عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Mar-2020

«اليـــوم العالمـــي للمسـرح» نافـــذة أمـــــل في مواجهة المآسي والكوارث

 

 
«نحن محكومون بالأمل..وما يحصل الآن لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ»
 
عمان - الدستور- خالد سامح - نستعيد هذه العبارة الخالدة للراحل الكبير سعد الله ونوس ونحن نحنتفل اليوم مع كل العالم بـ»يوم المسرح العالمي» المتزامن هذه العام مع جائحة الـ»كورونا» ، تلك التي أغلقت العالم –بالمعنى الحرفي للكلمة- وحاصرت ملايين البشر في منازلهم وذهب ضحيتها للأسف عشرات الآلاف حول العالم.
 
المسرح في مواجهة المآسي
 
وبتلك المناسبة التي تأتي سنوياً لتذكيرنا بأهمية المسرح كفن تعبيري خلاق في حياة الأمم والشعوب، ودوره في استشراف المستقبل وحض البشرية على النهوض والمقاومة وإتخاذ أحكام عقلية، نعرض جزءا من الكلمة التي قدمها هذا العام المسرحي الباكستاني شاهد نديم للعالم، وفيها:
 
في عالم اليوم حيث تتصاعد وتيرة التعصب والكراهية والعنف مرة أخرى، وتحرض الدول شعوبها ضد الشعوب الأخرى، ويتقاتل المؤمنون مع غيرهم من المؤمنين وحيث أصبحت المجتمعات تثير الكراهية ضد المجتمعات الأخرى، .. نغفل عن الأطفال الذين يموتون بسبب سوء التغذية، والأمهات اللواتي يمتن أثناء الولادة بسبب نقص الرعاية الطبية ، وإيديولوجيات الكراهية الآخذة في الازدهار، وكوكبنا الذي يغرق بشكل أعمق وأكبر في كارثة مناخية، ولا يمكن للمرء إلا أن يفكر حينها في نهاية العالم الوشيكة. نحن بحاجة إلى تجديد قوتنا الروحية.. نحن بحاجة إلى محاربة اللامبالاة والخمول والتشاؤم والجشع التي يعاني منها عالمنا ، للمسرح دور محوري ونبيل في  تحفيز وتحريك الإنسانية لتنقذ نفسها من هبوطها إلى الهاوية، فتتخفف خشبة المسرح عند الأداء صاعدة للسماء لترقى إلى شيء أسمى وأكثر تقديسا.
 
يمكن أن يعود للمسرح سموه وقدسيته، ويمكن أن يصبح الممثلون في الواقع تجسيداً للأدوار التي يلعبونها، فالمسرح يرفع فن التمثيل إلى مستوى روحاني، ليصبح المسرح ضريحاً ويصبح الضريح مساحةً للأداء.
 
تجديد الأمل
 
وكتب المخرج والكاتب المسرحي العراقي كاظم نصار على صفحته الفيسبوكية:
 
بمناسبة يوم المسرح العالمي بالتزامن هذا العام مع مليار واكثر من البشر يلزمون بيوتهم تجنبا للاصابة بفايروس خطير لم يمر في تاريخ البشرية منذ مائة عام بينما يقف اخرون بالملايين في الشوارع وفي المختبرات والمستشفيات وفي المصحات من جيش وقوات امنية واطباء وممرضين ورجال دين واعمال ونشطاء وصانعي امل لمساعدة الناس على البقاء احياءا ومازال العالم حتى هذه اللحظة مرتبكا ومذعورا وخائفا من فقدان احبتهم ..لكن الامل يلوح دائما لتجاوز هذه الازمة الحادة والرهان على امل العقل العلمي الطبي الذي سيكتشف المصل الحقيقي لنجاة البشرية ...وهنا الامل هو المفتاح ...الامل ....الامل.
 
اذن كل عام ونحن نجدد الامل بالمعنى ، معنى الحياة ، والمسرح صانع امهر لهذا المعنى الذى يتصدى للتيه المعرفى بمساءلاته النقدية الجادة وهو اى 
 
المسرح يفحص الظواهر والاحداث نصا وعرضا ويقدم رؤى معرفية وجمالية ... فبدون المعنى تصبح الحياة فوضى وجحيما لايطاق،كل عام نفحص ما انتج وما تحقق ليس بمعزل عن التغييرات التى تطرا على المجتمعات فى العالم وهنا فى بلادنا ... نحتاج ان نستبدل لغة الشكوى الى مساءلات جادة ... لماذا يتراجع العرض المسرحى النوعى اذاكانت قد تحققت الحرية المشروطة الحذرة ربما بسبب انتقال السلطة من قوة الدولة الى قوة القو ى المجتمعية التى تكبر وتصغر حسب الظرف الدولى والاقليمى والمحلى ... واذا كان فضاء التداول للمسرح قد انفتح عن سنوات ماقبل 2003وحصارها .. فما هى المشكلة اذن .. ثمة تدمير للمعنى تدمير على يد من لايجيدون انتاجه ولايعتقدون بضرورته انطلاقا من ان الفوضى والفراغ هما الفضاء الامثل للطفيليين وغير المنتجين.
 
نتفاءل كل عام ونطمح ان يكون للمسرح دورا كبيرا فى النهضة الثقافية فى ادانة الحرب والقسوة والعنف وعشوائية الحرب وشعاراتها الايديولوجية وفى فضح الارهاب والعنف والتصدى له ومن ثم كيف نعود تدريجيا ان نجعل من المسرح جزءا اساسيا من حياة الناس اليومية ومصدرا لمتعتهم وفائدتهم
 
كل عام والمسرح امل 
 
كل عام والمسرح يتعافى 
 
سنحتفل هذا العام في بيوتنا وفي الفضاء الاعلامي 
 
والامل الامل هو من سيجعلنا نحتفل به كل يوم 
 
وكل خشبة 
 
وكل تصفيق
 
الممثلة والمخرجة المسرحية الأردنية أسماء مصطفى كتبت على لسان فايروس كورونا نفسه: 
 
 كن مطمئنًا ايها الأنسان ...كن مطمئنا ايها المسرحي
 
لن اقتل ...بقدر ماقتل الانسان من الحيوانات ...فكونوا مطمئنين ...لن اقتل بقدر ماقتل الانسان الطبيعه وطبيعته ...فكونوا مطمئنين ...لن اقتل بقدر ماقتل الأنسان ..الإنسان وإنسانيته ..فكونوا مطمئنين ...لن اقتل بقدر ماقتل المسرحي ..المسرحي ...ومسرحه ...فكونوا مطمئنين
 
كورونا ...من حقها ان تحتفل ...بيوم المسرح...وعلى خشبته ...فأفسحوا لها المجال كونوا مطمئنين.