عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Feb-2021

ملامح السياسة الخارجية في عهد جو بايدن*أ.د. أمين مشاقبة

 الراي

ألقى خطابه التاريخي في مقر وزارة الخارجية بعكس سلفه الذي ذهب الى البنتاغون والسي أي آيه، فقد اختار جو بايدن مؤسسة فيدرالية وهي رسالة لكافة موظفي هذه الوزارة لدعمهم ورفع الروح المعنوية لأعضائها وإعادة الروح للسياسة الخارجية الأميركية بعودة الدبلوماسية.
 
اذ تعرضت هذه الوزارة في عهد الرئيس السابق ترمب لهجوم كاسح وحتى اهانات من قبل الرئيس الذي اعتمد على شخصنة الأوضاع بدل الاعتماد على المؤسسات ودورها وينهي جو بايدن الشعار الذي طرحه سلفه أميركا أولاً وبالتالي عودة أميركا للساحة الدولية منخرطة في القضايا الدولية في مختلف اصقاع الأرض، وعلى حد قوله «سننخرط في السياسة الخارجية لمواجهة الأنظمة الدكتاتورية ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة» وهو يعيد صياغة السياسية الخارجية الأميركية بالاعتماد على الدبلوماسية الإيجابية التي تخدم مصالح الولايات المتحدة وذ?ك بالتعاون مع الشركاء والأصدقاء حول العالم حيث يقول «يجب أن نرتقي لمواجهة التحديات ولا يمكن لنا وحدنا مواجهة ذلك الا بالتعاون مع الآخرين».
 
إننا أمام صياغة جديدة للدبلوماسية الأميركية والانخراط العام في قضايا العالم اعتماد على الواقعية السياسية والحوار بدل الاستمرار في الحروب ومن هنا دعا لإنهاء الحرب في اليمن بالحوار السياسي بين الفرقاء، ووقف عمليات التسليح وبيع المعدات العسكرية والطلب من الفرقاء بوقف إطلاق النار والعودة للحوار حيث عين تيم ليندر كنغ كمبعوثاً خاصاً للرئيس في اليمن وتعليق مبيعات الأسلحة لأطراف النزاع والحفاظ على سيادة السعودية على أراضيها وحمايتها.
 
-1-
 
وتحدث الرئيس جو بايدن عن ضرورة أن تكون هناك فعالية أكبر في التعامل مع روسيا ومنعها من تهديد مصالح الولايات المتحدة، وعدم التراخي في الحرب السيبرانية من قبل روسيا وان هذا قد انتهى لا يحصل مرة أخرى، وأن الإدارة الحالية جاهزة للتعاون والعمل مع الصين فيما يخدم مصالح الولايات المتحدة.
 
وهناك دعوة للعودة للاتفاق النووي مع إيران 5+1 مع ضرورة تعديل بعض الموضوعات المستجدة مثل الصواريخ البالستية والدور الإيراني في الشرق الأوسط، فهو يدفع نحو الدبلوماسية وعدم الانخراط في استخدامات القوة ويمكن لنا إيجاز ملامح السياسة الخارجية الأميركية في عهد جو بايدن في النقاط التالية:
 
أولاً: حالة طلاق بائن مع سياسة ترمب السابقة وانهاء شعار أميركا اولاً «وأميركا عظيمة».
 
ثانياً: اعلاء شأن الدبلوماسية والحوار والابتعاد عن استخدامات القوة، وعودة السياسة التقليدية التي كانت في عهد باراك أوباما وان أميركا يجب ان تقود العالم وتبقى زعيمة العالم والدولة الأقوى وعدم التراخي مع من يعتدي على المصالح الأميركية.
 
ثالثاً: الدبلوماسية القصوى بدل الضغوط القصوى.
 
رابعاً: إعادة الروح للعمل المشترك وإعادة تفعيل التحالفات مع الشركاء والأصدقاءَ وفتح صفحة جديدة من التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي.
 
خامساً: اعتماد الدبلوماسية استناداً للواقعية السياسية بما يخدم مصالح الولايات المتحدة وخلق حالة من الاستقرار السياسي على المستوى العالمي ووقف سباق التسلح وتجديد ستارت 3 مع روسيا الاتحادية لخمس سنوات قادمة.
 
سادساً: نشر ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة على المستوى العالمي ومواجهة الدكتاتوريات.
 
سابعاً: العودة للاتفاق النووي مع إيران مع اجراء تعديلات عليه.
 
-2-
 
ثامناً: انهاء الحرب في اليمن ووقف إطلاق النار والعودة للحوار ووقف بيع الأسلحة للفرقاء ووقف الدعم العسكري الأميركي للحرب في اليمن.
 
تاسعاً: إطلاق برامج سياسية جديدة لاستقبال اللاجئين ورفع اعداد المهاجرين إلى 125 ألف سنوياً.
 
عاشراً: لم يتم التطرق مطلقاً للصراع في الشرق الأوسط وهو القضية الفلسطينية إذ لم يأت على التعامل مع الموضوع في خطابه أما أنه ليس لديه شيء جديد يقوله أو أنه سيطرح الموضوع بعد إعداد خطة متكاملة ومنسقة للتعاطي مع الموضوع استناداً لأفكاره السابقة حول حل الدولتين.