبعض الإخوة الذين كانوا يأخذون خطبهم من المواقع الإلكترونية بغثها وسمينها.
والحاصل أنّنا وبعد الخطبة الموحدة نرى المبدعين من الخطباء لا زالوا كذلك، فلم تغيّر إبداعهم، وأنّ العبء الأكبر في الخطبة يقع على كاهل الخطيب، الذي عليه بعد التوكل على الله أن يُطوّر نفسه باستمرار، وأختم بتحية إجلال واحترام وتقدير لكلّ زملائي من فرسان المنابر.