عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Nov-2019

أردي قتيلا بسبب منشفة - جدعون ليفي واليكس ليباك

 

هآرتس
 
قتل بسبب منشفة. جندي اعتقد كما يبدو أن المنشفة زجاجة حارقة فأطلق النار عليه وقتله على مدخل بيته. فيلم الفيديو لا يترك أي مجال للشك. شاب خرج من باب بيته وهو يمسك بيده منشفة ويصرخ على جاره كي يسارع إلى احضار الماء لاطفاء النار التي اشتعلت على جدار بيته في اعقاب القاء زجاجة حارقة رماها الشباب على الجنود وأصابت سور البيت.
أطلق الجندي النار الحية على الرجل مباشرة كان يقف في أسفل الزقاق. لقد تدحرج على الدرج الموجود على مدخل بيته وحاول رفع جسمه مرة واحدة وسقط. وبعد فترة قصيرة توفي. هكذا انتهت عبثا الحياة القصيرة لعمر بدوي من مخيم العروب للاجئين الذي يقع على الطريق الرئيسي بين بيت لحم والخليل. وقد كان عمره عند وفاته 22 سنة.
هذه كانت الذكرى السنوية لموت ياسر عرفات، في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) في كل سنة يكون هذا اليوم هو موعد للاضطرابات في المناطق بشكل عام وفي العروب بشكل خاص: قبل خمس سنوات قتل هنا في نفس اليوم محمد جوابرة (19 سنة). فقد اطلقت النار الحية عليه داخل بيته من قبل الجنود الذين كانوا يقفون على سطح بيت آخر في المخيم. وبعد سنة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 قتل ابراهيم داود، ابن 16 سنة، من قرية دير غسانة بنار جنود حرس الحدود.
المصور الصحفي، معاذ عمارنة فقد عينه بسبب نار اطلقها الجنود عليه مؤخرا في صوريف.
عمر بدوي كان نهض مبكرا في ذلك الصباح، الساعة السادسة والربع، والأم توسلت له كي يعود للنوم لأن الجو كان باردا في البيت. عم عمر، نور بدوي، يسكن في البيت المجاور، وهو يعمل في كلية محلية، وقد عاد في ذاك اليوم ابكر من المعتاد من العمل، في يوم ذكرى عرفات انهوا الدراسة مبكرا. نور وقف على بعد متر ونصف من عمر في الوقت الذي اطلقت فيه النار عليه. رجع إلى الخلف بذعر وبعد ذلك سارع لأخذ ابن أخيه المحتضر. عندما نقلوا عمر إلى السيارة كان الجنود يطلقون قنابل الصوت إلى أن انسحبوا في نهاية المطاف. ابناء العائلة خافوا من أن يقوم الجنود باختطاف عمر المصاب. وقد استطاع عمر أن يقول لجاره طارق، الذي جاء اليه “ظهري يؤلمني”، وبعد ذلك لم يقل أي شيء.
لقد نقلوه الى العيادة وهناك انتظروا إلى أن تنجح سيارة اسعاف فلسطينية في الوصول لتنقله إلى المستشفى. شارع 60 كان مغلقا بسبب الاضطرابات وايضا الطريق للعيادة في المخيم. وقد مرت نحو 20 دقيقة إلى حين وصول سيارة الاسعاف التي نقلت بدوي في طرق التفافية إلى المستشفى الأهلي في الخليل. بدوي كان ما يزال يتنفس، ولكن في الساعة الواحدة والنصف، بعد 40 دقيقة من وصوله إلى المستشفى قرر الأطباء وفاته.
الهاتف يرن في بيت العائلة، من قيادة التنسيق والارتباط يريدون منهم القدوم لتقديم الافادات لمحققي الشرطة العسكرية الذين يحققون في الحادثة. ابناء العائلة يترددون. كيف يمكنهم الوصول إلى القيادة في الخليل.
وقد جاء على لسان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع ردا بأن “الحادثة يتم التحقيق فيها. وفي نهاية التحقيق سيتم نقل النتائج إلى النيابة العسكرية”، قال وأضاف، “لا يمكن اعطاء تفاصيل حول التحقيق الجاري”.
علم إسرائيل يرفرف بتحد فوق برج الحراسة المحصن للجيش والذي يشرف على المخيم من الشارع الرئيسي. في كل مرة يفتحون فيها نافذة البيت أو الباب، هذا العلم ينتصب أمام ناظريهم. غرفة الحمام التي اصلحها بدوي في يومه الاخير تقف مكشوفة. “لقد أزال البلاط القديم، لكن لم يكن لديه الوقت لاعادة تبليط الحمام. والكيس الذي وضعت فيه النفايات ملقى في البيت”.