عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Mar-2019

”أسبوع فیلم المرأة“.. قصص تبرز قوة النساء في مواجهة التحدیات
إسراء الردایدة
عمان-الغد-  في دورتھ السابعة على التوالي، یقدم ”أسبوع فیلم المرأة“ مجموعة مختارة من أفضل الأعمال السینمائیة التي تندرج تحت قائمة سینما المرأة، التي تناقش مواضیع متنوعة، خاصة أن حضور المرأة في السینما مرتبط بقدرتھا على عكس الواقع.
وما یلفت في الأمر أن المرأة كمخرجة أو كاتبة سیناریو، أسھمت بدور كبیر في تغییر صورتھا، فیما أعمال مختلفة أظھرت الظلم الذي تعانیھ، وحتى نظرة المجتمع لھا، كما ألقت الضوء على حقوقھا.. ولكن، الأعمال في مجملھا تؤكد أن السینما لعبت دورا مھما في تفعیل حضور المرأة، وفي تغییر صورتھا، ولو بشكل محدود.
”أسبوع فیلم المرأة“ السابع ینطلق مساء الیوم في مسرح الرینبو برعایة سمو الأمیرة بسمة بنت
طلال المعظمة، سفیرة النوایا الحسنة لھیئة الأمم المتحدة للمرأة، وھیئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع الھیئة الملكیة الأردنیة للأفلام وسفارات في الأردن، وبحضور المدیر الفني للمھرجان غادة سابا.
الأفلام المختارة تتضمن حكایات ملھمة، ففي فیلم ”دعوا الفتیات یلعبن“ من فرنسا لجولیان ھالارد، یتناول تشكیل فریق نسوي لكرة القدم في فرنسا بمساعدة صحفي في إحدى الصحف المحلیة، وزمیل لھ، ویحمل الفیلم أجواء كومیدیة تجسد الروح الریاضیة في تجمیع فریق نسوي في العام 1960 ،ویتمحور حول الفن والأنوثة، وجاء تصویر الفیلم بالتزامن مع حركة حقوقیة للمرأة في فرنسا، وكیف یمكن للمرأة تغیر مفاھیم اللعبة في كل مكان.
وفي الوثائقي الھولندي ”أنا أنا“ لمخرجاتھ النساء كورین فان إیجیرات، بیتر لوم، وفاء سمیر، سندس شبابیك، نادین صلیب، سارة إبراھیم، الذي یحكي عن المرأة والسینما من خلال نساء مصریات یبحثن عن ھویتھن أعقاب الربیع العربي، ویتناول حقوق المرأة غیر المكتملة، والتوق للحریة والتحرر والعیش بتوازن.
فالسینما ناقشت صورة المرأة العربیة بدءا من أول فیلم وھو ”لیلى“ للممثلة عزیزة أمیر، وكان نسخة عن السینما العربیة، مقدمة إیاھا بصور شبیھة بالسینما الھولیوودیة المتمحورة حول العلاقة الإنسانیة بین الرجل والمرأة، وانتقلت مع الوقت لتصل إلى طروحات إیجابیة مختلفة، قدمھا مخرجون ذكور في السینما الواقعیة؛ مثل أفلام یوسف شاھین، وخیري بشارة.
ولعل من أھم ھذه الأفلام التي تناولت حقوق المرأة؛ فیلم ”أرید حلا“ لسعید مرزوق 1975، الذي یشیر إلى حق الزوجة في الطلاق، ویكشف إلى أي حد تتعارض القوانین وقتھا مع كفالة المساواة بین الرجال والنساء في التمتع بالحقوق المدنیة، ویبین الفیلم كیف تؤدي الإجراءات المعقدة عند طلب المرأة الطلاق إلى إھدار كرامتھا.
ویقدم الفیلم نموذجا واضحا لما یمكن أن یحدثھ الفیلم من تأثیر في الرأي العام، والإسھام في تغییر القیم والقوانین السائدة؛ حیث كان للفیلم أصداء واسعة، أسھمت في العمل على تعدیل قانون الأحوال الشخصیة، وھو قانون الخلع. ویعود للأذھان واحد من أقدم الأفلام المصریة والصامتة في العام 1930 ،ویحمل اسم ”زینب“ للمخرج محمد كریم، وھو مبني على روایة لمحمد حسین ھیكل، ویبرز السلطة الذكوریة ودورھا في تحدید مصیر المرأة.
ویضاف لھذه السلسلة فیلم المخرج صلاح أبوسیف ”الطریق المسدود“ في العام 1958 وفیلمھ ”أنا حرة“ في العام 1958 ،وكلاھما یناقش نظرة المجتمع للمرأة وإدانتھ لھا بدون سبب، والمساواة التي تحتاجھا المرأة في حقوقھا مع الرجل، لتنتقل المرأة القویة والمناضلة لحریتھا للسینما الجزائریة في واحد من أقوى الأعمال التي تمجد دور المرأة في المجتمع، وھو فیلم یوسف شاھین ”جمیلة“ 1958 ،ویتناول نضال المجاھدة الجزائریة جمیلة بوحیرد، ودورھا في تحریر بلدھا وتقدیم صور الاضطھاد والتعذیب التي حرمتھا المواثیق الدولیة، لتنتقل المرأة من دائرة المطالبة بحقوقھا للدفاع عن وطنھا.
