عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Jul-2020

نتنياهو ينكشف نهاية السحر - آري شافيت

 

يديعوت آحرونوت
 
كما هو معروف، فان بنيامين نتنياهو هو ساحر. تحكمه بإسرائيل في الـ 11 سنة الأخيرة أقامه على أساس سحر مزدوج: الاستقرار والهوية. من جهة منح نتنياهو مواطني إسرائيل ثلاث ذخائر غالية: الاستقرار (استراتيجيا)؛ الاستقرار (اقتصادية)؛ الاستقرار (سياسيا). من جهة اخرى حرض بعضهم على بعض من خلال إدارة حرب هوية قبلية. وهكذا ولدت إسرائيل من طابقين. في الطابق الأول، كان الاحساس بان الحياة رائعة. فلا حروب، ولا إرهاب ولا قتل جماعي. الناس يشترون السيارات، يأكلون في المطاعم، يسافرون في إجازات الصيف إلى اليونان. فخورون جدا بالدولة التي تنجح في أن تكون جزيرة أم في محيط من الفوضى وواحد ازدهار في صحراء من الضائقة. ولكن في الطابق الثاني، كان الاحساس بانه يوجد عدو داخلي متعال وخطير (اليسرويون، الصحفيون، القانونيون). وهكذا ولد الاحساس بان نتنياهو يحمي الشعب من النخب. يحمي الوطن وفي نفس الوقت يعد بالحياة الطيبة. يدلل وفي نفس الوقت يقف حارسا على الباب.
الموجة الأولى من الكورونا عظمت سحر الساحر. مرة اخرى تبين أن نتنياهو يعرف كيف يشخص التهديدات بالشكل الأفضل وقبل كل الآخرين. مرة اخرى تبين أن إسرائيل هي دولة قوية وشجاعة ورائعة – على نحو فائق. وفي نفس الوقت يعد اليسار تافها ومثيرا للامتعاض. هذا الاحساس المزدوج حقق لنتنياهو 40 مقعدا في الاستطلاعات. وكانت المشاعر تجاهه شديدة: لا يوجد أفضل منه. فريد من نوعه؛ ملك.
ولكن الموجة الثانية من الكورونا تهز مكانة الملك. يوم بعد يوم، يفكك الكورونا صيغة السحر. إذ انه عندما يكون في إسرائيل أكثر من ألف مصاب في اليوم – فلا ثقة بالمملكة. عندما يكون في إسرائيل قرابة مليون عاطل عن العمل – فلا احساس بالوفرة. الاستقرار يذوب. أجواء الروعة تتبدد. الناس يشترون سيارات أقل، لا يأكلون في المطاعم، لا يسافرون في اجازة صيف في اليونان. الدولة اليهودية لم تعد الطالبة المتميزة في العالم المتطور، بل الطالبة الضعيفة. مملكة نتنياهو لم تعد جزيرة استقرار للامن أو واحة ازدهار في الصحراء – بل طوافة متهالكة تهزها أمواج العاصفة.
النتيجة السياسية واضحة: تآكل القاعدة. البيبيون هم لاعبو الروح. فهم يصوتون من القلب. ولكن عندما تفرغ المحفظة، تختنق الروح. وعندما تكون البطن فارغة – فقرقعة الجوع تتغلب على دقات القلب. ولان الضربة الأكثر ايلاما من الكورونا وقصوراتها تنزل بالذات على محبي نتنياهو – فان المحبين ينزفون. حين لا يكون أمن اقتصادي أو استقرار – لا تكون للناس مصلحة في حروب الهوية وبالتالي فان الساحر لا يعود ساحرا والملك لا يعود ملكا. أمام ناظرينا جوليفر السياسة الإسرائيلية يصبح جوليفر مربط بالحبال. وضعه صعب حتى حرج.
ولكن الموضوع ليس سياسيا فقط. ما تفعله الموجة الثانية من الكورونا هو الكشف عن ضعف اسرائيل نتنياهو. استقرار العقد الأخير لم يستغل كي تبنى هنا دولة مثلى. ازدهار سنوات نتنياهو اخفت من ورائها فوارق اجتماعية واسعة، خدمة دولة ضعيفة وحكم غير سليم. الحرب الاهلية المتواصلة فككت الرسمية ومزقت المجتمع إربا. هذا هو السبب العميق في أنه عندما ضربنا الفيروس في المرة الثانية – أخفقنا. قصة النجاح التي سوقها لنا نتنياهو تفككت.
هل معنى الأمر أن نتنياهو منته؟ ليس مؤكدا. رئيس الوزراء هو لاعب شطرنج فائق كفيل بان يفاجئ بخطوات محطمة للتعادل. هكذا فعل حين نشر الخطة الاقتصادية يوم الخميس الماضي، وهكذا سيفعل في الأسابيع القريبة القادمة. ولكن هذا لا يكفي. ما تبين مطلع الشهر الحالي هو أن مملكة نتنياهو انتهت. اذا كان بيبي محبا للحياة – فان عليه أن يتبنى فكرا آخر وسلك طريق آخر. بعد أن انتهى السحر القديم للساحر، فانه يحتاج الآن الى حيل سحرية جديدة. ما كان أمس لن يكون بعد اليوم.