عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-May-2019

"زودياك".. هل هذا الشكل هو الأفضل لمسلسلات الإنترنت؟

 

 
آدم منير
قبل أسابيع من بداية شهر رمضان، كُشف عن عرض مسلسل "زودياك" على منصة "فيو" (Viu) مباشرة، وهي المنصة التي بدأت تتوجه لإنتاج محتوى خاص بها.
 
وكانت عرضت منذ فترة قريبة مسلسل "أنا شيري دوت كوم" في أول أعمالها العربية.
 
في وقت بدأ يزداد إقبال المشاهد العربي على المنصات الإلكترونية؛ تعرض نيتفلكس أعمالا عربية ليست من إنتاجها، فهل يكون "زودياك" الشكل الأمثل لمُشاهد المنصات الإلكترونية؟
 
 
الأكثر مبيعا
المسلسل مبني على قصة "حظك اليوم" للكاتب المصري أحمد خالد توفيق، الذي كانت كتاباته تلقى رواجا قويا ليس في مصر فقط، بل في جميع الدول العربية.
 
كانت أغلب أعمال الكاتب الراحل تتجه إلى الشباب، وهي الشريحة المستهدفة لصناع محتوى المنصات الإلكترونية، وبالتالي كان الاختيار ذكيا لسببين:
 
الأول هو أن الأعمال الأدبية الناجحة تلقى عادة رواجا عندما تتحول إلى السينما أو التلفزيون.
 
فيلم "هيبتا.. المحاضرة الأخيرة" عام 2016 حقق 27 مليون جنيه (...) في مصر، رغم عدم اعتماده على نجوم الصف الأول، وعدم رواج النوع الرومانسي من الأفلام في هذه الفترة، لكن جزءًا أساسيًا من هذا النجاح يعود إلى رواية "هيبتا" لمحمد صادق التي حققت مبيعات كبيرة، والتي بُني عليها الفيلم.
 
بينما السبب الثاني لذكاء هذا الاختيار هو أنها المرة الأولى التي يتحول فيها أحد أعمال أحمد خالد توفيق إلى مسلسل، رغم المحاولات والوعود المتعددة بصناعة أعمال فنية مبنية على قصصه ورواياته.
 
كون "زودياك" يحمل علامة "أول عمل مأخوذ عن رواية لأحمد خالد توفيق" فهذا في حد ذاته يعد دافعا للمشاهدة لدى كثيرين.
 
 
مرحبا بالرعب
لكن اختيار عمل لأحمد خالد توفيق لا يعني فقط مخاطبة الشريحة الكبيرة من قرائه، بل الاعتماد على قصة تقوم على الرعب والتشويق، الأيقونات المفضلة للكاتب، وهي أيضًا من النوعيات المفضلة لمتابعي المنصات الإلكترونية.
 
فمن أربعة مسلسلات عربية عرضتها نيتفلكس في رمضان الحالي، كان الأعلى مشاهدة هو مسلسل "الكاتب" الذي يدور في أجواء من التشويق.
 
ورغم عدم وجود الكثير من الأعمال التي تعتمد على الرعب في المسلسلات العربية، فإن القليل منها الذي يظهر كل فترة يلاقي نجاحا جيدا، وربما كان العمل الأبرز مؤخرا مسلسل "كفر دلهاب" عام 2017.
 
يدور "زودياك" في قالب من التشويق الممتزج ببعض الرعب عن مجموعة من الطلبة الجامعيين الذين يتورطون في تحقيقات بسبب مقتل عالم فلك كانوا قد أجروا معه حوارا.
 
بينما تسعى عصابة من السحرة لإحياء مومياء فرعونية كان عالم الفلك هذا أول ضحاياها، وبينهم توجد فتاة فقيرة تشاهد رؤى غريبة يسعى الطلبة لمساعدتها وتسعى العصابة للإيقاع بها.
 
يسير المسلسل بإيقاع جيد بين هذه الخطوط المختلفة، ويستغل الأساطير الموجودة عن لعنة الفراعنة التي يندر التعرض لها في الأعمال الدرامية المصرية.
 
