عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Feb-2019

سدّ في وادي راجب - كمال زكارنة
 
الدستور - تعتبر محافظة عجلون من اكثر المحافظات هطولا للامطار، لكنها الاقل احتفاظا بالمياه بسبب طبيعتها الجبلية، وتضاريسها ومرتفاعاتها العالية، ومعظم المياه التي تهطل فوقها تذهب سيولا في مجاري الاودية والمنحدرات الى اماكن اخرى .
هذا العام، ونتيجة لجودة الموسم المطري شمال ووسط المملكة، لكنه ما يزال ضعيفا في محافظات الجنوب، تفجرت العديد من الينابيع في محافظتي جرش وعجلون، وتدفقت منها المياه وكذلك عادت المياه تصب بقوة من شلال وادي راجب في عجلون لتنساب من خلال الوادي الى البحر الميت، الذي يحتاج الى كميات كبيرة من المياه تقدر بالمليارات من الامتار المكعبة، للحفاظ على بقائه واعادته الى وضعه الطبيعي، خاصة وانه مهدد بالانحسار عاما بعد آخر، لكن الفوائد من المياه المتدفقة الى وادي راجب من الينابيع المائية والشلال الذي لا يتوقف، منذ بداية الموسم المطري الحالي، سوف تكون افضل واكثر منفعة لو يتم تجميعها في سدّ مائي يقام في موقع ملائم ومناسب يحدده المختصون في وزارة المياه والري في نهاية الوادي، بحيث يستقبل جميع كميات المياه التي تسيل عبر هذا الوادي والتي تأتي من مصادر متعددة، علما بأن استفادة البحر الميت منها قليلة جدا.
انشاء مثل هذا السد بعد اجراء دراسة الجدوى له، يندرج ضمن خطة الوزارة الوطنية الهادفة الى جمع اكبر نسبة ممكنة من كميات المياه الهاطلة على المملكة خلال فصل الشتاء، وزيادة مخزون السدود الكلي من المياه ليصل الى حوالي اربعمائة مليون متر مكعب.
اختيار مواقع السدود المائية يعتبر من اهم عوامل الجدوى لانشائها، ومن اهم شروط نجاحها كمشاريع استراتيجية لانها تشكل احد اهم المصادر المائية في المملكة بعد المياه الجوفية التي يتهددها الخطر الحقيقي بالجفاف او التملح نتيجة الاستنزاف الجائر منها.
التركيز في اقامة السدود يجب ان يتجه نحو المحافظات الشمالية، جرش وعجلون واربد الاكثر تساقطا للامطار، طيلة المواسم الشتوية، لان الجدوى منها شبه مضمونة، خاصة وان هذه المحافظات بحاجة الى تحسين الوضع المائي فيها بسبب الزيادة المفاجئة والسريعة في عدد السكان وارتفاع الطلب على المياه.
جهود وزارة المياه والري في البحث عن مصادر مائية جديدة وتعزيز المصادر الموجودة، كبيرة ومستمرة ومتواصلة دون توقف، ولا تستثني اي منطقة في المملكة، وهي تسعى دائما لتأمين المواطنين باحتياجاتهم المائية للشرب والري والاستخدامات الاخرى دون اية معيقات، واقامة السدود تشكل احد اهم الخيارات الاستراتيجية بالنسبة للوزارة كونها المصدر الرئيس للمياه السطحية في المملكة، ونحن في بلد يعتبر الافقر عالميا بالمياه والموارد المائية المحدودة جدا، مما يفرض على الجميع الحفاظ على هذه الثروة الوطنية التي تعني الحياة، والاستفادة القصوى من كل موسم مطري ومنخفض جوي، ومن كل غيمة وشتوة، وكل مترٍ مكعب يهطل على ارض المملكة.