وعن خوف المرأة من البقاء وحیدة والارتباط والفروقات الاجتماعیة والفكریة والمذھبیة یتناول الفیلم الإسباني ”خطیب یاسمینا“ لمخرجتھ ایرین كاردونا باكاس بقالب رومانسي ما تمر بھ ”لولا“ من مخاوف الأزواج والفتیات العازبات، وما تعنیھ المشاركة والزواج ومفھوم السعادة والبساطة في الحیاة.
فیما اختلاف الھویة الثقافیة والاضطراب بین الانتماء والحب في مرحلة المراھقة ھو ما یسرده الفیلم الھولندي ”ماذا سیقول الناس“ لمخرجھ إمام حق.
نیشا ذات 16 ربیعا مع عائلتھا الباكستانیة المحافظة في النرویج، تدخل في علاقة حب تتحول لكابوس إثر اكتشاف والدھا لھذا، فیرسلھا للباكستان حیث تنقلب حیاتھا رأسا على عقب.
القصة مبنیة على تجربة كاتبھا إمام حق، الذي اختطفھا والدھا وھي صغیرة وأرسلھا للعیش في الباكستان، وتروي فیھ عن الاختلاف في الثقافات، وما یترتب علیھ من أبعاد نفسیة أیضا، ولحظات مرعبة لإخضاع نیشا بطلة الفیلم من قبل والدھا حیث تتعزز علاقتھما.
فیلم مؤثر بقصتھ ویحمل أبعادا نفسیھ واجتماعیة عن اختلاف الحضارات والعادات والثقافات أیضا، والصراع الذي یمر بھ الأولاد، خاصة الفتیات في المجتمعات المحافظة التي تھاجر لمجتمعات منفتحة.
وفي ”الحدود“ وھو فیلم نسائي بدءا من مخرجتھ كلوي روبشود من كندا، وصولا لقصتھ التي تحكي عن ثلاث نساء یتقاطع مسارھن في جزیرة ”بیسكو“ الصغیرة المعزولة، والتي تعاني من أزمة اقتصادیة صعبة. ھن: ”فیلیكس“ الكندیة المثالیة، انتخبت كنائب فیدرالیة في عمر 25 سنة فقط. ”دانییل“ امرأة قویة وواثقة في منتصف الأربعینات وھي رئیسة منظمة ”بیسكو“. أما إیمیلي في الثلاثینات، فھي أمیركیة تعمل وسیطة في المفاوضات بین البلدین.
ھو فیلم یتناول المرأة باختلاف شخصیاتھا ویغوص في عمق فكرھا وأحلامھا، عواطفھا وشغفھا، أطراف مختلفة تكشف قلق كل امرأة وطموحھا في الحیاة بلغة بصریة جمیلة.
وعن حیاة المرأة وانخراطھا في الحیاة الدبلوماسیة یطرح فیلم ”المرأة البرازیلیة في الدبلوماسیة“
لمخرجتھ ایفانا دینیز، كیف بات حال المرأة في البرزایل بعد 100 عام من دخولھا في قطاع الخدمات البرازیلیة الخارجیة، بالرغم من أنھا ما تزال تشكل 23 % من العاملین في السلك الدبلوماسي، كما یطرح أسباب انخفاض نسبة المشاركة أیضا.
ویظھر فیلم ”المواھب“ كیف تقھر المرأة المجتمع، بالرغم من الإعاقة التي ولدت بھا، فیلم ُ وثائقي من سلطنة عمان لمخرجیھ سعید تمان وموسى الرواحي، ویدور حول صفیة التي ولدت بلا یدین، ورغم كل ھذا احترفت الفن التشكیلي، وھي التي ولدت بقدم واحدة، وتعاني من ضعف في السمع، وحلقت بعالمھا الخاص لتعبر بفن جمیل وراق عن أفكارھا.
وعلى صعید مختلف یأتي الفیلم الروماني ”امرأة شیوعیة قدیمة“ لمخرجتھ ستري غولیا، عن الشیوعیة في رومانیا وأوروبا الشرقیة، وأبعادھا بعد انتھائھا، فالسینما الرومانیة بموجتھا الجدیدة التي تمیل للواقعیة تلتقط كیف تحولت الحیاة في المجتمع الروماني ”الانقسامات الاجتماعیة“، ولا تخلو من كومیدیا واضحة خاصة؛ حیت تتواجھ الشیوعیة القدیمة مع الرأسمالیة في منزل عائلة رومانیة تقلیدیة.
ومن تركیا یتناول فیلم المخرجة كیشان إیرماك ”حیاة ناضیض“ مغامرة جدة أرملة تنتقل لإسطنبول بغیة مواصلة تعلیمھا بعد انقطاع دام 30 عاما. رحلة تأقلمھا مع الوضع والتحدیات، والدوافع التي تقف وراء ھذا وما یظنھ الآخرون وتكھنات مختلفة.
ھذه العروض تقدم صورا مختلفة من كل العالم حكایات نسویة مرتبطة بحقوقھا وواقعھا والتحدیات التي تواجھھا، وفي الوقت نفسھ كیف تتعامل معھا بطبیعتھا، ھي كلھا تثبت أن المرأة مخلوق قوي جدا، قادر على العیش أینما وجد، وتخلق الحیاة من لا شيء بعطائھا وصبرھا.