عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Jan-2025

سؤال غلط*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

يقولون؛ بأن استطلاعا ما لرأي ما، وضع سؤالا متعلقا بمدى ثقة المواطنين ببعضهم، ويقولون بأن نتائجه كانت صادمة.. الخ الفن الاستطلاعي التنويري.
حسب قناعتي بأن مثل هذا السؤال لا يوجه للناس من خلال استطلاع، حيث أتوقع بأن كل شعوب العالم ستجيب عليه نفس الإجابة، لأن فيه استطلاعا عن إيمان الناس بأنفسهم وبآرائهم وأحوالهم النفسية، وهذه جوانب فيها مقدار كبير من الاعتقادات أو قل العقائد، وتعتمد على ثقة الإنسان بمبادئه وقناعاته قبل ثقته بغيره، وربما لو تم توجيه السؤال للأشخاص أنفسهم بواقع 4 مرات في اليوم او 24 مرة، وتم تسجيل إجاباتهم لحصلنا على نسب للإجابات بعدد الأسئلة، حيث ستجد إجابات ليلية طوباوية، وإجابات نهارية تحاول أن تكون واقعية، وسيكون مجالا كبيرا للفلسفة في إجابات أخرى، والشخص نفسه.
لماذا لا تنصب هذه الأسئلة عن شعور الناس بالثقة بالمستقبل، كمستقبل تعليم الأبناء بالنسبة للآباء والأمهات، ومستقبل الحصول على عمل يضمن حيوات كريمة الناس، ومستقبل اعتماد الناس على القانون في سلوكهم وتفاعلهم اليومي في حيواتهم الاجتماعية مثلا.
مهما كانت النسب التي تعبر عن ثقة الناس بالناس، فهي آنيّة متطايرة، خصوصا في زمن وظروف، يبعثان على الريبة والرعب على المستقبل.
الناس يستمعون لخطاب من أحدهم، كائنا ما ومن كان، فيتأثرون ويكتسبون انطباعا، ولو سألتهم مثل هذه الأسئلة قبل الخطاب وبعده، لوجدت إجابتين مختلفتين، وكذلك الأمر لو حضروا فيلما سينمائيا او استمعوا أو شاهدوا تقريرا صحفيا تلفزيونيا..
 
 
 
بقية مقال إبراهيم عبد المجيد القيسي
سؤال غلط
هناك مواضيع «فارطة» كثيرة يمكن التلهي بها، وتفخيخ المزاج العام بمزيد من عدم الثقة في كل شيء، وأعتقد ان الذي يعتبر بأن ثقة الناس ببعضهم، جانب يمكن ترجمته رقميا من خلال استطلاع، لم يقدم جميلا ويضع نفسه شخصيا في موقع تساؤل وارتياب، ولو وضع أسئلة تتقصى مدى ثقة الناس وقراءاتهم للضغط الجوي ونسب الرطوبة في الهواء، وشدة الرياح، لما اختلفت نسب اتفاق اجابات الناس حولها، فكلهم لا يعرفون شيئا عن الضغط الجوي، ولم يحاولوا كسب هذه المعرفة.
فعلا إن الاستطلاعات لفوضى، يعتبرها بعضهم خلّاقة ويمكن صياغتها في أجندة!.