عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Jan-2019

ملامح العصر المقبل - كريس هيدجز

 

- «انفورميشن كليرنغ هاوس»
تعي النخب الحاكمة بمرارة ان اسس القوة الاميركية تتآكل. فهم يدركون ان من المتعذر تغيير ما يجري حاليا من استعانة بمصادر خارجية لغايات التصنيع في الولايات المتحدة، وانحدار للمستوى المعيشي لاكثر من نصف السكان صوب الفقر. وقد كان الاغلاق الحكومي ذاتي التدمير مجرد جانب من الاعتداءات المتكررة على كفاءة الدولة من الناحية الادارية. كما ان الطرق والجسور ووسائل النقل العام المتهالكة تجعل اتمام عمليات التجارة والاتصالات اكثر صعوبة. 
وليس بالامكان ايضا التخلص من العجز الحكومي المرتفع الذي وصل الان الى ترليون دولار تقريبا بفضل التخفيضات الضريبية الهائلة للشركات التي اعتمدتها ادارة ترامب. ويؤكد استحواذ المضاربين العالميين على النظام المالي قرب حدوث انهيار مالي اخر، سواء كان عاجلا او اجلا. ويقود اضطراب المؤسسات الديمقراطية، التي تفرز مخادعين من عينة دونالد ترامب وتقدم بدائل من الساسة غير الكفؤين من امثال جو بايدن ونانسي بيلوسي، الى ظهور نوع جديد من الاستبداد. 
ويعد التفكك الداخلي ملمحا اخر على الانهيار الحاصل المنذر بالخطر. هناك فقدان للثقة بالحكومة من جانب جميع الطبقات الاجتماعية، واحباط شديد وشعور بالركود والخديعة والمرارة بشأن التوقعات والوعود التي لم تتحقق، واختلاط الواقع بالخيال بحيث لم تعد للخطابات السياسية والمدنية اية اسس على ارض الواقع. ان العزلة التي تفرض على البلاد من حلفائها التقليديين وعدم قدرتها على وضع سياسات منطقية وطموحة، سيما فيما يتعلق بالكوارث البيئية، قد بدد جو الغموض الضروري لممارسة تأثير قوي.