عمون-
المحامي محمد الصبيحي
جاء الطالب الاردني في الترتيب الأخير عالميا في مستوى الفهم كما جاء في الترتيب السادس ما قبل الاخير في العلوم والرياضيات ،، هذا ما جاءت به المعايير والاختبارات الدولية ونشرته (عمون).
مبروك بدها سهرة ودبكة وطخطخة بارود واعلانات تهاني وسباق واسطات نحو الجامعات.
وباختصار العالم يقول لنا الطالب الأردني ( ما بفهم ) وعلى رأي جدتي (لا بفهم ولا بستفهم).
وما زلنا نكذب على انفسنا ونتباهى بالتعليم في الاردن زورا وبهتانا، ولا نريد ان نعترف بأن المرحوم توفي ولم يدفن منذ سنوات.
ما زلنا نغطي العفن الداخلي بطبقة سكر فننفرد بين الدول بتسمية وزارتنا (وزارة التربية والتعليم) وننكر ان التربية تراجعت فالطلاب استقووا على المعلمين واشبعوا بعضهم ضربا وركلا، والحكومات استقوت على نقابة المعلمين، ودولة رواندا الافريقية الخارجة من حروب اهلية تقدمت علينا في التربية والتعليم معا خلال اقل من عشر سنوات.
نعرف أن التعليم في الاردن الاعلى كلفة والادنى مستوى وان الاباء باعوا الارض لتوفير نفقات التعليم والنتيجة ونتناسى ذلك من وجع القلب ... ؟؟؟؟.
ننكر ان المعلم في أخر قائمة الموظفين المحترمين وأن أيا منا سيفكر ألف مرة قبل ان يقبل معلما زوجا لابنته.
مائة وعشرون الف معلم اردني انتشروا من العام ١٩٦٠ _ ١٩٩٥ للتعليم في المغرب والجزائر وليبيا والسعودية والكويت والامارات وعمان كانوا نخبة الخبرة التعليمية الأردنية د فتقدمت علينا كل تلك الدول تربية وتعليما ..!! .
لا يوجد معايير لاختيار وزير التعليم في الاردن ( انسى موضوع التربية ) فلا بأس ان يكون طبيبا او صيدلانيا او جنرالا متقاعدا المهم انه يحمل لقب ( معالي ) بمعنى انه يعلو الجميع في العلم والمكانة والراتب الشهري.
ما حدا يتهمني بجلد الذات وقصة النصف الفارع من الكأس فالمؤسسات العالمية تجلدكم وتصدمكم جميعا بنتائج تقييم المستويات العلمية والتعليمية وحتى في معايير الديمقراطية وسيادة القانون والاخيرة تراجع الاردن فيها عالميا.
وعلى فكرة تتراجع سيادة القانون عندما تتراجع التربية ويتراجع التعليم ويضعف الانتماء.
من يعلق الجرس ؟؟ فيحاكم وزراء التعليم في السنوات العشرين الماضي ( محاكمة فكرية ادبية ) ومن هو رئيس الوزراء الشجاع القادر على تشكيل لجنة خبراء لوضع خطة لبدء ثورة تعليمية تربوية ليس في المناهج ووسائل التعليم فحسب وانما ايضا في تعليم الانتماء للوطن والمجتمع الذي يتجاوز الاناشيد واللسان الى السلوكيات الحياتية ومكانة ورفعت المعلم.
الرئيس جعفر حسان كشف عن خطة حكومية لبناء ٥٠٠ مدرسة جديدة خلال السنوات الخمس القادمة ،، جميل ورائع ولكن لا تنسى دولتك ( المعلم قبل المدرسة ) و البشر قبل الحجر طال عمرك.