عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Nov-2019

حكومة إنقاذ - حيمي شليف

 

هآرتس
 
إذا كانت حكومة ضيقة هي مشكلة كبيرة، فإن حكومة اقلية هي ببساطة كابوس. صحيح أنه يصعب إسقاطها بسبب الحاجة الى تجنيد 61 معارضا لرئاسة الحكومة، لكن الأصعب من ذلك تشغيلها. حتى اذا افترضنا افتراضا غير واقعي تماما بأن افيغدور ليبرمان سيؤيد تشكيل حكومة مدعومة من الخارج من قبل القائمة المشتركة، فإن قدرتها على تجنيد اغلبية في الكنيست لعمليات تشريع اساسية، ضئيلة، هذا اذا كانت أصلا قادرة على ذلك.
لا نريد التحدث عن الهستيريا التي يمكن أن تتملك اليمين ازاء تشكيل “حكومة يسار تستند الى العرب”. هذه الحكومة كان مثلها في زمن حكومة اسحق رابين بعد انسحاب شاس في ايلول 1993 في اعقاب التوقيع على اتفاقات اوسلو. والجميع يعرفون كيف انتهى الامر. ايضا كل ما يتعلق بالتحريض والانقسام والافتراءات، الى درجة يصعب تصديقها، فإن عهد رابين يشبه العصر الحجري: لقد كان ذلك قبل سيطرة الشبكات الاجتماعية على الخطاب السياسي، قبل تحول اليمين من ايديولوجيا محروقة الى نشر الكراهية لذاتها. ولكن رغم الخطر المزدوج، صعوبات في الحكم وتأجيج النفوس، حكومة اقلية هي ما تقتضيه الساعة. الحديث يدور عن شيء لا يقل عن حماية الحياة – الحفاظ على سلامة الديمقراطية وسلطة القانون – التي تتعرض الآن الى هجوم متواصل من بنيامين نتنياهو ومساعدين، وكل يوم يمر يزيد خطر انهيارها. حكومة اقلية تعتبر عملية انقاذ، الى حين مرور الغضب.
حكومة كهذه ستنقذ الجهاز القضائي من أيدي وزير يريد تدميره. وستغلق النبع المتزايد لمبادرات التشريع الظلامية وغير الديمقراطية في الكنيست. وستوقف غرق اسرائيل في المستنقع القومي المتطرف والعنصري. وستوقف تحول الدولة الى جمهورية موز تقوم على عبادة الشخصية وتعيدها الى احضان الدول الديمقراطية والليبرالية التي تتم ادارتها من قبل بني البشر.
في الاساس، ستبعد بنيامين نتنياهو عن مكتب رئيس الحكومة، الذي حول وظيفته الى حصن له وحول الدولة الى ملعبه الخاص والديمقراطية حولها الى فأس يحفر بها وحول سلطة القانون الى عدو الأمة الذي يجب اجتثاثه. هذه ستضع حد لتنكيله المصلحي بحراس العتبة ومحاولته أن يفرض عليهم الخوف. وستبعد عن الساحة التهديد الاخطر على استمرار سلامتها وتطورها، الذي هو تهديد وجودي ملموس.
على الرغم من الضجة التي سترافق بالتأكيد تشكيل هذه الحكومة، فإن حكومة اقلية ستعيد اسرائيل الى العقلانية، على الاقل بشكل مؤقت. على رأسها سيقف شخص يعتبر وظيفته مهمة جماهيرية وليس ضيعة شخصية. والى جانبه قيادة حزبه، شخصيات قوية لها رأي، يتم فحصهم حسب انجازاتهم بدلا من المجموعة الحالية الضعيفة وغير المهمة والتي تمتاز بالاساس بالتملق الاعمى. حكومة اقلية يمكن أن تدفع قدما بخطوات مباركة من زيادة الاندماج والمزيد من المساواة للجمهور العربي. وكذلك، وقد اصبحنا معتادين على الاحلام، أن تفرض على الليكود، لا سيما كتلة اليمين بشكل عام، القيام بمراجعة النفس وشد البراغي. واذا استمرت ما يكفي من الوقت، فإن الليكود يمكنه أن ينفطم أخيرا من ادمانه طويل المدى على نتنياهو، وأن يضع مكانه زعيما يتصرف حسب القوانين والقواعد المقبولة. وربما حتى ينضم الى الائتلاف.
احتمالية تحقق ذلك، كما هو معروف، ضئيلة. ليبرمان الذي بنى نفسه على كراهية العرب لن يكون مسرورا بالتعاون معهم. ايضا شخصيات في ازرق ابيض مثل موشيه يعلون وتسفي هاوزر ويوعز هندل سيجدون صعوبة في ابتلاع الحبة المرة. هم سيفضلون عدم اليقين لانتخابات جديدة على ثغرة الهرب الآمنة التي توجد الآن امامهم. اذا لم ينحرفوا عن مواقفهم المتشددة فهم يمكن أن يسجلوا في التاريخ كمن فضلوا الرأي والموقف المسبق على تأييد حكومة انقاذ.