عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Nov-2025

خطر تقسيم غزة*فايز الفايز

 الراي 

مع تعثر انتقال خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتزايد المخاوف من أن يتحول الوضع الحالي في قطاع غزة إلى تقسيم فعلي ومستدام بين مناطق تسيطر عليها إسرائيل وأخرى تديرها حركة حماس مع الخشية من تعثر خطة ترامب وخطر التقسيم إلى مراحلها التالية، فخطة ترمب التي تضمنتها بعد وقف إطلاق النار في غزة على عدة مراحل لا تبدو بهدنة أولية وإطلاق سراح أسرى صهاينة، وعلى ما يبدو فستليها عملية إعمار واسعة النطاق تمتد لسنوات كان من المفترض أن تمهد هذه المراحل الطريق لحل سياسي شامل، لكن الجهود يبدو أنها تعثرت عند أول انتقال إلى ما بعد المرحلة الأولى.
 
وفي التوازي سيبقى الوضع الحالي متعذرا رغم الجهود الدبلوماسية التي أدت إلى نشوء وضع ميداني يشبه التقسيم بحكم الأمر الواقع، حيث تفصل حدود فعلية بين شمال غزة وجنوبها وعلى الرغم من المخاوف التي يخشى المسؤولون والمراقبون أن يصبح هذا التقسيم المؤقت وضعاً دائماً ومستقراً، مما يعقد أي حل مستقبلي موحد للقطاع، فيما شبح المخاطر الرئيسية لتقسيم غزة سيُشكل تحولا لتقسيم الوضع الحالي إلى واقع مستدام، فيما تظهر عدة مخاطر لتكريس الانقسام السياسي الذي سيؤدي هذا الوضع إلى تعميق الانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية وغزة وبين حماس والسلطة الفلسطينية، مما يقوض فكرة الدولة الفلسطينية الموحدة.
 
الأمر الآخر هو عدم الاستقرار الأمني، إذ يمكن أن يؤدي استمرار السيطرة المنقسمة إلى تجدد النزاعات المسلحة في المستقبل، حيث تسعى كل جهة لفرض سيطرتها الكاملة أو الحفاظ على نفوذها دون أي تفاصيل للمراحل المستقبلية، حيث التدخلات الفوضوية ستترك عوائق وتعثر الخطط لإعادة الإعمار الشاملة والمرهونة بالتوصل إلى اتفاق سياسي كي يحدد الجهة المسؤولة عن الإدارة والأمن والتقسيم يعرقل هذا التقدم، فتعقيد الحلول الدولية ستصبح من الصعب على المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة ودول عربية استعدت بالمشاركة والتنسيق لتقديم المساعدات أو الإشراف على عمليات السلام وإعادة الإعمار في ظل غياب سلطة موحدة وواضحة.
 
باختصار، فإن تعثرت خطة ترامب فسيفتح الباب أمام سيناريوهات "تقسيم غزة" وهو ما ينذر بمزيد من عدم الاستقرار ويعقد احتمالات التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للقضية الفلسطينية و على الرغم من أن الوثائق لا تتضمن مواد سرية، فإنها تشير إلى التزام الإدارة بالمضي قدماً في خطة السلام رغم التعقيدات يُظهر أحد المخططات التنظيمية في الوثائق خططاً لمشاركة أميركية واسعة في غزة، لتتجاوز الجوانب الأمنية وتشمل الإشراف على إعادة الإعمار الاقتصادي وقد لا يكون الوقت كافيا لتجاوز كل العقبات في طريق في مثل هذه الحالات و من الضروري التركيز على الأولويات واتخاذ قرارات حكيمة بشأن تحديد الأولويات وتركز على العقبات التي يشكل تجاوزها أكبر فارق أو التي يعرقل وجودها التقدم كليا ومع إيجاد طرق للتعامل مع العقبات،