تدوین ملخصات الحیاة الیومیة.. کیف تنعکس علی الذاکرة؟
علاء علي عبد
عمان-الغد- ینظر الكثیرون لحیاتھم على أنھا بطیئة وروتینیة حیث أنھم لا یشعرون بأي تجدید فیھا،
لكنھم في نفس الوقت عندما یسترجعون ذكریاتھم قبل عام أو عامین مثلا یشعرون بتغییرات كبیرة على الحیاة بشكل عام.
وتأكیدا على تلك الحقیقة قام موقع ”PTB ”بنشر تجربة لأحد كتابھ ذكر خلالھا بأنھ قام بكتابة
ملخصات یومیة قصیرة لحیاتھ على مدار أربع سنوات كاملة وقال بأن قیامھ بھذا الشيء كان
أفضل قرار في حیاتھ.
وھنا یتساءل البعض ما الفائدة التي یمكن أن یجنیھا من كتابة ملخصات یومیة لحیاتھ طالما أنھا
روتینیة مكررة؟ الواقع أن ھناك العدید من الفوائد أذكر منھا ما یلي:
یبقى المرء حاملا للمسؤولیة: كتابة الملخصات الیومیة والاحتفاظ بھا یساعد المرء على
أن یبقى شاعرا بالمسؤولیة تجاه أھدافھ التي یطمح لھا. فلو افترضنا أن المرء شعر بشيء
من الكسل والرغبة بإھمال مساعیھ فإن اعتیاده على كتابة ملخصاتھ الیومیة سیجعلھ
یدرك أن إھمالھ الیوم سیؤثر سلبا على خططھ لأیام قادمة، كونھ سیستیقظ في الیوم التالي
ولن یجد ما یكتبھ عن ملخص الأمس. بینما القیام بالنشاط المطلوب سیجعل الملخص ثریا
ویساعد على الاستمرار یوما بعد یوم.
*إدراك المرء لقیمة الأیام: من الجید أن یقوم المرء بمراجعة ملخصاتھ شھریا على الأقل
ویقوم بتمییز بعض الأیام بلون معین، تلك الأیام التي یكون حقق فیھا تقدما ملحوظا فیما
یسعى إلیھ. فمثل ھذه الطریقة تولد لدى المرء نظرة جدیدة للأیام والانتباه بأنھا لیست
مجرد نُسخ مكررة یوما بعد یوم. عند تمییز أیام معینة فإن المرء ینشأ لدیھ ھدف جدید
وھو أن تكون معظم أیامھ في الشھر التالي ممیزة بذات اللون.
*مساعدة المرء على الإدراك العمیق للأحداث التي تمر بھ: مع كل مراجعة للملخصات
التي یكتبھا المرء سیتمكن من إدراك مسببات الكثیر من الأحداث التي مرت بھ وھذا
یجعلھ أكثر قدرة على الاستفادة منھا بصرف النظر عما إذا كانت إیجابیة أم سلبیة.
تقویة المرء لذاكرتھ: تمر بكل منا العدید من الأحداث یومیا ومن الصعب أن یتمكن المرء
من تذكرھا كلھا، بینما كتابة ھذه الملخصات الیومیة سیساعده على تقویة ذاكرتھ نوعا ما.
وتجدر الإشارة ھنا إلى أن الملخصات التي یكتبھا المرء لا یعني أن یكتب كل ما یمر بھ،
فھذا سیجعل الأمر مرھقا علیھ، لكن المطلوبة كتابة ملخصات أو رؤوس أقلام للأشیاء
التي یرى أنھا كانت ممیزة في ذلك الیوم علما بأن ھذا الشيء الممیز لا یجب أن یقتصر
على الإنجازات العظیمة أیضا، فیكفي في بعض الأحیان مشاھدة فیلم سنیمائي جمیل
یشعر المرء بالمتعة أن یكتبھ ضمن ملخصھ الیومي.