من الشباب إلى الشباب
الكثير من المسلسلات الأميركية الناجحة لا تعتمد على ممثلين معروفين، بل تضم الكثير من الوجوه الشابة والجديدة.
 
"لعبة العروش" (Game of Thrones) نفسه شاهدنا أغلب أبطاله وهم في سن المراهقة أو الطفولة في الجزء الأول، وربما لم يكن معروفا لدى الجمهور إلا شين بين في دور نيد ستارك.
 
وأحد أكثر المسلسلات الناجحة على منصة نيتفلكس "أشياء غريبة" (Stranger Things) يعتمد على بطولة مجموعة من الأطفال غير المعروفين.
 
ويراهن صناع هذه الأعمال على جودة المحتوى نفسه واختيار وجوه جديدة جيدة تنجح في ترك الأثر المطلوب لدى الجمهور، وهناك جانب آخر بالطبع مهم لدى صناع منصة مثل "فيو" تحاول شق طريقها لدى المشاهد العربي.
 
وهذا الجانب هو توفير الأجور، فجزء كبير من ميزانية أي مسلسل تلفزيوني يضم أسماء كبيرة يذهب إلى الممثلين، وبالتالي في حالة الاستعانة بوجوه جديدة سيكون الأمر موفرًا.
 
لكن في الوقت نفسه سيكون الأمر صعبا في الترويج لمسلسل مصري يعتمد بالكامل على الوجوه الجديدة التي لا يعرفها الجمهور، وبالتالي ضم العمل أسماءً يعرفها الجمهور بالفعل وحققت نجاحات في السنوات القليلة الماضية، وإن لم تصل إلى مرحلة النجم أو البطولة المطلقة.
 
أبرز هذه الأسماء في "زودياك" الممثلة أسماء أبو اليزيد التي تلعب دورا محوريا داخل العمل، إذ هي حلقة الوصل بين العصابة والطلبة.
 
بعيدا عن الثلاثين حلقة
تتخلى أغلب المسلسلات الأجنبية عن مفهوم العدد الثابت من الحلقات، خاصة مسلسلات نيتفلكس التي تُعرض بأكملها مرة واحدة وليس بنظام الحلقات اليومية أو الأسبوعية.
 
لكننا في الدول العربية لا زلنا نلتزم بقالب الثلاثين حلقة، وأحيانا الستين، رغم أن هذا القالب يعد تقييدا للإبداع، إذ إن المنطقي هو صناعة العمل من عدد الحلقات المناسب للموضوع وللخطوط الدرامية، خاصة مع ما يتيحه المسلسل من حرية غير موجودة في الأفلام التي ترتبط بمدة محددة أيضًا حتى يتاح عرضها في دور العرض.
 
لهذا ترتفع منذ عدة سنوات وتيرة الانتقادات للأعمال التلفزيونية بسبب التطويل غير المطلوب، أو خلو بعض الحلقات من الأحداث، وذلك لإكمال الحلقات الثلاثين.
 
يأتي "زودياك" في 15 حلقة فقط، متوسط مدة الحلقة 32 دقيقة، وعدد الحلقات الأقل هو الأقرب لمشاهد المنصات الإلكترونية، الذي يمكنه أن يقضي وقته في مشاهدة عدة حلقات بشكل متتال، لكنه بالتأكيد سيفضل مشاهدة أكثر من عمل من عدد حلقات قليلة، على مشاهدة عمل واحد يمتد لثلاثين حلقة.
 
في النهاية، التزم المسلسل بـ15 حلقة فقط حتى ينجح في تسويقه على القنوات التلفزيونية أيضا، والتي ستفضل 15 حلقة حتى يمكنها إعادة عرض المسلسل مرة أخرى خلال الشهر، أو عرض آخر من 15 حلقة أيضا.
 
لكن إذ أثبتت تجربة المشاهدة على منصة "فيو" نجاحا ،فربما يشجع هذا على التحرر من صرامة عدد الحلقات المحدد بشكل كامل.
 
المصدر : الجزيرة